القدس المحتلة - (وكالات): أعلنت مصادر مقدسية اعتقال سلطات الاحتلال عشرات المقدسيين خلال الأيام الأخيرة، بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحكومة الإسرائيلية تتجه لإقرار إجراءات أمنية إضافية ضد راشقي الحجارة الفلسطينيين في القدس الشرقية. ومن المتوقع أن يقر مجلس الوزراء استعمال الذخيرة الحية ضد راشقي الحجارة بالإضافة إلى الإجراءات الأخرى التي أقرت من قبل.
وذكر رئيس لجنة أهالي الأسرى في القدس أمجد أبو عصب أنه وثّق اعتقال 95 مقدسياً خلال أسبوع، بينهم أطفال، 8 منهم تقل أعمارهم عن 12 عاماً.
وقال إن الاعتقالات التي نفذت خلال الساعات الـ24 الماضية شملت 9 مواطنين من بلدة العيسوية بينهم طفل لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره اعتقل الليلة الماضية.
وأضاف أن أحكاماً مختلفة صدرت بحق أغلب المعتقلين منها الإفراج بكفالة والإبعاد والغرامة، مرجحاً تصاعد حملة الاعتقالات في الساعة القادمة في محاولة من شرطة الاحتلال لكسر شوكة وهبّة المقدسيين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الحكومة الإسرائيلية تتجه لإقرار إجراءات أمنية إضافية ضد راشقي الحجارة الفلسطينيين في القدس الشرقية.
وأضاف في بداية اجتماع خاص لمجلس الوزراء لمناقشة الإجراءات الجديدة في أعقاب موجة عنف أخيرة في المسجد الأقصى وحوله «الحجارة والزجاجات الحارقة أسلحة قاتلة إذ تقتل وقتلت. لذلك غيرنا في الأيام الماضية أوامر إطلاق النار للشرطة في القدس».
وذكر أنه «من قبل في عطلة نهاية الأسبوع استعملوا الإجراءات الجديدة بمقتضى الأوامر الجديدة وعلى الفور أصابوا أولئك الراشقين بالحجارة والزجاجات الحارقة. اليوم سنسهل توسعاً إضافياً في قدرة الشرطة على إحباط الرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة وسنواصل إضافة قوات من أجل أن نضرب مثيري الشغب». ومع ذلك كرر نتنياهو القول إن إسرائيل ستحافظ على الأمر الواقع القائم منذ وقت طويل في المسجد الأقصى ويقوم على السماح لليهود بدخوله مع عدم السماح لهم بالصلاة فيه.
وثار التوتر في القدس منذ أسبوع ونشرت إسرائيل مئات من قواتها في قلب المدينة الملاصق للأحياء العربية بعد اشتباكات في المسجد الأقصى وقيام فلسطينيين برشق السيارات الإسرائيلية بالحجارة.
وحذرت منظمة «بتسيلم» الحقوقية الإسرائيلية من عواقب خطيرة للإجراءات الإسرائيلية الإضافية مشيرة إلى أن استعمال الذخيرة الحية سيؤدي لمزيد من إراقة الدماء.
وقالت الناطقة بلسان المنظمة ساريت ميخائيلي «السماح لقوات الأمن باستعمال الذخيرة الحية في المواجهات في القدس الشرقية يتوقع أن يؤدي إلى عواقب مميتة. نتوقع أن يكون هناك مزيد من إراقة الدماء. نتوقع تصاعداً في دورة العنف وليس انخفاضاً في دورة العنف. يبدو أن الحكومة الإسرائيلية مصرة على استعمال القوة - والقوة وحدها - في التعامل مع موقف معقد جداً في القدس الشرقية». وأدانت المتحدثة الإجراءات الإسرائيلية الجديدة ووصفتها بأنها غير قانونية وغير أخلاقية.
وقالت «بالطبع ليس هناك شك في أن السلطات الإسرائيلية عليها أن تحمي الجمهور وأن تحافظ على القانون والنظام في القدس الشرقية، ومع ذلك نعتقد أن هذا النوع من النهج الذي يجعل القوة والقوة وحدها على جدول العمل بما في ذلك العقوبات الجماعية، بما في ذلك الاتجاه للعمل البوليسي القائم على القبضة الثقيلة غير قانوني وغير أخلاقي، الحكومة تحتاج إلى التعامل مع الأسباب الجذرية الكامنة في القدس الشرقية وليس انعكاساتها». وزادت إسرائيل عقوبة السجن عن تهمة إلقاء الحجارة إلى 20 عاماً هذا العام لكن ذلك لم يمنع الشبان الفلسطينيين من استعمالها في احتجاجاتهم.
وفي مدينة جنين بالضفة الغربية قال شهود عيان فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية قامت باعتقال 3 فلسطينيين أحدهم مصاب.
من جهة أخرى، أظهر تسجيل مصور نشره أحد المواقع الإخبارية الإسرائيلية إصابة طفل فلسطيني برصاص قناص من الاحتلال، وحمل التسجيل عنوان «بهذه الطريقة يجب التعامل، رميت حجرًا تلقيت رصاصة».
ويسمع في نهاية التسجيل صوت أحد الجنود وهو يقول هناك إصابة مؤكدة في الرجل اليسرى. وتكشف اللقطة حقيقة تصرفات قوات الاحتلال مع المتظاهرين الفلسطينيين حتى قبل إصدار نتنياهو تعليمات جديدة للتعامل مع راشقي الحجارة التي تتضمن استخدام الرصاص الحي. وقبل أسبوع، تداول ناشطون على شبكة الإنترنت مقطعاً مصوراً يظهر اعتداء مستوطنين وأحد جنود الاحتلال على سيدة فلسطينية في مدينة القدس المحتلة.