عواصم - (وكالات): أعربت المملكة العربية السعودية عن استيائها من تجاهل العالم لحياة السوريين، بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء لزيارة لموسكو أمس إن إسرائيل وروسيا اتفقتا على تنسيق أعمالهما العسكرية بشأن سوريا لتجنب أي تراشق غير مقصود بالنيران، فيما أعلن مسؤولان أمريكيان أن روسيا بدأت تنفيذ مهام استطلاع بطائرات بدون طيار في أجواء سوريا فيما يبدو كأول عمليات عسكرية جوية لموسكو داخل سوريا منذ أن عززت وجودها العسكري في قاعدة جوية هناك.
وأفاد مصادر في وقت سابق بأن نتنياهو سيعرض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معادلة تقوم على توفير إسرائيل لروسيا معلومات استخباراتية «عالية الجودة» قد يحتاجها الروس خلال القتال المركب، في مقابل لجم إيران و«حزب الله» الشيعي اللبناني وعدم التدخل عندما تحبط إسرائيل هجمات ضدها أو ترد على هجمات. وأشارت تقارير إلى أنه على الرغم من المخاوف الإسرائيلية من طبيعة التواجد الروسي العسكري في سوريا، فإن تل أبيب قد تشخص فرصاً أيضاً قد تصب في صالحها، فالوجود الروسي قد يولد استقراراً فيما تسميه إسرائيل «سوريا الصغرى»، وهي المناطق التي يسيطر عليها النظام بالكامل والممتدة من شمال اللاذقية مروراً بالساحل السوري وصولاً إلى ممر الزبداني شمال غرب دمشق، وذلك لأن ذلك يطيل عمر النظام وبالتالي أمد القتال في سوريا بين قوى ضعيفة ومتناحرة وهي المعادلة الاستراتيجية المفضلة إسرائيلياً.
وقال سفير السعودية في الأمم المتحدة في جنيف السفير فيصل طراد إن المملكة اطلعت على تقرير اللجنة وإحاطتها للمجلس حول الانتهاكات المستمرة والمتجددة والممنهجة لحالة حقوق الإنسان في سوريا الحزينة الجريحة. وأضاف «لقد بذلنا ما أمكن من خلال مجلس حقوق الإنسان بصفتنا أعضاء فيه، لإدانة وتجريم النظام السوري، وتم إنشاء اللجنة الدولية للتحقيق والتي مضى على عملها 5 سنوات، وهي تقدم الدليل تلو الآخر عن انتهاكات نظام الأسد وأعوانه وارتكابهم لجرائم حرب لم يشهدها العصر الحديث من قبل». وأوضح هل «قتل ما يقارب من 350 ألف مواطن سوري وتشريد 8 ملايين ولجوء أكثر من 4 ملايين وتدمير حضارة يعود تاريخها لآلاف السنوات، غير كافية لتحمل المجتمع الدولي وعلى الأخص مجلس الأمن مسؤوليته بكل شجاعة لإنقاذ ما تبقى من الشعب السوري الشقيق الذي يتعرض وبشهادة الجميع لإبادة جماعية من نظام الأسد».
وأوضح أن «الصمت الدولي قد جعل النظام يتمادى من خلال دعمه للإرهاب وتجنيده للإرهابيين من جميع دول العالم فأوجد تنظيم الدولة «داعش» تبريرا لأكاذيبه بمحاربة الإرهاب وأصبح الاثنان وجهين لعملة واحدة عنوانها القتل والدمار والمتاجرة بالشعب السوري والدين والإسلام من الاثنين براء».
وأكد أهمية دعم توصيات اللجنة الدولية للتحقيق لتقديم الأسد وبقية أعوانه إلى المحاكمة لإصدار العقوبات التي يستحقونها لقاء جرائم الحرب التي اقترفوها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
من جانبه، قال رئيس اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في سوريا باولو سيرجيو بينهيرو إن «استمرار الحرب في سوريا، سيؤجج حروباً أخرى جديدة، سببها رغبة بعض الدول في الحفاظ على نفوذها في سوريا».
وأوضح خلال عرض تقريره أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، أن هذا الوضع سيحول سوريا إلى «دولة المباني المحترقة والأزقة المهجورة، وسيدفع شعبها للعيش في بلدان أخرى، ويتحدث أبناؤه لغات غير لغتهم الأم». في السياق ذاته، قالت المحققة التابعة للأمم المتحدة المختصة بحقوق الإنسان كارلا ديل بونتي إن «العدالة ستلاحق الأسد حتى إذا ظل في السلطة في إطار اتفاق عبر المفاوضات لإنهاء الحرب السورية». وأضافت «تذكرون في يوغوسلافيا السابقة، أن ميلوسيفيتش كان رئيساً وجرت مفاوضات سلام في دايتون وتمخضت عن اتفاق، وكان ميلوسيفيتش لا يزال رئيساً لكن العدالة أنجزت. هذا مجرد مثال من الماضي».
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء زيارة لموسكو أمس إن إسرائيل وروسيا اتفقتا على تنسيق أعمالهما العسكرية بشأن سوريا لتجنب أي تراشق غير مقصود بالنيران. وتشعر إسرائيل بالقلق من تعزيزات روسية في الآونة الأخيرة للأسد، تقول مصادر إقليمية إنها اشتملت على طائرات حربية ونظم للدفاع الجوي. وكانت الطائرات الإسرائيلية تقوم أحياناً بغارات على سوريا لإحباط ما يشتبه بأنها محاولات لنقل أسلحة متقدمة إلى «حزب الله» المتحالف مع الأسد.
وقال نتنياهو إنه أتى إلى موسكو بهدف «منع أي سوء فهم بين وحدات الجيش الإسرائيلي والقوات الروسية». وأضاف نتنياهو أنه «اتفق مع بوتين على آلية لمنع حدوث سوء تفاهم».
وفي تصريحات في وقت سابق وهو يستقبل نتنياهو في قصر الرئاسة في نوفو أوجاريوفو خارج موسكو قال بوتين إن الأفعال الروسية في الشرق الأوسط ستكون دائماً «رشيدة».
وتأكيداً لأهمية زيارة نتنياهو لموسكو التي تستمر يوماً واحداً يصحب رئيس الوزراء الإسرائيلي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي والجنرال المسؤول عن المخابرات العسكرية الإسرائيلية.
وكان مستشار سابق لنتنياهو قال إن إسرائيل تشعر بالقلق من أن مساعدة روسيا للأسد في قتال المعارضين قد تخلق محوراً واقعياً بين موسكو وإيران و«حزب الله».
وأضاف أن أي تفاهم يتم التوصل إليه مع بوتين «قد يكون مضمونه اتفاق إسرائيل وروسيا على أن تقتصر كل منهما على مناطق عمليات محددة في سوريا أو حتى أن يقوموا بطلعاتهم الجوية نهاراً ونقوم بطلعاتنا ليلاً».
في السياق ذاته، قال مسؤولان أمريكيان إن روسيا بدأت تنفيذ مهام استطلاع بطائرات دون طيار في أجواء سوريا فيما يبدو كأول عمليات عسكرية جوية لموسكو داخل سوريا منذ أن عززت وجودها العسكري في قاعدة جوية هناك. واتفق قادة الدفاع الأمريكيون والروس على البحث عن سبل تجنب أي تداخل غير مقصود. وقال المسؤولان الأمريكيان إن العمليات الروسية بهذا النوع من الطائرات نفذت انطلاقاً من قاعدة عسكرية قريبة من مدينة اللاذقية التي نقلت إليها موسكو معدات عسكرية ثقيلة بينها مقاتلات وطائرات هليكوبتر مقاتلة وقوات من مشاة البحرية خلال الأيام الماضية.
ميدانياً، قتل 32 وجرح آخرون إثر قصف شنته قوات النظام السوري على سوق شعبية وسط حي الشعار في حلب شمال سوريا.
في هذه الأثناء، جددت القوات الموالية للأسد قصفها على مدن وقرى تلبيسة والحولة وأم شرشوح والهلالية وحوش حجو في ريف حمص الشمالي بقذائف الهاون والدبابات، مما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين، وفق ما أفادت به وكالة مسار برس المعارضة.
من جانب آخر، أقدم تنظيم «داعش» على إعدام فتاة تبلغ الـ 22 من عمرها، في بلدة خشام بريف دير الزور الشرقي، بعد أن اعتقلها لمدة شهرين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي التفاصيل، داهم «داهش» منزل ذوي الفتاة، وادعى عناصره أنهم عثروا أثناء تفتيش هاتف الفتاة الجوال، على محادثة عبر تطبيق «واتس آب» مع شقيقها وقريب آخر لها، ينتمون لجيش أسود الشرقية في القلمون، وتتكلم في المحادثة عن التنظيم، فقام العناصر باعتقالها، ليعدموها.
يذكر أن «داعش» أعدم خلال الـ 14 شهراً الماضية منذ بدء ما يسمى بخلافته، 95 مواطنة وفتاة، بعدة تهم.