عواصم - (وكالات): قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الدعم العسكري الذي تقدمه موسكو لدمشق هدفه محاربة الإرهاب وحماية الدولة السورية والحيلولة دون وقوع «كارثة تامة» في المنطقة، بينما قال مصدر عسكري سوري إن الجيش السوري بدأ في الآونة الأخيرة استخدام أنواع جديدة من الأسلحة الجوية والأرضية المقدمة من روسيا فيما يمثل تأكيداً للدعم الروسي المتنامي لدمشق الذي شكل مصدر قلق للولايات المتحدة، في الوقت الذي قال فيه مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة رصدت بضع طائرات هليكوبتر روسية في مطار اللاذقية السوري. وأضافت زاخاروفا أن موسكو مستعدة لتزويد واشنطن بمعلومات عن دعمها العسكري للقوات السورية عبر «القنوات الملائمة». وانتقدت الولايات المتحدة لأنها تناقش القضية علناً عبر وسائل الإعلام. من جهة أخرى، قال مصدر عسكري سوري إن الجيش السوري بدأ في الآونة الأخيرة استخدام أنواع جديدة من الأسلحة الجوية والأرضية المقدمة من روسيا. ووصف المصدر الأسلحة بأنها ذات فعالية ودقة عالية. وذكر أن الجيش بدأ استخدامها خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد أن تدرب على استخدامها في سوريا في الشهور الأخيرة.
وقال المصدر «يتم تقديم أسلحة جديدة وأنواع جديدة من السلاح، يتلقى الجيش السوري تدريباً على استخدام هذه الأسلحة، في الحقيقة بدأ الجيش باستخدام بعض هذه الأنواع».
وتابع «الأسلحة ذات فعالية كبيرة ودقيقة للغاية وتصيب الأهداف بدقة» مضيفاً «يمكننا القول إنها أسلحة على أنواعها سواء كانت جوية أو برية».
وإلى جانب الإمدادات العسكرية الروسية للجيش السوري تزيد موسكو من عدد قواتها البرية في سوريا التي سقط في حربها الأهلية على مدى 4 سنوات نحو 250 ألف قتيل. وبعد مواجهة الجيش السوري مشكلة في الموارد البشرية خسرت الحكومة السورية سيطرتها هذا العام على مناطق شمال غرب البلاد وجنوب غربها ووسطها لصالح مجموعات عديدة بينها تنظيم الدولة «داعش» وغيره من الفصائل المسلحة المعارضة لها والتي تخوض قتالاً للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وقال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تعرّفت على عدد قليل من طائرات الهليكوبتر الروسية في أحد المطارات العسكرية السورية فيما شكل أحدث إضافة لما تعتقد واشنطن أنه زيادة ملحوظة في القوة العسكرية الروسية في البلاد. وقال أحد المسؤولين إنّه تم التعرف على 4 طائرات هليكوبتر بينها طائرات حربية على الرغم من أنه لم يتضح متى وصلت الطائرات إلى هناك. وقال مسؤولون أمريكيون إن روسيا ترسل رحلتي شحن جويتين عسكريتين في اليوم إلى قاعدة جوية في مدينة اللاذقية على الساحل السوري الذي تسيطر عليه الحكومة السورية.
وبحسب تقديرات أمريكية، فإن روسيا أرسلت نحو 200 فرد من مشاة البحرية ودبابات ومدفعية وغيرها من المعدات إلى مطار عسكري على مقربة من اللاذقية. من جهة أخرى، قالت حكومة الرئيس باراك أوباما إنها تبحث كيفية الرد على اقتراح روسي بإجراء محادثات عسكرية بشأن سوريا. يأتي ذلك في الوقت الذي تعزز فيه موسكو حجم قواتها في سوريا بينما تشن طائرات حربية أمريكية ضربات جوية يومية على المتطرفين.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه يجري محادثات مع البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» بشأن الاقتراح الروسي الذي ورد خلال اتصالات هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في الأيام الماضية. ميدانياً، قال نشطاء إن طائرات حربية سورية شنت نحو 12 غارة على مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة وذلك في هجوم كبير غير مألوف أن تشنه القوات الحكومية على منطقة يستهدفها تحالف تقوده الولايات المتحدة.
في سياق متصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 47 شخصاً قتلوا في ضربات جوية نفذتها القوات السورية في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة بمدينة حلب شمال البلاد.