مخرج «الشجرة النائمة» أقنع المنتج من خلال تقديمه مشروعاً سينمائياً متكاملاًالكاتب فريد رمضان أثار الاهتمام من النقاد والمهرجانات التي دعمت الفيلم ووفروا له الزخمالفيلم يحكي العلاقات الأسرية المتناقضة والمزدوجةكتبت - سلسبيل وليد: تتنامى الرغبات الجادة عند السينمائيين البحرينيين لتطوير واقع الإنتاج السينمائي وتحريك مياهه الراكدة منذ سنين، أسوة بالمحاولات الخليجية المشابهة الأخرى التي طفرت خلال السنوات الأخيرة.ويأتي فيلم «الشجرة النائمة» إضافة حقيقية لتجارب سينمائية بحرينية سابقة أسهم فيها عدد من الفنانين والمخرجين البحرينيين فكانت أفلام «الحاجز» و «زائر» و «حكاية بحرينية» بالإضافة إلى الأفلام القصيرة.ويعد فيلم «الشجرة النائمة» الذي وجد اهتماماً محلياً وإقليمياً وعالمياً من خلال مشاركاته المتعددة في المهرجانات السينمائية في صربيا وفينسيا، فضلاً عن فوزه بجائزة في دبي، محاولة جادة لكسر حاجز الانطلاق الذي خيم على قيام صناعة السينما البحرينية والخليجية. وفقا لنقاد. فيما تبقى مشاكل التوجه لبنية تحتية لهذه الصناعة من الدول والقطاع الخاص لهذه الصناعة مازالت قائمة.إلا أن حضور «الشجرة النائمة» بقوته الفنية والإنتاجية الكبيرة من شأنه تشجيع المستثمر والمبدع لخلق واقع جديد للصناعة السينمائية إذا ما تم الاهتمام بها وتحسينها وتطويريها واستثمار نجاحات الفيلم الداخلية والخارجية. سيما وأن الواقع السينمائي الجديد في البحرين اصبح يعتمد على الشباب بشكل كامل بعد أن كانت النظرة إليهم بأنهم عديمو خبرة وثقافة سينمائية وحياتية. تقديم العمل السينمائيواستطاع من جانبه مخرج «الشجرة النائمة» أن يؤكد مقدرته في تقديم مشروعه ويقنع به المنتج وغيره من فريق العمل. وتجسد الشجرة النائمة قصة العائلة البحرينية وعلاقاتها مع محيطها وبيئتها الثقافية وترمز للعلاقات الأسرية التي تتسم بالتناقض والازدواجية، فبينما يواصل جاسم ونورة رحلتهما الحياتية ويواجهان التحدي الذي تفرضه حالة ابنتهما الصحية، يظل إحساسهما بالهدف غير واضح، وإدراكهم للواقع تشوبه الشكوك، وتحكي قصة زوجين على وشك الانهيار بسبب ابنتهما النائمة، إلا أن حياتهما تتغير حين تقرر الشجرة إيقاظها.وتعاني الطفلة أمينة والتي لم تتجاوز الحادية عشر من شلل دماغي، وعلى والديها جاسم ونورة أن يحرصا على رعايتها،وهكذا تلازم نورة البيت متفرغة للعناية بابنتها، بينما ينأى جاسم عن حياته العائلية، ويغرق في عزلته ما يشحن لأجواء بالتوتر، مدفوعاً بيأسه، ووجوده الذي يتلاعب به الأسىى، لا يجد جاسم نفسه، إلا وهو يمضى رحلة في رحلة الأمل نحو الشجرة النائمة الأسطورية، وكل قاصديها مأخوذين بها، وما يحيط بها جارف لا يعترف بالزمن والفناء، فتستعيد الحياة معناها، وتصحو السعادة التي تسربت من بين أصابع جاسم ونورة ويعيشان زواجهما من جديد.لقد تم مناقشة قصة الشجرة النائمة لبعض السنوات حيث قام المخرج محمد بو علي استناداً على قصة حقيقية مستمدة من تاريخ شخصي تم زرع هذه البذور منذ زمن بعيد وانجذب الكاتب فريد رمضان للقصة وكتب السيناريو الذي أثار اهتمام الكثير من النقاد والمهرجانات الذين اهتموا في تطوير الفيلم ودعم إنتاجه. ووفروا مزيداً من الزخم بالنسبة لشركاء الإنتاج الفيلم على الرغم من التحديات والصعوبات الكبيرة.حاضنة الصناعة السينمائيةوالكاتب فريد رمضان هو واحد من أهم كتاب السيناريو في منطقة الخليج العربي. حيث قام بكتابة اثنين من أهم الأفلام الروائية البحرينية، حكايات بحرينية «2006» والزائر «2004»، إضافة لمجموعة واسعة من الأفلام القصيرة والوثائقية، حقق عمله إشادة من النقاد وأكسبه عدداً من الجوائز الدولية، بدا الشراكة مع بوعلي منذ 2008، عندما كتب رمضان فيلم البشارة، واحد من الأفلام القصيرة المهمة التي قام بوعلي إخراجها .وفي 2012 قررا تحقيق أحلامهما من خلال إنشاء شركة لإنتاج الأفلام، أسست «نوران بيكتشرز» لتكون حاضنة لصناع السينما وداعمة لهذه الصناعة الناشئة في البحرين والخليج العربي، فقد تم تشجيع المواهب الإبداعية الأخرى للكتابة والإخراج التمثيل، وإنتاج أفلام للبحرين وفاء لرؤيتهما، تعاونا معاً على إنتاج الشجرة النائمة وشكلا فريق إنتاج بحريني كبير من فني الصوت والمصورين وصولاً إلى فنانين الماكياج ومجموعة من المصممين، حيث كانت الغالبية العظمى منهم من البحرينيين من ذوي الخبرة المحدودة في السينما.الرحلة النهائية تجد بها ضمان جودة إنتاج فيلم والتي تدور أحداثه حول أسرة بحرينية ليس بالمهمة السهلة، ولكن قام الشريكان بالسعي لخلق بيئة تعليمية خاصة لتقديم الشجرة النائمة. بتوجيه من بوعلي ورمضان، تم دعم المواهب الإبداعية للسينما المحلية الشابة والتي شاركت في صنع أول فيلم روائي في البحرين منذ عشر سنوات. وشارك محمد المغراوي بخبرته كمصور سينمائي تونسي المولد، وذو الشهرة عالمية، جانباً إلى جنب مع الفريق الصغير من المساعدين التونسيين الذين زاروا البحرين للمرة الأولى هذا العام من أجل المساعدة في فيلم الشجرة النائمة، بالإضافة إلى نخبة من الفنانين المحليين، جمعان الرويعي وهيفاء حسين وإبراهيم خلفان ومريم زمان، ومن إنتاج محمد راشد بوعلي، سهى مطر، فريد رمضان، وسيناريو فريد رمضان، تصوير محمد المغراوي، مونتاج صالح ناس، موسيقى محمد حداد. وكانت 8 سنوات من العمل المشترك بين المخرج والكاتب من المفترض أن تبدأ بقصة قصيرة ولكن بعد التروي قليلاً وجد بوعلي أن السيناريو يستحق أن يكون قصة روائية طويلة وأن تعرض على شاشات السينما لتصل إلى أكبر شريحة ممكنة من المشاهدين وأن يصل الإحساس البحريني لأكثر من 30 دولة.المنافسة على الجوائزهذا ونافس مشروع سيناريو «الشجرة النائمة» على «جائزة آي دبليو سي للمخرجين» في أولى دوراتها في مهرجان دبي الدولي في 2012م، ونال مؤخراً دعماً من برنامج «إنجاز».وقد جاء في إعلان مهرجان دبي أن فيلم «الشجرة النائمة» هو فيلما تجريبياً خاصاً يجد في شجرة الحياة التاريخية بمملكة البحرين معبراً للإضاءة على العناصر الثقافية للمجتمع البحريني عبر مصائر عائلة تتأرجح ساردة معاناتها بين ماضيها وحاضرها ومستقبلها، أما شركة نوران بكتشرز فهي تأمل من خلال فيلم «الشجرة النائمة» أن تحقق ما عملت من أجله وهو تقديم فيلم روائي طويل ذا هوية بحرينية تتطلع إليه المهرجانات الدولية والعالمية. وقد اختير الفيلم البحريني مهرجان دبي السينمائي الدولي في مسابقة «المهر الذهبي» لعام 2014، في حين تم اختيار المخرج محمد راشد بوعلي، للمشاركة في مهرجان بوسان السينمائي الدولي في كوريا الجنوبية في 2012، بعد فوزه ضمن أفضل 24 مخرجاً آسيوياً بين 233 مترشحاً. كما تم اختياره أيضاً في نفس العام من قبل المجلس الثقافي البريطاني لجائزة رواد الأعمال الشباب الإبداعية «فات» في المملكة المتحدة.