20 عاماً في خدمة الوطن و«العلاج بالخارج» ضربت بها عرض الحائط
مستشفيات عالمية رفضت استقبالي و«الصحة» تصر
على توفر علاجي بالداخل
أمل العلاج لاح بالهند لكني وجدت اليأس عنواناً لـ «العلاج بالخارج»
ألتقي الموت كل يوم طيلة 7 سنوات وأؤمن بقضاء الله وقدره
التقت الموت ليلاً قبل سبع سنوات حينما عادت من عيادة طبيب أخبرها أن سرطانها في حالة متأخرة.. كان لقاءً موجزاً جداً مثل حياتها القادمة التي لخصها الطبيب في 6 أشهر فقط متبقية من عمرها.. في نهاية اللقاء، أخبرت الموت بهدوء المؤمن بقضاء الله وقدره أن يرحل فهي لن تستسلم وستخوض المعركة معه كاملة مستعينة بقلب صلب عامر بالإيمان بالله ودعاء العشرات ممن وقفت إلى جوارهم من المرضى والمحتاجين طيلة عشرين عاماً من عملها كصحافية وإعلامية تعشق تراب الوطن.. وواصلت حياتها تنهي عملها صباحاً وتلتقي الموت ليلاً، تخبره أنها مازالت ترفع سيف الأمل ودرع الحياة، خاصة بعد رفض مستشفيات عالمية متخصصة بألمانيا وهنغاريا وبانكوك استقبالها ورفضها هي للعلاج الكيمائي لاجئة إلي الطب البديل.. ذات صباح لاح في الأفق أمل جديد بالهند لكنه مرتفع التكلفة ولكن كيف وقد أصابها الإنهاك المادي والمالي طيلة 7 سنوات من الصراع المتواصل مع الموت والمرض، قررت مواصلة رحلة الأمل وعدم الاستسلام، إلا أنها لم تكن تدرك أن صراعها مع السرطان سينتهي بمعركة الإحباط واليأس على طاولة لجنة العلاج بالخارج بوزارة الصحة... كيف وماذا حدث؟ نترك للقراء قراءة سطور الرسالة كاملة كما وردتنا منها...
«في الوقت الذي كفلت فيه حكومة البحرين حرية المواطن في الحصول على أفضل السبل المعيشية والحياه المتوازنة وفق الإمكانيات المتاحة تأتي بعض القرارات التي لا أجد وصفاً مناسباً لها لتحكم قبضتها على هذه الحريات التي هي حق لكل مواطن دون وعي وإدراك نعم دون وعي وإدراك.
فقرابة العشرين عاماً قضيتها في نقل هموم الناس وطرح قضاياهم في الصحافة المحلية بحكم عملي كـ «صاحبة قلم وصحافية» وكانت فرحتي لا توصف حينما توجد الجهات المعنية بتلك القضايا الحلول وأشعر حينها أني من كنت صاحبة المشكلة، فقيمنا وتقاليدنا التى توارثناها على مر الزمان تؤكد على المشاركة الوجدانية وأننا شعب واحد نتشارك في كافة الهموم والقضايا.
وها أنا أطرح قضيتي المرتبطة بحياتي التي لا أعلم كم الفترة المتبقية منها ولا اعتراض، فهذا امتحان رباني ولكن ما أقساه من واقع حينما لا يعي من هو في موقع المسؤولية ما يعايشه الطرف الآخر من وضع صحي حرج في ظل الإصابة بمرض السرطان، وتصدر القرارات بكل استخفاف وتقييم مهزوز وعنجهية غير مقدرة، فأي تقييم يؤكد أنه مريض بالسرطان وفي مراحله الأخيرة ومنتشر في أغلب أعضاء الجسم ورفضت مستشفيات عالمية متخصصة استقباله ان يكون علاجه متوفر في البحرين ؟؟؟
وأوجه النداء لصاحب القلب الكبير الأب الحنون صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الذى أرسى الدعائم لمجتمع تكاملي أساسة رفعة ورقي المواطن البحريني والوصول به إلى بر الأمان .
فقد شاء القدر ان اصاب بالسرطان قبل سبع سنوات وأخبرني الطبيب حينها ان المرض مكتشف في مراحلة الاخيرة والحل الوحيد أمامي هو استخدام العلاج الكيميائي ليس من باب الشفاء التام وإنما لتكون أمامي فرصة حياة أطول لكون قدري محتوم كون الفترة المتبقية أمامي هي ستة شهور لاغير وكان ذلك في العام 2008 فرفضت استخدام ما تم تسميته بالكميائي ولم أحبط ولم يتملكني اليأس وبدأت في البحث عن البدائل والوسط الاعلامي جميعه يشهد لى بقوة الإرادة وتحدي المرض والحمد لله.
وكانت البداية باللجوء للطب البديل علني أجد العلاج لحالتي المتأخرة كما وصفها الأطباء حينها، وكانت استجابة جسمي للأدوية العشبية جيدة، غير أن استخدامي كان بناءً على تجاربي الذاتية مع المرض فلست متخصصة لكنني حققت إنجازاً كبيراً، حيث نقلت تجربتي في التعامل مع المرض للكثير من المرضى واكسبتهم المهارات اللازمة ليكونوا متعايشين ويؤدون دورهم في الحياة بعيداً عن الإحباط واليأس وانتظار الموت.
استغرب الكثيرون حالتي ومنهم من كان غير مصدق لايماني وتطبيقي لمنهجية ان مرض السرطان متى ما ازيح من العقل لم يؤثر في الجسد ولذلك حققت النجاح الذى اتوق اليه كاعلامية خلال مشواري ودخلت مجالات جديدة وكلي امل ان يلوح بريق لحالتي.
الى جانب تجاربي الذاتية وبحوثي حول المرض والتى ساعدتني بشكل كبير قمت بمراسلة العديد من الدول الكبرى المتخصصة في علاج السرطان غير ان جميعها رفضت استقبال حالتى ووصفوها بالمتاخرة جدا مثل جمهورية الصين من خلال مستشفى فودا الذي يطبق أحدث التقنيات في التعامل مع المرض وبانكوك وهنغاريا وألمانيا، علماً أني لازلت أمارس حياتي الطبيعية وأذهب للعمل وأؤدي دوري كإعلامية تعشق تراب الوطن الذي ننتمي إليه وكلي إصرار في ترجمة أفكاري وطموحاتي الإعلامية على أرض الواقع فلن يوقفني أي مرض ما دام الأمل واليقين بالله سبحانه موجود.
فقبل فترة بسيطة لاح الأمل للعلاج من جديد وذلك في مصحة لعلاج السرطان في الهند تعتمد في علاجاتها على الطب البديل وبالاطلاع على تقاريري وفحوصاتي جاء الرد بقبول الحالة على أن يستمر العلاج لمدة ثلاثة شهور متواصلة، فرحتي كانت لا توصف بتجدد الأمل غير أن تكلفة العلاج جاءت مرتفعة بشكل كبير، ولكوني مواطنة بحرينية ولدت وترعرعت على أرض الوطن وحكومتنا الرشيدة ودستور بلادنا كفل حريتنا في الحصول على أفضل الخدمات قدمت أوراقى للسفر للعلاج عن طريق وزارة الصحة، ومن ثم تم عرضها على لجنة العلاج بالخارج التي رفضت الحالة والسبب توفر العلاج محلياً في البحرين، وحصل توجيه بإعادة تقييم حالتي من اللجنة المختصة بوزارة الصحة للعلاج بالخارج وجاء الرد للمرة الثانية برفض الحالة والتأكيد على أن العلاج متوفر محلياً.
لا أنكر انتكاسات المرض التى واجهتها بالصلابة وقوة الإرادة واليقين بالله لأستطيع المضي قدماً على مدار السبع سنوات الماضية بشكل طبيعي وكإنسانة منتجة تؤدي دورها وتخدم مجتمعها الذي قدم لها الكثير، غير أنه لكل إنسان طاقة تحمل فلماذا قتل الأمل لمريض عاش المرض بالأمل واليقين إن كان الغد أفضل؟ وهذا نداء فهل أجد الإنصاف لقضيتي؟ سؤال أطرحه فهل أجد الجواب الشافي ؟؟».
970x90
970x90