عواصم - (وكالات): أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن عودته إلى عدن جنوب البلاد، بمثابة مرحلة أساسية على طريق استعادة السلطة «الشرعية» و»تحرير» بقية المناطق التي لا تزال بايدي المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بينما شكلت العودة صفعة قويه لتحالف الانقلابيين، فيما سجل سجل تقرير حقوقي يمني ارتكاب المتمردين 4850 انتهاكاً منذ سيطرتهم على صنعاء، بدعم وتواطؤ صالح. وعاد هادي مساء أمس الأول إلى عدن ثاني مدن البلاد. وترأس بعدها اجتماعاً لأعضاء في حكومته سبق أن عادوا إلى المدينة الساحلية بهدف ترسيخ سلطته في هذا القسم من البلاد الذي استعادت القوات الموالية له السيطرة عليه أخيراً، بدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية.
وبحسب وكالة أنباء سبأ، أشاد هادي بـ «تضحيات» الجيش ومجموعات «المقاومة الشعبية» التي قاتلت إلى جانبه. وجدد تأكيد «شرعية» السلطة في مواجهة «الميليشيات الانقلابية» التي سيطرت على صنعاء قبل عام.
وطلب الرئيس المعترف به دولياً والذي سيشارك بعد أيام في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، من الحاضرين في اجتماع عدن تسوية مشاكل السكان «من مياه وكهرباء وصحة وسكن وأمن»، وذلك بعد استعادة 5 محافظات في الجنوب هذا الصيف.
وبدعم من الضربات الجوية ثم من قوات سعودية وإماراتية برية، خاض تحالف من القوات الحكومية ومقاتلي «الحراك الجنوبي» وناشطين وأفراد قبائل سنية معارك مع الحوثيين في الأشهر الأخيرة.
وشدد هادي على ضرورة دمج عناصر المقاومة الشعبية داخل الجيش والقوى الأمنية.
وقال «نحن اليوم في عدن، سنكون غداً في تعز «ثالث مدن اليمن» ثم في العاصمة صنعاء»، واعداً بإرساء «الاستقرار» في كل أنحاء البلاد.
وفي أول تصريح بعد وصوله في طائرة سعودية، أشاد الرئيس اليمني بالتحالف العربي الذي تدخل في مارس الماضي في اليمن، عبر غارات جوية ثم برا لمساعدة الحكومة الشرعية.
ولفت خصوصاً إلى السعودية والإمارات، مؤكدًا أن «تحرير» المدن والمحافظات التي لا تزال في أيدي «الميليشيات الانقلابية» بات وشيكاً.
وشكلت عودة هادي إلى عدن صفعة قويه لتحالف الانقلابيين والرئيس المخلوع.
ورصد متابعون في العاصمة اليمنية صنعاء ردود فعل هستيرية من جانب شخصيات منتمية للجماعة المدعومة من إيران ومن أنصار الرئيس المخلوع صالح.
في المقابل شكلت العودة دافعاً قوياً لمعنويات المقاتلين في صفوف الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية لشرعية الرئيس وفي نفوس الأغلبية الساحقة من اليمنيين المتذمرين من أعمال الجماعة المتمردة وما جنته على البلد من ويلات.
وقال الناشط الشبابي محمد عبدالستار «هناك ابتهاج شعبي بعودة الرئيس هادي نظراً لما يمثله من شرعيه دستورية وشعبية يأمل الناس أن تكون عودته مقدمه لعودة الشرعية إلى ربوع اليمن وعودة الأمن والاستقرار وطي صفحة كابوس عملاء طهران».
من جهة أخرى، سجل تقرير حقوقي يمني ارتكاب المتمردين الحوثيين 4850 انتهاكاً منذ سيطرتهم على صنعاء، بدعم وتواطؤ صالح.
وأشار التقرير الصادر عن مركز صنعاء الحقوقي، وهو منظمة مستقلة، إلى أنه لم يخل يوم واحد من انتهاكات يرتكبها الحوثيون في صنعاء.
وسجلت وحدة الرصد بـ»مركز صنعاء الحقوقي» 4850 انتهاكاً بينها 93 حادثة قتل عمد لمدنيين، وليسوا مقاتلين، بينهم امرأتان، وأكثر من 1281 جريحاً، برصاص الحوثيين أو براجع مضادات الطيران، و1725 حادثة اختطاف، قُتل 4 منهم تحت التعذيب، بينهم محام طالب الحوثيين بوقف الاختطافات، كما لا يزال مصير معظم المختطفين مجهولاً، بينهم وزراء في الحكومة اليمنية، وقادة سياسيون وعسكريون جرى اختطافهم على مدار العام المنصرم، ويوجد 13 صحافياً يتعرضون للتعذيب في أحد سجون المتمردين بالعاصمة صنعاء.
وبلغت عدد الاعتداءات على المسيرات المطالبة بوقف الانتهاكات في المحافظة أكثر من 203 اعتداءات، وجرى اختطاف العشرات من المسيرات، وتعرض المئات للضرب، والاختطاف المؤقت في أقسام الشرطة.
كما بلغ عدد المباني والمنشآت التي تم تفجيرها 94 منزلاً ومسجداً ودار قرآن، فيما جرى تفجير قرية الجنادبة في مديرية أرحب شمال صنعاء، وتم اقتحام 340 منشأة حكومية وخاصة وتعرضت 180 للنهب، واقتحم الحوثيون 329 منزلاً من منازل خصومهم بحثاً عن معارضين لهم لاختطافهم، فيما جرى نهب وسرقة 123 منها، ونهب 49 مزرعة، و48 سيارة، و5 دراجات نارية. وبلغت عدد المقار الحزبية التي تعرضت للاقتحام والسيطرة 34 مقراً حزبياً أغلبها تابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح، تعرضت جميعها للنهب و26 مؤسسة تعليمية حكومية وخاصة إما جرى التمركز فيها وتحويلها إلى مقار لمسلحيهم أو جرى تحويلها إلى «مخازن للسلاح»، واقتحم الحوثيون 28 مؤسسة إعلامية بين صحيفة وتلفزيون حكومي أو أهلي، وحجبت 61 موقعاً إلكترونياً داخل البلد.