كتبت - شيخة العسم:
شهدت إحدى المدارس الخاصة يومي الأحد والثلاثاء الفائتين حادثتين مؤسفتين، حيث تهجم وليّا أمر على رجال الأمن التابعين للمدرسة باستخدام السلاح الأبيض، ووقع الحادث الأول عندما قام ولي الأمر بتوصيل ابنته للمدرسة إلا أنه وقف في الشارع المقابل للمدرسة مما استدعى رجل الأمن بأن يذهب للطفلة بنفسه ويمسك بيدها لينقلها من الجانب المقابل ويدخلها المدرسة وولي الأمر جالس في السيارة بدون حراك وبعد أن أوصل رجل الأمن ابنته والتي كانت بالمرحلة الابتدائية بالصف الثاني، قام ولي الأمر نفسه بالتهجم على رجل الأمن بالضرب ب»العقال» بطريقة وحشية بسبب أنه أمسك بيد ابنته الصغيرة، وهو لم يحرك ساكناً ليوصل ابنته من الجانب المقابل.
فيما تمثل الحادث الآخر، وبنفس المدرسة، في محاولة دخول ولي أمر بسيارته للمدرسة من باب غير مخصص للدخول، وعندما استوقفه المكلف بالنظام المروري حدثت المشادة، حيث نزل ولي الأمر ودفع الموظف للخلف وتدخل موظف آخر ودفعه ولي الأمر أيضاً، حتى قدم المسؤول عن التنظيم بالمدرسة ليهدئ الموضوع إلا أن ولي الأمر أخرج «سكروباً « وهدد به المسؤول، وتمسك المسؤول بأعصابه قدر المستطاع، وتدخل الموظفون بينهم للتهدئة، ولكن تم تحويل القضية للشرطة وبشريط مصور بسبب للحادثة سجلته كاميرات أمن مثبتة عند مدخل المدرسة.
وقالت مديرة المدرسة الخاصة، فضلت عدم ذكر اسمها، في تصريح «للوطن « على خلفية الموضوع «: « نظراً لتجاهل بعض أولياء الأمور وتعمد بعضهم الآخر تجاوز اللوائح والأنظمة والقوانين التي وضعت من أجل سلامتهم وسلامة أبنائهم وخاصة المرورية منها التي يجب الالتزام بها خصوصاً وقت ذروة الازدحام المروري«.
وواصلت قائلة «الموضوع خرج عن إطار التعاون بين ولي الأمر والمكلفين بتنظيم حركة دخول سيارات الطلبة إلى المدرسة والتطاول عليهم بالضرب والإهانة مما أدى لتحويل إحدى القضيتين للوزارة والأخرى للشرطة، وما أود أن أبينه أن العلاقة بين الطرفين لا بد أن تأخذ منحى آخر في طريقة التعامل وطرق التواصل بينهما، ولا أتحدث عن هاتين الحادثتين فقط وإنما بشكل عام فهناك أولياء أمور يقومون بتهديدنا بالكلام وبالشكوى وغيره، وهذا أسلوب مرفوض، ونتمنى أن يكون لدى أولياء الأمور طريقة تعامل أفضل مع الهيئة الإدارية بالمدرسة وأن يكون هناك توعية لهم في كيفية تعاملهم وحل مشاكلهم مع أي جهة تعليمية حكومية كانت أو خاصة «.
وعلقت المديرة المساعدة، في إحدى المدارس الخاصة، هند محمد « للأسف هناك بعض من أولياء الأمور ليس لديهم فن في التعامل مع الهيئة الإدارية التعليمية، فيما يتعلق بالدرجات أو المناهج أو غيرها من أمور تعليمية، فعند حدوث أي مشكلة أو سوء تفاهم نجدهم يهددون ويتطاولون بالكلام وغيره وبأسلوب لا يمكن ممارسته في هيئة تعليمية، وأدعو من هذا المنبر أولياء الأمور بأن يكونوا أكثر عقلانية في التعامل مع الهيئة التعليمية والإدارية بالمدرسة حتى لا تتفاقم المشكلة، والأخذ بالأسباب وفهم الموضوع لعلاج المشكلة من الأساس وليس أن يؤخذ بالهجوم والتعدي».
ومن جهة أخرى، قالت موظفة استقبال في إحدى المدارس ابتسام بوعلاي « إن عملي اليومي هو التعامل المباشر مع أولياء الأمور، وللأسف ما نجده من ولي الأمر هو الهجوم الدائم بدون معرفة الموضوع أو الأسباب وبعد أن أقوم بشرح المسألة لهم يهدؤون، وسؤالي لماذا يكون الحل الأول من الولي هو التهجم وسوء الظن، ففي إحدى المرات هاتفت ولي أمر لأخبره بأن لديه مراجعة في الحسابات وقبل أن أكمل كلامي انزعج وبدأ بالصراخ علي ويقول لي « تهدديني يعني «. على الرغم من أسلوبي دائماً لبق وأحذر في طريقة تعاملي معهم، لقد أصبحت أتجنب التعامل معهم وحقيقة لا أعرف التعامل مع عدد كبير منهم، وعندما ألزم بأن أتواصل مع أحدهم أتذكر المواقف التي حدثت بيننا وسوء التفاهم فأنزعج من الرجوع للتعامل مرة أخرى، ولكن بالنهاية هذا عملي».