كتبت ـ سلسبيل وليد:
ينطلق في أول أيام عيد الأضحى 24 سبتمبر بصالات سينما الدانة والسيف العرض الأول للفيلم البحريني «الشجرة النائمة»، للمخرج محمد راشد بوعلي والكاتب فريد رمضان، فيما انطلق مساء الأربعاء الماضي العرض الأول للفيلم في سينما السيف، بحضور وزير شؤون الإعلام وعدد من الفنانيين والمصورين وكتاب الروايات.
ولاقى الفيلم إعجاب الكثيرين حيث تجسد الشجرة النائمة قصة العائلة البحرينية وعلاقاتها مع محيطها وبيئتها الثقافية وترمز للعلاقات الأسرية التي تتسم بالتناقض والازدواجية، فبينما يواصل جاسم ونورة رحلتهما الحياتية ويواجهان التحدي الذي تفرضه حالة ابنتهما الصحية يظل إحساسهما بالهدف غير واضح، وإدراكهما للواقع تشوبه الشكوك، ويحكي الفيلم قصة زوجين على وشك الانهيار بسبب ابنتهما النائمة، إلا أن حياتهما تتغير حين تقرر الشجرة إيقاظها.
وتدور أحداث الفيلم حول الطفلة أمينة التي تعاني من شلل دماغي، وعلى والديها جاسم ونورة أن يحرصا على رعايتها، وهكذا تلازم نورة البيت متفرغة للعناية بابنتها، بينما ينأى جاسم عن حياته العائلية، ويغرق في عزلته، ما يشحن الأجواء بالتوتر. مدفوعاً بيأسه، ووجوده الذي يتلاعب به الأسى. لا يجد جاسم نفسه، إلا وهو يمضى رحلة في رحلة الأمل نحو الشجرة النائمة الأسطورية، وكل قاصديها مأخوذون بها، وما يحيط بها جارف لا يعترف بالزمن والفناء، فتستعيد الحياة معناها، وتصحو السعادة التي تسربت من بين أصابع جاسم ونورة ويعيشان زواجهما من جديد.
وتجسد هيفاء حسين دور «نورة»، فيما يجسد جمعان الرويعي دور «جاسم»، ومريم زمان بدور «فردوس»، وإبراهيم خلفان بدور «سعود»، وحوراء شريف بدور «أمينة».
صناعة السينما
قال مخرج الفيلم محمد بوعلي لـ»الوطن» إن «الشجرة النائمة» مشروع مشترك مع الكاتب فريد رمضان بدأته في عام 2008، موضحاً أن الفيلم لا ينتهي مع نهاية تصويره فنحن لا نزال نصرف عليه مبالغ وهناك جمهور ومهرجانات سيعرض بها، وأن الفيلم استغرق تصويره حوالي شهر كامل حيث تم تصويره بالكامل في البحرين.
وأضاف أن صناعة السينما البحرينية صعبة لأنه توجد منافسات لها كالهندية والأجنبية بينما الخليجية مرة كل 10 سنوات وكلها بناء على تجارب وإبداعات فردية، مشيراً إلى أن هناك الدراما التلفزيونية في البحرين وقطر وغيرها ولكن الفيلم السينمائي مختلف عن الأسلوب التلفزيوني من ناحية السرد أو الأدوات وكذلك الآلية والتمثيل فهو مختلف تماماً ويخلق صعوبة في صناعة السينما.
وأشار بوعلي إلى أن الصعوبة أيضاً في البحث عن طاقات تفهم في السينما وتعمل بها من ممثلين ومنتجين ومصورين وغيره، حيث أن السينما مكلفة جداً، وصناعة فيلم تأخذ وقتاً طويلاً. وتحدي صناعة فيلم هو تحد صعب، مضيفاً، عملنا على الأفلام القصيرة و لكن الأفلام الطويلة شبه مستحيل ولكن الفكرة التي طلعت بيني و بين الكاتب لامستنا بشكل شخصي و شعرنا بأن هذه الفكرة من الممكن أن نجتهد ونحاول أن نصنعها كفيلم روائي طويل حيث لاقينا دعماً وعواقب ومشاكل كثيرة ولكن استطعنا في النهاية عرض الفيلم في مهرجان دبي وحصلنا إشادات من نقاد كما اعتبروه من أفضل الأفلام التي عرضت في المهرجان وكانت تجربة مختلفة.
وتمنى أن يصل لأكبر شريحة ممكنة في المجتمع، فنحن موقنون من وصوله لخارج البحرين وفي الخليج ولكن نتمنى أن يصل داخل البحرين، وقال متابعاً إن الخليجي لا يتقبل فكرة فيلم خليجي وهذه إحدى أكبر الصعوبات فهو يذهب للسينما لمشاهدة المصري والأجنبي والهندي ولكن الخليجي صعب، مضيفاً، نحن هدفنا صناعة فيلم يمثل البحرين ويقدم فكرة جديدة كما نخطو خطوة السابقين.
7 سنوات ثمرتها
«الشجرة النائمة»
وقال الكاتب فريد رمضان لـ»الوطن»: إن 7 سنوات طويلة كانت ثمارها الشجرة النائمة، موضحاً أن الفكرة بدأت من مشروع فيلم قصير حيث أعجب المخرج بالقصة وكنا نحاول أن نطورها من أجل أن نعمل على فيلم قصير ولكن لظروف تعلق المشروع وتوقفنا عن كتابة هذا الفيلم ولكن بعد الفترة رجعنا مرة ثانية وعملنا عليه كروائي طويل وتغيرت الكثير من التفاصيل وبنية الفيلم أيضاً وتم إعادة كتابته ليتناسب مع الروائي.
وأضاف أن هذه المرة الثالثة له في تجربة كتابة الأفلام الروائية الطويلة وهناك 20 فيلماً قصيراً ومعظمها في البحرين والخليج العربي وبما فيها العراق، حيث بدأت في مرحلة مبكرة من عمري وأنا أمارس الكتابة الأدبية والصحافية. وتابع رمضان: من ضمن تجربتي الأدبية دخلت المجال السينمائي ودخلت في مجال كتابة السيناريو وتفاصيل كتابة السيناريو ونجحت خلال الفترة الماضية في تقديم العديد من الأفلام القصيرة التي حازت على إعجاب الجمهور داخل وخارج البحرين.
وقالت الممثلة مريم زمان لـ»الوطن» إن الشجرة النائمة من الأفلام الجميلة التي تدخلنا في المواضيع الدقيقة وتمس الإنسان فالفيلم يتكلم عن الإعاقة والتعامل معها، فالعمل أعجبني وأنا مرتاحة جداً له، فهو مختلف عن الأفلام السابقة له والتي لها مواضيع كثيرة حيث أن المشاهد يرى عدة مواضيع في عمل واحد، ولكن هذا الفيلم جاء بشكل مختلف فهو يتكلم عن موضوع واحد مركز بطريقة دقيقة، متمنية أن يخطو خطوة في مجال السينما.
وأضافت أن ماشجعها للتمثيل في الفيلم الكاتب الذي تعاملت معه سابقاً والمخرج أيضاً تجربته الأولى في الطويلة وأتنبأ بأن له مستقبلاً وكذلك الموضوع جميل و شعرت أنه من الضروري أن نتطرق لمثل هذه المواضيع، مشيرة إلى أن الفيلم يحمل رسالة هادفة وجميلة ويدخل في مواضيع الإعاقة والأسر وكيفية التعامل معها وماهي التأثيرات النفسية على الأب والأم والعائلة.
وأوضحت الطفلة حوراء شريف لـ«الوطن» بأنها بمساعدة المحيطين بها استطاعت تجسيد دور الطفلة المعاقة جسدياً وعقلياً، مشيرة إلى أنها تجربة جميلة جداً لها وأنها تشعر بالفخر لتقديم شيء للبحرين، موضحة أنها عانت في بداية الأمر مع تجسيد دور أمينة ولكن استطاعت النجاح بمساعدة المحيطين بها.