عواصم - (وكالات): تسلمت سوريا من حليفتها موسكو مقاتلات وطائرات استطلاع فضلاً عن معدات عسكرية لمساعدتها في الحرب، في مؤشر لدور روسي أكثر تاثيراً في النزاع السوري، بينما قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن صوراً جديدة التقطتها الأقمار الصناعية تظهر فيما يبدو قوات روسية تطور قاعدتين عسكريتين أخريين في سوريا، فيما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن روسيا زادت عدد طائراتها في سوريا لكن يبدو أن تلك الطائرات تهدف إلى الدفاع عن قاعدتها الجوية وليس شن هجوم. من جهتها، اعلنت وزارة الدفاع الامريكية «البنتاغون»إن 70 مقاتلاً سوريا معارضاً ممن تلقوا تدريباً وتسليحاً في تركيا بإشراف الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي عادوا إلى سوريا للمشاركة في القتال، مؤكداً بذلك معلومات أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفادت مصادر عسكرية سورية بأن الجيش السوري «بدأ باستخدام» أسلحة روسية ضد «داعش»، في وقت تتهم واشنطن موسكو بتعزيز تواجدها العسكري في سوريا التي تعصف فيها حرباً دموية منذ أكثر من أربع سنوات.
وقال مصدر عسكري سوري رفيع المستوى «نستطيع تأكيد وصول 5 طائرات روسية وعدد غير محدد من طائرات الاستطلاع» إلى قاعدة عسكرية في مدينة اللاذقية.
وأضاف المصدر «بدأ يظهر أثر السلاح الروسي على الأراضي السورية، وافتتح الجيش السوري استخدامه لهذه الأسلحة في مدينتي دير الزور شرقاً والرقة شمالاً، تحديداً في استهدافات على أرتال «داعش»».
وقتل 38 من عناصر التنظيم في ضربات جوية «محددة» شنها الطيران الحربي على مواقع للمتطرفين وسط البلاد.
وأشار المصدر العسكري الرفيع المستوى إلى «أسلحة نوعية لديها إصابة دقيقة للهدف، ولدى بعضها صواريخ موجهة عن بعد»، لافتاً إلى أنها «أسلحة دفاعية وهجومية ولا تقتصر على الطائرات».
وبحسب المصدر، يرافق المقاتلات الروسية «طائرة شحن كبيرة وطيارون روس مهمتهم تدريب الطيارين السوريين». وأكد أن الجانبين الروسي والسوري «لا يخفيان وجود عدد من الضباط أو الجنود الروس» مهتهم تدريب نظرائهم على الأسلحة الجديدة.
وأكد مصدر عسكري آخر في مدينة اللاذقية أنه بالإضافة إلى الطائرات المقاتلة «وصلتنا أيضاً أسلحة استطلاع جديدة تساعد في تحديد مكان الهدف بدقة متناهية (...) بالإضافة إلى رادارات مرافقة لها ومناظير ليلية».
ووفق المصدر، فإنه «منذ نحو 20 يوماً بدأت القوات البرية في المنطقة الشرقية تلاحظ فرقاً كبيراً في العمليات العسكرية، وأصبحت القوات البرية مرتاحة أكثر بسبب التغطية الجوية التي تصيب أهدافها بدقة».
ومنذ أسابيع، تبدي واشنطن قلقها حيال تعزيز الوجود العسكري الروسي في سوريا. وأكد مسؤولون أمريكيون نشر روسيا طائرات مقاتلة في أراضي حليفتها من طراز اس يو-24 واس يو-25.
ويثير ذلك أيضاً استنكار المعارضة السورية، إذ اعتبر العضو في الائتلاف الوطني المعارض سمير نشار أن للتدخل الروسي «بعداً ميدانياً مباشراً لدعم الرئيس السوري بشار الأسد».
من جهتهم وجه مناصرون للمقاتلين على مواقع التواصل الاجتماعي تحذيراً إلى روسيا من أنها ستلاقي مصير الاتحاد السوفيتي نفسه خلال الحرب الأفغانية في الثمانينات.
واعتبر طوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي أن نشر الطائرات يعني أن «على الجميع الانتباه إلى روسيا، كون ذلك يجعلها لاعباً أساسياً على الصعيد السياسي حتى وإن لم تقم بأي فعل عسكري يُذكر واكتفت على سبيل المثال ببعض الطلعات الجوية».
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن روسيا زادت عدد طائراتها في سوريا ولكن يبدو أن تلك الطائرات تهدف حتى الآن إلى الدفاع عن قاعدتها الجوية وليس شن هجوم. وتدارك «ولكن في الوقت الراهن فإن جيشنا ومعظم الخبراء يرون أن مستوى وطراز الطائرات يجعلانها تشكل حماية لانتشارها في قاعدة جوية، بالنظر إلى أن هذه منطقة نزاع».
في السياق ذاته، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن صوراً جديدة التقطتها الأقمار الصناعية تظهر فيما يبدو قوات روسية تطور قاعدتين عسكريتين أخريين في سوريا.
وأضافت الصحيفة أنها شاهدت الصور لدى نشرة «آي إتش إس جينز» للمعلومات الدفاعية وأضافت أن عمليات التطوير التي لم يكشف عنها من قبل تجري قرب ساحل سوريا على البحر المتوسط.
وقد دعا رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي ايه» السابق ديفيد بترايوس الولايات المتحدة إلى أداء دور أكبر في الأزمة السورية بما في ذلك فرض مناطق حظر جوي لمنع طائرات النظام من القاء البراميل المتفجرة.
من ناحيته، قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن بريطانيا لم تناقش مع روسيا مسألة التحرك العسكري في سوريا مضيفاً أن التحرك الروسي هناك في الأسابيع الأخيرة زاد الوضع تعقيداً. من جهة ثانية، أعلن البنتاغون أن 70 مقاتلاً سورياً معارضاً ممن تلقوا تدريباً وتسليحاً في تركيا بإشراف الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم «داعش» عادوا إلى سوريا للمشاركة في القتال، مؤكدا بذلك معلومات أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان. من جهة أخرى، قالت قناة «المنار» التلفزيونية التابعة لـ «حزب الله» الشيعي اللبناني أن الأطراف المتصارعة اتفقت على تمديد وقف إطلاق النار في بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية في ادلب شمال غرب سوريا ومدينة الزبداني قرب الحدود مع لبنان لحين التوصل لاتفاق أشمل.
وجري الاتفاق على 3 هدنات في تلك المناطق منذ أغسطس الماضي انهارت منها هدنتان. وتأتي الهدنة الأحدث في أعقاب هجوم جديد للمقاتلين حقق تقدماً صوب السيطرة على البلدتين الشيعيتين.
وسيتيح الاتفاق إجلاء آلاف المدنيين السوريين المحاصرين في البلدتين الشيعيتين اللتين تمثلان آخر جيبين للحكومة السورية في محافظة إدلب الشمالية الغربية.
دبلوماسياً، اجتمع موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا ليومين مع رؤساء 4 مجموعات عمل محددة المهمات شكلتها الأمم المتحدة تمهيداً لاستئناف المفاوضات المتعلقة بالازمة السورية.
وتشكل مجموعات العمل الاربع اساس المقاربة الجديدة التي اقترحها دي ميستورا اواخر يونيو الماضي من اجل التوصل الى السلام في سوريا، وذلك بعدما أخفق مؤتمرا جنيف حول سوريا في وقف الحرب.