قال وزير شؤون الإعلام عيسى الحمادي، إن الرسالة واضحة من تشكيل الحكومة المصغرة، وأن الحكومة ستبدأ بنفسها بتمثيل عدد أقل من الوزراء في «المصغرة»، للتعامل مع التحديات المالية وتدني أسعار النفط، لافتاً إلى أن التفاصيل تأتي لاحقاً بعد انتهاء المشاورات.
ودعا الحمادي في لقاء مع تلفزيون البحرين أمس، السلطة التشريعية والإعلاميين والمثقفين لتحمل مسؤولياتهم تجاه الوطن، وقال «للسلطة التشريعية دور في القرارات المزمع اتخاذها، والإعلاميون يتحملون دوراً في خلق الوعي بمواجهة التحديات».
وأضاف الوزير «عندما نمر بتحديات يجب أن نتكاتف والحكومة ستبدأ بنفسها»، لافتاً إلى أن القنوات مفتوحة لإطلاع المواطن على المعلومات أولاً بأول.
وأكد استمرار خطط التنمية رغم التحديات عبر مشروعات كبرى تمولها الحكومة والقطاع الخاص والدعم الخليجي، مستدركاً «لكن يجب إدراك الواقع وتبني سياسات مالية مستدامة لصالح المواطن».
وذكر أن التوجيه السامي لتشكيل حكومة مصغرة قرار حكيم، ويعكس رؤية جلالة الملك المفدى الثاقبة وحرصه على مستقبل أفضل للبحرين وجميع أبنائها، مشيراً إلى أنه «كان هناك عرض قدمه سمو ولي العهد حول طبيعة الأوضاع المالية التي تمر بها المملكة خلال هذه الفترة».
وأردف «كان هناك توجيه من جلالة الملك المفدى بتشكيل حكومة مصغرة بالتشاور مع سمو رئيس الوزراء، وأنه سيكون هدفها الأساسي التعامل مع التحديات التي ألقت بظلالها على الأوضاع المالية، وجاءت نتيجة لتقلبات أسعار النفط».
وأكد أن «هناك رسالة واضحة بأن الحكومة ستبدأ بنفسها فيما يتعلق بتشكيل هذه الوزارة المصغرة، حيث سيكون هناك عدد أقل من الوزراء ممثلين بها، وسيكون الهدف الأساسي التعامل مع التحديات المالية، وستأتي التفاصيل لاحقاً بعد الانتهاء من المشاورات».
وتابع الحمادي «البحرين ليست بمعزل عما تمر به المنطقة، وهناك عدة قرارات اتخذتها الدول المجاورة للتعامل مع تطورات الأوضاع المالية بسبب تقلبات أسعار النفط»، مجدداً التأكيد بأن «مهام الوزارة المصغرة تتعلق بالتعامل مع التحديات المالية القائمة أمامنا، حيث تراجع سعر برميل النفط والتي كانت فوق 100 دولار أمريكي خلال الفترة الماضية، إلى ما دون 50 دولاراً أمريكياً حالياً».
وواصل «بالرغم من أن البحرين تمتلك اقتصاداً هو الأكثر تنوعاً في المنطقة، لكن الإيرادات الحكومية تعتمد في أكثر الغالب منها على المدخول الذي يأتي من النفط، كما إن الحكومة في الفترة الماضية وخلال تعاطيها مع السلطة التشريعية، تابعنا جميعنا المشاورات التي قامت بها حول إعادة توجيه الدعم الحكومي، وكذلك أيضاً أثناء فترة تقديم برنامج عملها الحكومي والميزانية العامة للدولة».
وشدد على أنه «كان هناك حديث حول ضرورة تبني سياسة مالية مستدامة في هذا الاتجاه، خاصة أن البحرين مرت في السابق بتحديات مماثلة، وكلنا نتذكر فترة نهاية التسعينات من القرن الماضي، ولكن من خلال حكمة القيادة الرشيدة ورؤيتها الثاقبة ووعي المواطنين، قدرنا أن نتجاوز تلك الفترة الصعبة، ونحن قادرون الآن أن نتجاوز هذه التحديات التي أمامنا».
وتابع «ستستمر خطط وبرامج التنمية في البحرين بالرغم من التحديات الموجودة، من خلال مشاريع تنموية كبرى يتم تمويلها من خلال برنامج التنمية الخليجي والقطاع الخاص، وأيضاً ما رصدته الحكومة من ضمن الميزانية الخاصة بالمشاريع فهناك فرص مازالت قائمة، والمستقبل إن شاء الله سيكون الأفضل، ولكن يجب أن نكون أيضاً مدركين الواقع، وأن نتبنى سياسات مالية مستدامة تكون نتيجتها لصالح الوطن والمواطنين».
وشدد الوزير على «أن المواطن البحريني لا يحتاج إلى الكثير من التوجيه في هذا الخصوص، ونحمد الله على أن بالبلد مواطنين لديهم حس وطني عالٍ، وشعب مثقف مدرك لما هو أمامه من تحديات، وكل القنوات مفتوحة للتواصل مع مواطني البحرين واطلاعهم على المعلومات أول بأول».
وقال إن «هناك دوراً على بقية الأطراف الموجودة في المجتمع، ليس فقط الحكومة، وإنما السلطة التشريعية أيضاً سيكون لها دور في هذه القرارات التي ستتخذ».
وذكر «نحن في البحرين نعيش تجربة ديمقراطية سياسية متقدمة، وللسلطة التشريعية المنتخبة دور في اتخاذ مثل هذه القرارات، وأيضاً بقية أطراف المجتمع كمجتمع مؤثر سواء المجتمع المدني أو حتى الإعلاميين والمثقفين وغيرهم ممن سيقومون بدور أيضاً في خلق مزيد من الوعي والإدراك بالتحديات التي تواجهنا، وفي النهاية والمحصلة الجميع يريد أن يكون هناك خير للبحرين ومواطنيها، ويجب أن يكون هناك تكاتف من الجميع لاجتياز ومواجهة التحديات، وذلك من أجل وضع أفضل للبحرين كما نريد جميعاً».
وفي إجابته على سؤال بشأن عدم تأثر الحاجات الأساسية للمواطنين، أكد الوزير أنه «كان هناك حرص من البداية على هذا الأمر، وأعتقد أن المشاورات القائمة بين الحكومة والسلطة التشريعية عكست هذا الجانب، بأن يكون هناك قرارات ضرورية بإعادة توجيه الدعم بحيث ألا يتأثر المواطن بها بالدرجة الأولى، والجميع حريص على هذا الأمر، ونقف كلنا على نفس الجانب، لكن أيضاً يجب أن يكون هناك وعي وإدراك بأننا عندما نمر بتحديات يجب أن نتكاتف معاً، والرسالة واضحة اليوم بأن الحكومة ستبدأ من نفسها فيما يتعلق بالتشكيل وفيما يتعلق بالمشاريع».