لوبيك - (رويترز): يترجل إيهاب من القطار في محطة لوبيك ويشاهد أفراد أسرته على الرصيف فتنطلق ساقاه عدواً.
«أمي. أمي»، تتسارع الكلمات من بين شفتيه وهو يعانق أمه وأباه وشقيقه وشقيقاته وأطفالهم الذين جاؤوا جميعاً لاستقبال إيهاب وزوجته عبير وبنتيه.
وجد والدا إيهاب وأفراد أسرته الآخرون الملاذ في لوبيك منذ فترة لكنهم ظلوا يتلهفون على لحاقه بهم. وعلى رصيف المحطة انهمرت دموع الفرح.
أتمت الأسرة السورية الصغيرة رحلة استمرت أسبوعاً عبر أوروبا من جزيرة يونانية في البحر المتوسط إلى ساحل البلطيق في ألمانيا.
عبرت أسرة إيهاب القارة بحثاً عن وطن جديد يخلو من البراميل المتفجرة وقذائف المدفعية والغاز السام الذي قتل ألوفاً مؤلفة من المدنيين خلال حرب أهلية مستمرة منذ أكثر من 4 سنوات.
في البداية لجأت الأسرة إلى لبنان حيث توجه قسم من ملايين اللاجئين السوريين الموزعين على تركيا والعراق والأردن.
وأواخر أغسطس الماضي بدأت الأسرة رحلتها إلى أوروبا فأخذت عبارة إلى تركيا قبل أن تلجأ للمهربين من أجل رحلة العبور المحفوفة بالأخطار في زورق إلى جزيرة ليسبوس اليونانية حيث التقيت بها.
وتقول مراسلة «رويترز» «من ليسبوس شاركتهم الرحلة الطويلة إلى لوبيك على بعد 2000 كيلومتر على خط مستقيم لكنها أطول كثيراً على امتداد درب المهاجرين المتعرج».
كل مرحلة من الرحلة بالحافلات أو الزوارق أو القطارات كانت تبعدهم أكثر فأكثر عن وطنهم في مدينة دير الزور المطلة على نهر الفرات شرق سوريا.
وتضيف «وقفت أراقبهم على المحطة في لوبيك وأنا أتذكر كلمات ابنة إيهاب الصغيرة ذات الأعوام الستة وهي تركب القطار المتجه شمالاً، «بلدي أحسن بلد في العالم، سأعود إليها، عندما تنتهي الحرب»».