عواصم - (وكالات): شن طيران التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية غارات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين وحلفائهم في صنعاء، بينما صعدت ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح قصفها العشوائي والعنيف على الأحياء السكنية في محافظة تعز جنوب البلاد، مخلفة عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، وذلك انتقاماً من تقدم المقاومة في مأرب، قبل حلول عيد الأضحى المبارك.
وقالت مصادر إن «القصف الأعنف تركز على منشآت تجارية حيث تجري استعدادات المواطنين لاستقبال عيد الأضحى»، مضيفة أن «الضحايا معظمهم من النساء والأطفال».
وأظهرت صور حجم الأضرار التي لحقت بمنشآت تجارية وسكنية بعد استهداف الميليشيات للمدنيين في حي المسبح وسط تعز والذي راح ضحيته عدد من النساء والأطفال كانوا في مركز لتسوق ملابس العيد.
يذكر أن تعز تعرضت منذ نحو 5 أشهر لهجوم واسع من قبل الانقلابيين وذلك لتعويض خسائرها في مأرب.
وكانت الحكومة اليمنية أعلنت أن المدينة منطقة منكوبة، فيما أعدت منظمة حقوق الإنسان التابعة للجامعة العربية تقريراً متكاملاً عن انتهاكات الحوثي في مدينتي تعز وعدن.
من ناحية أخرى استهدفت غارات التحالف مخازن للسلاح ومواقع عسكرية لقوات صالح في جبل نقم المطل على صنعاء. كما شن الطيران غارة على منزل عضو في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح.
وأفادت وكالة الأناضول بأن قتلى وجرحى من المسلحين الحوثيين سقطوا في غارتين لطيران التحالف على منزل يتحصنون فيه في حي الحصبة شمال صنعاء، بحسب مصدر أمني. وأضاف المصدر أن التحالف شن أيضاً غارات على معسكري الصباحة والخرافي وموقع آخر في حي الثورة.
وتتزامن الغارات مع مرور عام على سيطرة الحوثيين على صنعاء، حيث دعوا أنصارهم للتظاهر في منطقة باب اليمن وسط العاصمة. وأفادت مصادر بأن 7 أشخاص قتلوا - بينهم طفل - وأصيب أكثر من 20 في قصف شنه الحوثيون وقوات صالح على عدة أحياء سكنية في المدينة.
وأضافت أن عمليات القنص التي يقوم بها الحوثيون أدت إلى مقتل مسعفَيْن. وجاء القصف في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات بين الحوثيين والمقاومة الشعبية في عدة جبهات بالمدينة. وقتل نحو 90 من المسلحين الحوثيين في تلك المواجهات وفي غارات شنها التحالف إلى الغرب من المحافظة. وقالت تقارير إن 20 من الحوثيين وقوات صالح قتلوا وأصيب نحو 30 في 5 غارات جوية على مواقع مختلفة بمنطقة المخا الساحلية غرب تعز.
كما قتل 67 وأصيب أكثر من 40 من الحوثيين في منطقة البرح وثعبات والزنوج ووادي الدحي في تعز.
وأعلنت المقاومة الشعبية مقتل 5 من أفرادها وإصابة 37 خلال المواجهات. وفي مأرب شرق صنعاء، قتل عدد من الحوثيين وقوات صالح في غارات وقصف مدفعي ومواجهات مع الجيش الوطني المدعوم بقوات التحالف في شمال وغرب المحافظة. ونقلت الوكالة عن مصادر عسكرية قولها إن القتلى سقطوا في معسكر ماس بشمال مأرب ومنطقة مجزر وصرواح والجفينة. وتشن القوات اليمنية مدعومة بآلاف من جنود التحالف حملة برية في مأرب لطرد الحوثيين منها ومن ثم الزحف نحو العاصمة.
وفي وقت لاحق، قال مسؤولون محليون إن طائرة تابعة للتحالف أطلقت صاروخاً على مقر للشرطة في منطقة الشغادرة بمحافظة حجة شمال غرب صنعاء والخاضعة لسيطرة الحوثيين المتحالفين مع إيران.
من جانبه، قال المتحدث باسم التحالف العربي العميد ركن أحمد عسيري إن «قوات التحالف اتخذت جميع الإجراءات الكفيلة بحسم المعركة، والعمليات العسكرية ستستمر، والموقف سيحسم قريباً وعندها سيحاسب كل من أضر باليمن والمواطن اليمني وبالدول المجاورة».
وأضاف عسيري في تصريحات لقناة «الإخبارية» السعودية الرسمية أن «الجهد العسكري متغير بشكل عام لأنه يخضع لظروف الأرض والطقس وممارسات الطرف الآخر، ولذلك لا يوجد نمطية في العمل، نقوم بعمل استخباري دقيق، ونحدد مواقع وتجمعات ومراكز القيادة والسيطرة والتخزين والتحركات ثم يتم استهدافها عبر العمليات الجوية».
وتابع أن هناك «3 محاور أساسية، بالقرب من الحدود السعودية، والمعارك التي تقع في مأرب، والمعارك في العمق من خلال استهداف مناطق التجمعات ومراكز تخزين الأسلحة في بقية المحافظات».
من جهته أكد نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة خالد بحاح أن مرحلة إعادة بناء وتشكيل القيادات المسلحة هي الأصعب. وفي كلمة له أمام قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن، وصف رئيس الوزراء المرحلة القادمة بأنها التحدي الأكبر بالنسبة لليمنيين.
كما أشار إلى أنه يجب بناء القوات المسلحة وإعادة تشكيلها بعيداً عن الحزبية والمناطقية.
يذكر أن بحاح كان ترأس قبل أيام أول اجتماع لحكومته في عدن. وأشار في حينه إلى أن الملف العسكري والسياسي والأمني أولويات لعمل الحكومة في المرحلة الراهنة.