أكد رئيس الأوقاف الجعفرية محسن آل عصفور أن هيئة البحرين للثقافة والآثار نفذت برنامجاً متكاملاً لترميم جامع بوري القديم وإعادة تأهيله، لافتاً إلى حرص الهيئة على حفظ وصيانة المعالم الأثرية ومن بينها دور العبادة، وخصوصاً أنّ المشروع يوثق لحقبة هامة من تاريخ المنطقة ويحفظ لقرية بوري واحداً من أهم معالمها الأثرية.
وأعرب خلال زيارة تفقدية أمس، لمشروع تطوير الجامع، بحضور القائم بأعمال مدير إدارة الأوقاف وعدد من مسؤولي الإدارة، عن إشادته بالجهود الخيرة للجهات الرسمية والأهلية في الحفاظ على تراث البحرين العريق وماضيها وحضارتها الممتدة في جذور التاريخ.
وأوضح أن الإدارة ستبذل قصارى جهدها للإيفاء بالمتطلبات المتبقية من المشروع كالفرش والإضاءة وغيرها من الأمور ذات الصلة بما يتلاءم مع الشكل المعماري المتميز للمسجد.
كما أعرب عن تقديره لرئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، ولفريق العمل بالهيئة على جهودهم المتميزة في صيانة وتطوير جامع بوري القديم، الذي يعد تحفة معمارية وأثرية متميزة.
ونوه إلى أن الجامع من المشاريع التي أسسها العلامة الشيخ خلف آل عصفور ضمن سلسلة الجوامع التي بناها في مناطق مختلفة في أنحاء البحرين في عهده.
ويعد جامع بوري القديم واحداً من أقدم المساجد التاريخية في البحرين، ومعلماً بارزاً في قرية بوري كونه يحمل إرثاً تاريخياً للقرية نفسها. ويقع الجامع في حي الديرة بقرية بوري وسط بيوت الأهالي القديمة من جانب ومن جانب آخر النخيل والمزارع.
وتبلغ مساحة الجامع الإجمالية للمسجد قرابة 500 متر مربع مقسمة لقسمين: الأول هو الجهة الغربية المغطاة بالسقف القديم، والجهة الشرقية وهي تعتبر فناء الجامع لكنها مفتوحة على الجامع نفسه في الهواء الطلق. ويتوسط الجامع 24 عموداً مبنياً من الجص والحجر يبلغ ارتفاع الواحد ثلاثة أمتار ونصف وبعرض نصف متر. ويوجد في الحائط الأمامي للجامع 20 “روزنة” مقوسة من الأعلى ومجوفة من داخل الحائط.
ومر المسجد بالعديد من المراحل بحسب بعض الباحثين في تاريخ المنطقة، فالمرحلة الأولى في ثمانينات القرن التاسع عشر عندما بناه الأهالي بسعف النخيل، والثانية في مطلع القرن الماضي عندما تولى العلامة الشيخ خلف العصفور في العام 1898 ميلادية أمور القضاء والإفتاء والجمعة والجماعة وأسس صلاة الجمعة في قرابة خمسة عشر جامعاً من جوامع البحرين ومن بين هذه الجوامع التي بناها وأسسها جامع عالي القديم وجامع بوري القديم.