كتب - معاذ البرديني:
إن مايميز كرة القدم أنه من الصعب توقع أحداث ومجريات المباريات فيها وذلك لأن الأهداف تأتي في ثوانٍ معدودة ولاتنتهي المواجهة إلا بصافرة الحكم ولاشيء غير ذلك، فالأهداف تأتي بشتى الطرق قد تكون مهارة أو عرضية أوصناعة ممتازة من لاعبي الوسط للمهاجم أو ركلة جزاء، ولكن هناك نوع لايقل جمالية وأهمية في الأهداف بل قد يتجاوزهم وهو عنصر «الركلات الحرة»، عندما نذكر «الركلات الحرة «ما نتذكر أساطير لمعوا بهذا التخصص أمثال البرازيلي زيكو والفرنسي ميشيل بلاتيني والأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا والبريطاني ديفيد بيكهام.
شاهدنا في السنوات الخمس الأخيرة لاعبين كثر أحدثوا الفارق واستطاعوا تغيير مجريات المباراة فقط بمهارتهم في تنفيذ الركلات الحرة، ونبدأ بأكبرهم سناً وقد يكون أفضلهم مهارةً وهو البرازيلي المعتزل «جونينهو» صاحب التسديدات الرائعة، والمدهش في ذلك أنه استطاع أن يسجل 44 هدفاً من أصل 100 ضربة حرة قام بتنفيذها خلال مسيرته مع ليون الفرنسي طيلة ثمانية أعوام (2001-2009) والمدهش أيضاً أنه بإمكانه التسديد على المرمى مباشرة مهما كان موقع الكرة، أما أقرب منافسيه في الأسلوب والمهارة في التسديد، المنتقل حديثاً إلى الدوري الأمريكي النجم الإيطالي «أندريا بيرلو» لاعب اليوفي سابقاً، فلو ذهبنا إلى موقع «اليوتيوب» الشهير وشاهدنا كلا اللاعبين سنرى تقارباً كبيراً في أسلوب التسديد الذي يعتمد على القوة والمهارة في آن واحد وهذا ليس بالأمر البسيط فهو بحاجة إلى تدريب متواصل ومكثف. الجدير بالذكر أن بيرلو حقق رقماً كبيراً رفقة اليوفي خلال آخر ثلاث مواسم له قضاها هناك بتسجيله 11 هدافاً من ركلة حرة وهو رقم لايحققه إلا الأساطير.
«ميسي .. رونالدو» الصراع الأزلي والمنافسة الشرسة بين هذين اللاعبين لم تكتفِ بالألقاب والأرقام فقط بل وصلت أيضاً إلى المنافسة في مهارة تسديد «الركلات الحرة»، كل منا شاهد ماقام به «رونالدو» خلال موسمه الأخير رفقة مانشستر يونايتد الإنجليزي من أهداف إعجازية من ركلات حرة سجلها بطريقته الخاصة (الكرة الكرباجية) والتي واصل عليها بعد انتقاله لريال مدريد محققاً 25 هدفاً بالليغا والتشامبيونز، ولكنه في موسميه الأخيرين بدأت تقل دقته المعتادة في التسديد، بينما في المقابل أصبح البرغوث «ميسي» أحد أفضل ثلاثة مسددي ركلات حرة في العالم، بعد تدريبات مكثفة خلال موسميه الأخيرين، وكان الفارق ملحوظاً في قدرته على تغيير مسار الكرة بانحناءة رائعة تخادع الحراس ونتذكر هدفيه أمام أشبيلية في السوبر الأوروبي هذا العام من ضربتين حرتين سددهما بإتقان إضافة لإهداف أخرى كانت حاسمة للفريق الكتلوني.
بعد استعراضنا للماضي والحاضر لابد لنا أن نستعرض لكم مستقبل مسددي «الركلات الحرة»، نحن هنا أمام لاعبين يبلغان من العمر 21عاماً فقط مايعني أنهما أمام مستقبل كبير للتطور والوصول للقمة. الهولندي «ممفيس ديباي» نجم اليونايتد الجديد استطاع تسجيل 7 أهداف رفقة فريقه السابق بي إس في أيندهوفن الهولندي وهذه عمل مميز للاعب بهذا العمر، أما اللاعب الآخر فهو التركي «هاكان كالهانوغلو» لاعب بايرن ليفركوزن الألماني، استطاع هذا اللاعب تسجيل 22 هدفاً لفريقه جميعها من ركلات حرة الموسم الماضي، كما لايمكن ألا نذكر هدفه الخرافي على بروسيا دورتموند الموسم الماضي من منتصف الملعب من كرة ثابتة بمسافة 40 متراً.
الركلات الحرة لايمكن تجاهلها فإن كنا نراها مجرد كرة يقف أمامها مجموعة من اللاعبين، فهؤلاء اللاعبون يرونها كركلات الجزاء.