عواصم - (وكالات): عثرت قوات خفر السواحل اليونانية على طفلة سورية، عمرها 4 أعوام، غارقة قبالة جزيرة ليسبوس اليونانية في بحر إيجه، بينما تبادلت المجر وكرواتيا التهديدات في حين واصل آلاف المهاجرين المنهكين التدفق على حدود البلدين مما يعمق الخلافات في أوروبا حول كيفية التعامل مع هذا الطوفان البشري. وقالت وسائل إعلام محلية إن قارباً، على متنه لاجئون، غرق أثناء عبوره من تركيا إلى الجزيرة اليونانية. وقال خفر السواحل اليونانيون إنهم أنقذوا 11 شخصاً، وإنهم يبحثون عن ناجين آخرين. ووقع الحادث شرق جزيرة ليسبوس، التي يفد إليها عدد كبير من اللاجئين من سوريا. وكانت صورة طفل سوري غريق على أحد شواطئ تركيا أثارت موجة من السخط حول العالم، دفعت قادة الدول الأوروبية للتحرك من أجل معالجة أزمة اللاجئين. وأصبح اللاجئون في الأيام الأخيرة يتوجهون إلى الحدود البرية التركية مع اليونان وبلغاريا تجنباً للطريق البحري الذي أودى بحياة 2600 مهاجر، هذا العام. وقال خفر السواحل اليونانيون إن المروحيات التابعة لوكالة مراقبة الحدود، في الاتحاد الأوروبي، رصدت قارباً آخر على متنه 200 شخص متجهين نحو جزيرة بيلوبونيس شرقاً.
ووصل إلى اليونان أكثر من 300 ألف مهاجر هذا العام، أغلبهم يريدون التوجه دول أوروبية أخرى. وتبادلت المجر وكرواتيا التهديدات في حين واصل آلاف المهاجرين المنهكين التدفق على حدود البلدين مما يعمق الخلافات في أوروبا حول كيفية التعامل مع هذا الطوفان البشري. وحوصر أكثر من 20 ألف مهاجر - غالبيتهم لاجئون فروا من الحرب السورية - في كرواتيا منذ الثلاثاء الماضي بعدما لجأت المجر لاستخدام سياج معدني وقنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه على حدودها الجنوبية مع صربيا لمنع هؤلاء من استكمال طريقهم إلى داخل الاتحاد الأوروبي.
ومن المنتظر أن يجتمع قادة دول الاتحاد الأوروبي التي تعاني انقساماً عميقاً الأربعاء المقبل في محاولة جديدة للاتفاق على طريقة وأماكن لتوزيع 160 ألف لاجئ على الدول الأعضاء في الاتحاد. لكن الضوضاء التي أثارتها الدول المنضمة حديثاً للاتحاد بدت أبعد ما تكون عن لغة الصداقة.
واتهمت المجر كرواتيا «بانتهاك سيادتها» من خلال إرسال حافلات وقطارات تقل المهاجرين إلى حدود البلدين. وحذرت المجر من أنها ربما تعرقل مساعي كرواتيا للانضمام لمنطقة شنغن الأوروبية التي يحق للمقيمين بها التحرك بدون جوازات سفر.
ويقود حكومة بودابست يمينيون برئاسة فيكتور أوربان الذي تعهد بالدفاع عما وصفها بأوروبا المسيحية ضد المهاجرين الذي يغلب عليهم المسلمون. وقال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو في مؤتمر صحافي «حكومة كرواتيا تواصل الكذب في وجه المجريين والكروات. أي نوع من التضامن الأوروبي هذا؟». وقال رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش إنه على عكس ما فعلته المجر لن يلجأ لاستخدام «القوة المفرطة» لإبعاد المهاجرين ولن تفرض عليهم حكومته البقاء دون إرادتهم. وأضاف أن الحافلات والقطارات ستواصل التوجه إلى المجر. وقال ميلانوفيتش للصحافيين «أجبرناهم على قبول مهاجرين من خلال إرسالهم إليهم. وسنواصل القيام بذلك».
ووجدت كرواتيا - البلد الذي يسكنه 4.4 مليون نسمة والذي أصبح مستقلاً بعد حرب دارت رحاها بين 1991 و1995- نفسها في مسار أكبر موجة لجوء إلى الغرب منذ الحرب العالمية الثانية. وقال ميلانوفيتش إن بلاده لا تستطيع استيعاب كل هؤلاء المهاجرين وستقوم ببساطة بفتح الطريق أمامهم.
وعبر نحو نصف مليون شخص البحر المتوسط قاصدين أوروبا منذ بداية العام الحالي حيث يعبرون بشكل متزايد البحر من تركيا إلى اليونان ومنها يقطعون شبه جزيرة البلقان إلى جمهوريات يوغوسلافيا السابقة وبينها كرواتيا وسلوفينيا العضوان في الاتحاد الأوروبي.
واستمر تدفق المهاجرين على متن حافلات وقطارات بعد عبور الحدود إلى كرواتيا قادمين من صربيا واتجهوا شمالاً وغرباً صوب المجر وسلوفينيا. وأمضى كثيرون الليل في العراء في حين يمضون النهار بحثاً عن ظل يقيهم شمس الصيف.
ويسابق الجنود المجريون الزمن لتشييد سياج بطول الحدود مع كرواتيا شبيه بذلك السياج الذي أقيم على الحدود مع صربيا. وقالت الحكومة إنها استدعت عدداً من جنود الاحتياط سيعمل معظمهم في حاميات خلت بعد نشر من فيها من جنود على الحدود.