عواصم - (وكالات): عاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس إلى عدن، ثاني مدن البلاد، بعدما أمضى 6 أشهر في المملكة العربية السعودية التي لجأ إليها بسبب الحرب في اليمن، فيما أحرزت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة السعودية تقدماً جديداً على الأرض في تعز جنوب البلاد، باتجاه العاصمة، التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. ووصل هادي المعترف به دولياً في طائرة عسكرية سعودية حطت عصراً في القاعدة الجوية لمطار عدن المدني، بحسب ما صرح مصدر أمني.
ووعد هادي بعودة سريعة إلى صنعاء «بعد تحرير كل المدن والمحافظات التي استولت عليها الميليشيات الانقلابية». وكانت عدن آخر ملجأ لهادي بعد مغادرته العاصمة عقب سيطرة الحوثيين على الحكومة فيها.
ودمرت معظم المدينة بسبب أشهر من الحرب الضارية بين القوات الموالية للشرعية والمتمردين وحلفائهم من الموالين لصالح. وتأتي عودة هادي، قبل حلول عيد الأضحى، إثر عودة نائبه خالد بحاح والعديد من الوزراء الأسبوع الماضي إلى عدن التي استعيدت من المتمردين الحوثيين منتصف يوليو الماضي. وتقود السعودية تحالفاً عربياً أطلق حملة جوية ضد الحوثيين في 26 مارس الماضي. ووسع التحالف حملته العسكرية بعملية برية في يوليو الماضي. وفي ذلك الشهر قال هادي في كلمة متلفزة إن عدن ستكون المفتاح «لخلاص اليمن».
ومنذ ذلك الوقت خسر الحوثيون 5 محافظات سيطر عليها الموالون لهادي الذي يشنون هجوماً كبيراً على محافظة مأرب النفطية شرق العاصمة. ولايزال المتمردون يسيطرون على معظم مناطق اليمن الشمالية والوسطى.
وبدأت القوات الموالية للشرعية هجوماً واسعاً في 13 سبتمبر الحالي ضد الحوثيين في مأرب بهدف استعادة العاصمة بعد عام من سقوطها في يد المتمردين.
وغداة ذلك، انسحبت حكومة هادي من محادثات سلام كانت تجري بوساطة الأمم المتحدة في سلطنة عمان بعد أن كانت أعلنت قبل ذلك بأيام نيتها المشاركة.
وقال مكتب هادي في ذلك الوقت إن الحكومة لن تشارك في المحادثات إلا إذا قبل المتمردون قرار مجلس الأمن 2216 الذي يطالب بانسحابهم من المناطق التي يسيطرون عليها. كما يخوض الموالون لهادي قتالاً عنيفاً للسيطرة على مدينة تعز، ثالث أكبر المدن اليمنية، التي تعتبر مثل مأرب بوابة مهمة لصنعاء. ميدانياً قتل 21 متمرداً حوثياً في غارة نفذها طيران التحالف على حي سكني في صنعاء بحسب شهود عيان ومصادر طبية.
وقصفت طائرات التحالف مبنى يتجمع فيه المتمردون في حي السبعين في صنعاء، ما أسفر عن أضرار في المباني المدنية المجاورة. وأحرزت قوات التحالف تقدماً جديداً على الأرض في تعز جنوب البلاد في مواجهة ميليشيات الحوثي وصالح، معزَّزة بغارات جوية ونجحت في تحقيق إصابات مباشرة في مواقع الميليشيات.
من جانب آخر وبعد المجازر التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي وصالح بقصفها العشوائي لأحياء المدينة، وجهت الحكومة اليمنية رسالة عاجلة إلى المفوّض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، اعتبرت فيها أن الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات تصنّف ضمن جرائم الحرب.
وأفادت مصادر أمنية بأن مقاتلات التحالف قتلت العشرات من المتمردين الحوثيين على الجبهات الشرقية الغربية للمدينة حيث يتمركز الانقلابيون في ضاحية الحوبان والجند، معركة قد تحمل في طياتها رياح الحسم وتكون ساحتها مأرب وتعز. وفيما تتركز العمليات العسكرية في تعز يحاول الانقلابيون إيصال إمداداتهم العسكرية إلى المدينة لتعزيز تواجدهم في ظل الضربات الجوية التي أدت إلى مقتل العشرات منهم على الجبهات الغربية والشرقية حيث تتمركز هذه الميليشيات في ضاحية الحوبان والجند.
وفي مأرب، تتواصل التعزيزات العسكرية من قبل قوات التحالف العربي والجيش الوطني إلى المحورين الغربي والشمالي، حيث تخوض مواجهات عنيفة لدحر ميليشيات الحوثي. وتعمل القوات اليمنية مدعومة من التحالف على تطهير الجيوب التي لجأ إليها المتمردون في المحافظة، بعد أن نجحت قبل أيام في دحرهم من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها. وفي مأرب أيضاً، أفادت مصادر أمنية بأن مقاتلات التحالف شنت عدة غارات جوية استهدفت خلالها تجمعات للحوثيين في مناطق عدة. إلى ذلك جددت مقاتلات التحالف شن ضرباتها على مواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في العاصمة صنعاء، وقتلت العشرات منهم.
وفي محافظة البيضاء شن التحالف عدة غارات على المجمع الحكومي المسيطر عليه من قبل المتمردين فيما أفادت مصادر أمنية بأن طيران التحالف عاود قصف تجمعات ميليشيات الحوثي وصالح شمال مدينة بيت الفقيه بمحافظة الحديدة. من جهة أخرى، أعلنت السعودية أن اثنين من جنودها وقعا أسرى في أيدي المتمردين.
وقال المتحدث باسم التحالف العربي العميد ركن أحمد عسيري «لدينا أدلة تشير إلى أنهما على قيد الحياة ومحتجزان رهائن لدى الميليشيا». وأضاف أن الجنديين أسرا في اليمن. ولفت العميد العسيري إلى أن «3 جنود آخرين هم في عداد المفقودين ولا نعرف في الحال ما إذا كانوا أحياء أو أسروا قرب الحدود».
واتهم العميد ركن عسيري المتمردين الحوثيين بانتهاك معاهدات جنيف عبر نشر صور للجنديين المحتجزين.
وقال «سنفعل كل ما بوسعنا لإيجادهم وإعادتهم» إلى السعودية. وأكد عسيري أن العمليات العسكرية تتركز في المرحلة الحالية في مأرب وتعز، وقال العسيري إن تلك العمليات ستحسم قريباً، وإن الوصول إلى صنعاء سيتحقق أيضاً. كما أكد العميد الركن عسيري أن الحسم في معركة تعز ومأرب بات قريباً وهو ما يمهد لاستعادة صنعاء.
من جانب آخر، قتل عنصران من تنظيم القاعدة في غارة جوية شنتها طائرة دون طيار يعتقد أنها أمريكية ضد مركبة تابعة للتنظيم في محافظة مأرب وسط البلاد، بحسب ما أفاد مسؤول محلي. وأكد المسؤول أن «الغارة استهدفت المركبة التي كان يستقلها عنصران من القاعدة في محطة معيلي شرق مدينة مأرب» وقد أدت «إلى تدمير المركبة ومقتل الرجلين اللذين كانا داخلها». وفي مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم القاعدة، هدم مسلحو التنظيم عدداً من القبور في مقبرة الشيخ يعقوب، وهي قبور تاريخية، بعضها لعلماء من أبناء حضرموت بحسب ما أفاد مسؤول حكومي محلي.
وبحسب سكان في المدينة، باع مسلحون ينتمون للتنظيم ألف برميل من النفط الخام كانت مخزنة في ميناء الضبه النفطي بمدينة الشحر بحضرموت التي يسيطر عليها مسلحو القاعدة لأحد التجار اليمنيين.