كتب ـ حذيفة إبراهيم:
تباينت أسعار الأضاحي بين مختلف المسالخ في البحرين، وذلك بحسب شهرتها، وشدة الزحام عليها، فيما انتقد مواطنون، طريقة تعامل شركة البحرين للمواشي مع المشترين، والتي تخالف الأعراف فيما يخص الأضاحي.
وأرجع تجار التقتهم «الوطن»، ارتفاع الأسعار إلى قلة المعروض، رغم إعلان شركة البحرين للمواشي قدوم باخرة على متنها 25 ألف رأس من الأغنام الأسترالية، ومخزون من الأغنام الحية الأسترالية والصومالية.
وكشفت جولة لـ»الوطن» صباح أول أيام عيد الأضحى، عن تباين كبير في أسعار الأضاحي، إذ تبيع بعض المسالخ سعر الأضحية الصومالية بـ65 ديناراً، بينما ترتفع في مسالخ أخرى لغاية 90 ديناراً للذبيحة، في حين تراوحت أسعار الذبائح الأسترالية، بين 65 ـ 100 دينار.
وبقيت الأضاحي العربية و»النعيمي» مرتفعة الأسعار وقفزت حاجز الـ100 دينار، فيما قال القصاب علي عيد إن الأضاحي العربية تتراوح أسعارها بين 100 ـ 140 ديناراً بحسب الحجم، وقال آخرون إن أسعارها تتراوح بين 140 ـ 170 ديناراً للأضحية.
وفي السياق حددت شركة البحرين للمواشي سعر الأضحية الأسترالية بـ 62 ديناراً مع الذبح، وعدم السماح بشراء الأضحية «حية» وضرورة ذبحها داخل مسلخ الشركة.
ولم توفر الشركة الأضاحي الصومالية، رغم إعلانها عن وجود مخزون، فيما وفرت ذبائح إيرانية بسعر 90 ديناراً للذبيحة الواحدة في حال شراءها حية، وزيادة دينارين في حال الرغبة بذبحها داخل مسلخ الشركة.
عدوى التباين في الأسعار وصلت إلى سعر الذبح والسلخ أيضاً، فبينما حددت شركة البحرين للمواشي سعر دينارين للذبح، تتقاضى مسالخ أخرى 10 دنانير لذبح وسلخ الرأس الواحد، و5 دنانير أخرى للتقطيع، فيما اختصر آخرون العملية بـ5 دنانير من قبل العمال الآسيويين المنتشرين في الشوارع.
وانتقد مواطنون طريقة تعامل شركة البحرين للمواشي مع الزبائن، إذ ورغم تنظيمها للعملية، إلا أن هناك عدة محاذير شرعية وعرفية فيها، فبعد شراء الأضحية، تعطيها مباشرة مذبوحة للزبون، من خلال سير أوتوماتيكي، يحمل الذبائح الأسترالية، وآخر للذبائح الإيرانية، دون أن يشرف الشخص على ذبيحته.
وقال المواطن أبو محمد لـ»الوطن» «فوجئت بعد شرائي أنه لا يمكنني رؤية الأضحية قبل الذبح، يجب أن أتأكد بنفسي، قد تكون عرجاء أو مصابة أو غيرها من محاذير شرعية لا تجوز معها الأضحية، ولكنهم أعطوني مباشرة أضحية مغلفة بكيس، وبدون حتى أحشائها الداخلية، كما لم يعطوني الرأس إلا بعد الطلب، ولا أدري حتى إن كان رأس الذبيحة ذاتها أم ذبيحة أخرى».
الأمر ذاته، تكرر مع جمال، الذي قال إنه اشترى 3 ذبائح، ولم يستطع حتى التأكد منها، وتم إعطاؤه إياها مباشرة ودون الرأس والأحشاء، مضيفاً «صحيح أن المكان منظم، ولكن ذلك يخالف الأعراف، على الأقل يسمحوا لنا أن نرى أضاحينا من خلف زجاج أو ما شابه، لا أعرف لماذا تتعامل الشركة هكذا».
المبررات جاهزة
وبرر التجار ارتفاع الأسعار بوجود نقص في المعروض مقابل ارتفاع الطلب، رغم تطمينات الشركة بوفرة المعروض وامتلاء الحضائر، وهو ما اطلعت عليه «الوطن» خلال جولتها على الحظائر والمسالخ.
وقال التجار إن الشركة لم توفر الذبائح الكافية، واضطروا للشراء من مصادر أخرى، فيما برروا أيضاً انخفاض الأسعار في مناطق أخرى، إلى أن هؤلاء التجار اشتروا منذ فترات بعيدة، والبعض منهم لديه مزارع للتربية. وأكدوا أن الإقبال الكثيف لم يكن متوقعاً، إذ أن العديد من التجار انتهت الكميات لديهم مع حلول ظهر اليوم الأول، وأنه رغم ارتفاع أسعار الأضاحي كان هناك وجوداً للمواطنين لشراء الأضاحي. وشهدت مسالخ المملكة ازدحاماً شديداً، خصوصاً مع ساعات الصباح الأولى، إذ اضطر بعض المواطنين للانتظار فترات قاربت 3 ساعات للحصول على ذبيحة واحدة، فيما انتظر زبائن شركة البحرين للمواشي فترة ساعة إلى ساعتين، لتتقلص الفترة بعدها إلى نصف ساعة فقط. وارتفعت الأسعار في المناطق الأكثر زحاماً، فيما كانت الحظائر الأقل زحاماً والموجودة بين المنازل والمزارع لتصل الفروقات إلى قرابة 20 ديناراً للذبيحة الواحدة. أما فيما يتعلق بالذبح والسلخ، فشهدت شوارع المملكة وجوداً كبيراً للعمالة الآسيوية والتي أعلنت قدرتها على ذبح وسلخ الأضحية، مقابل مبالغ تراوحت بين 5 و10 دنانير، بحسب الزحام وكثرة العمال الموجودين في المنطقة.