لا يستهدف رجل الأمن إلا ناكرو الجميل وأعداء الدين والوطن.
استهداف رجل الأمن منهج وطريق يسلكه أقوام ذوو صفات ذميمة، تعاهدوا على العدوان وأنكروا الجميل الذي يقوم به هذا الرجل الذي يستحق أن نصفه بالرجل العظيم؛ حيث يسهر الليالي ويرابط الساعات الطوال، صيفاً وشتاءً، يعاني الحر والقر، هدفه وغايته أن يعيش المواطن بأمن وأمان بين أبنائه ومع أهله، محفوظاً ماله، مستوراً عرضه، متقلباً في نعم الله عليه ليلاً ونهاراً، بعيداً عن كل ما يقلقه ويكدر عليه صفو عيشه؛ ثم يأتي ناكرو الجميل فيغدرون به ويهدرون دمه جبناً وخيانة وظلماً وجوراً..!
أهكذا يكونُ ردُّ الجميل عندكم؟! أهكذا يكون جزاء الإحسان في عرفكم ؟!
أهذا ما أرشدت إليه فطرتكم، وحث عليه عقلكم ودينكم؟!
كلا -والذي برأ الخليقة-..!
ما هكذا يرد الجميل، ويكافأ المحسن عند أصحاب الفطرة السليمة والعقول المستقيمة، وليس -والله- ذلك من الدين في شيء، إذ إن الدين أنكر مثل هذه الجرائم واستبشعها وحشد النصوص الصريحة في تحريمها واستقباحها، فلو ألقيتَ نظرة في كتاب الله، وعدت لهدي سنة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ؛ لعجزت عن جمع ما ينكرُ بطلان فعلهم، ولدهشت من بشاعة الوعيد وما فيه من اللعن والغضب والخزي وعظيم العذاب المعد لهم؛ جزاء جرمهم في تعديهم على نفس بريئة ذنبها الإحسان إليهم..!
يا من تنكرون الجميل، وتقابلونه بالقبيح: أما آن لكم أن تعرفوا لغيركم حقه؟أما آن لكم أن تتركوا الاعتداء على الحرمات من سفك الدماء وقطع الطرقات؟ أما آن لكم أن تكفوا عن ممارسة كبائر الذنوب قبل أن يحل عليكم غضب الملك الجبار؟
توبوا إلى الله واستغفروه، ودعوا عنكم هوى النفس والشيطان وطاعة أهل البغي والحقد والخسران؛ فإنكم إن سلمتم من العقاب في الدنيا فلن تفلتوا يوم تقفون بين يدي العلي الكبير ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نصير.

محمد كليب