القدس المحتلة - (وكالات): اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين الفلسطينيين داخل البلدة القديمة في القدس المحتلة، وطاردت تلك القوات النساء لإبعادهن عن منطقة باب السلسلة، واعتدت عليهن لمنعهن من الوصول إلى المسجد الأقصى، بينما سمحت للمتطرفين اليهود باقتحام باحات الحرم القدسي الشريف من جهة باب المغاربة، بينما قالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت 21 فلسطينياً في القدس المحتلة مساء أمس الأول، ليرتفع عدد المقدسيين المعتقلين خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى 49.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من اعتداءات الاحتلال التي تواصلت على مدى 3 أيام على المسجد الأقصى، مع السماح للمتطرفين اليهود والمستوطنين باقتحام الحرم القدسي، مما تسبب في وقوع أضرار في المسجد الأقصى وإصابة عشرات الفلسطينيين.
وجاء ذلك فيما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بواقع أمني جديد في القدس يشمل تشديد العقوبة على ملقي الحجارة بالسجن لعدة سنوات، بحسب إذاعة جيش الاحتلال.
وقال نتنياهو في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية إنها ستوسع حيز عمل الشرطة في محاربة ما سماه «السلاح الفتاك»، في إشارة إلى الحجارة والزجاجات الحارقة.
يذكر أن الحكومة الإسرائيلية تعمل على إقرار قوانين أخرى، بينها فرض غرامات مالية على أهالي رماة الحجارة وإلزام القضاء الإسرائيلي بفرض عقوبات مشددة على من يلقونها.
وسبق أن أشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن شرطة الاحتلال ستطرح خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية مسودة مشروع قرار ينص على السماح لأفرادها بإطلاق الذخيرة الحية، خلال أحداث تتعرض فيها حياة الإسرائيليين للخطر، كإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة في القدس وباقي المناطق بحسب الإذاعة.
وتشهد العديد من الأحياء في القدس الشرقية المحتلة أحداثاً متفرقة لرشق الحجارة والزجاجات الحارقة على المستوطنين وقوات الاحتلال، وسط حالة من التوتر بفعل اقتحاماتهم شبه اليومية للمسجد الأقصى.
وكانت العديد من الأحياء في مدينة القدس الشرقية قد شهدت مواجهات متفرقة بين قوات الشرطة الإسرائيلية وعشرات الفلسطينيين الغاضبين من الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.
من ناحية أخرى، أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس أن أكثر من نصف الفلسطينيين لم يعودوا يؤيدون حل الدولتين لإنهاء الصراع مع إسرائيل رافضين بذلك الهدف الذي دارت حوله المساعي الدبلوماسية الدولية على مدار 4 عقود.
وقال الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية - وهو مؤسسة أبحاث بارزة في الأراضي الفلسطينية - إن 51 % من الفلسطينيين يعارضون حل الدولتين ويؤيده 48 %.
وحل الدولتين -الذي يتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل- هو الهدف الرئيس للمفاوضات منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي وكان المحور الأساسي للمساعي الدبلوماسية التي قادتها الولايات المتحدة على مدى الأعوام العشرين الماضية.
ويأتي الاستطلاع في ظل انقسامات عميقة في المشهد السياسي الفلسطيني بين حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» التي تدير قطاع غزة.