حاورتها سلسبيل وليد:
اعتبرت منتجة الفيلم البحريني الروائي الطويل «الشجرة النائمة» سهى مطر، الفيلم بداية انطلاقة حقيقية لصناعة السينما في البحرين، وذيوع صيت القصص المحلية ـ المتخيلة والواقعية ـ وطبيعة الحياة بالمملكة بتفاصيلها على المستوى الخليجي والعربي والعالمي.
وأرجعت ضعف صناعة السينما البحرينية إلى تردد المؤسسات في دعم هذه الصناعة، وقالت «المؤسسات يهمها المدخول، والمشروعات الفنية والثقافية تتطلب شيئاً من المخاطرة».
وقالت إنها أقبلت على هذه التجربة متأثرة بأزمة 2011 وأحداث الربيع العربي، مبررة «العالم بات يرانا مجرد أرقام، وقصر حياتنا على الجانب السياسي، لا كشعوب تعاني مشكلات حقيقية اجتماعية واقتصادية».
*ما سبب إقدامك على إنتاج أول فيلم بحريني؟
دخلت في المشروع بحكم صداقتي مع المخرج والكاتب، ولأني أؤمن بهما، القصة جذبتني لأنها تحكي عن واقع بحريني ومعاناة حقيقية ربما تمس أي شخص في المجتمع.
* ما الذي أحببته في سيناريو «الشجرة النائمة»؟
أحببت القصة لأنها مبنية على الواقع، فكرتها مهمة، والهدف من القصة إبراز الهوية البحرينية من خلال الفيلم، وكل أسرة في أي مكان من العالم لديها مشكلاتها، ولكن هذه المرة بطابع بحريني.
* كيف تعرفت على المخرج محمد بوعلي؟
تعرفت عليه في دبي 2009، وقابلت أيضاً هناك الفنان الكبير الراحل عمر الشريف، وشاهدت عدداً من الأفلام الخليجية القصيرة بينها «بشارة» لمحمد بوعلي والكاتب فريد رمضان.
الفيلم أثر فيني كثيراً، وتكلمت مع المخرج وقلت له عندما تعود إلى البحرين أخبرني لو احتجت لشيء، فكنت شغوفة لمساعدته، في البحرين هناك مواهب وكفاءات ولكن هناك تقصيراً في حقهم.
* هل ميولك وشغفك بالأفلام دفعك لإنتاج أول فيلم؟
بعيداً عن شغفي بالأفلام ومتعتي بمشاهدتها، لم يدخل أحد المشروع لحدوث ضجة أو زخم أو حتى مسائل تجارية، الهدف الرئيس أن الجميع أصبح يرانا كأرقام وحوادث، وقصر حياتنا على القصص السياسية كأنا لسنا بشراً، كما حصل مع أزمة 2011 في البحرين، والربيع العربي جعلنا نظهر وكأننا لسنا شعوباً تعاني مشكلات حقيقية بعيداً عن السياسة.
ما شجعني حقاً هو إبراز الهوية البحرينية والثقافة البحرينية، وعرض الفيلم في المهرجانات العربية والعالمية يمكن أن يظهر البحرين بالصورة التي نريدها نحن.
* هل هناك مخاوف من عدم تقبل البحرينيين للفيلم؟
الخوف أكثر من المؤسسات لا من الجمهور، فإذا أردنا أن ينتشر فيلم ما، يجب أن يكون هناك تعاون من المؤسسات في البحرين ومنتجين للمشروع وداعمين ورعاة أو حتى جمعيات ثقافية، ليس دعماً مالياً وإنما معنوي حتى تنشر القصة.
ولكن باعتقادي المشاهد البحريني مشتاق لرؤية عمل بحريني، وأي بحريني يفضل أن يرى عملاً فنياً مهماً، ويبقى القلق من المؤسسات فمتى سيكون عندها تقبل أن العمل مهم وليس بالضرورة أن يكون تجارياً، وألا يقارن مع السينما المصرية أو بوليود وهوليود، وإعطائه فرصة ليظهر وينتشر.
* البحريني يميل أكثر للأفلام الأجنبية.. كيف يمكن جذبه لعمل بحريني؟
صحيح.. أي مواطن عربي يفضل الأفلام الأجنبية والمصري، والمشاهد على حسب ما تعود يرى السينما والأفلام، وتعود على نمط أفلام هوليود وأصبح مبرمجاً عليها.
وحتى نغير هذا الوضع يجب أن يكون هناك تغيير، وأن نصنع أفلاماً تبرز الثقافة البحرينية، ويكون لدينا قصص نخرجها للعالم، ومن المؤسف أن نرى العربي يشاهد الأفلام المصرية، ولكن من الصعب أن يشاهد المصري أفلاماً عربية.
المسألة صعبة كثقافة لا كلغة، وحتى نغير هذه المفاهيم ونحكي عن وطن عربي، يجب أن توجد صناعة وتبادل ثقافة، دبي مثلاً باتت رائدة بصناعة الأفلام مقارنة بدول الخليج الأخرى، هي تخطو خطوات صحيحة بهذا الاتجاه.
* لماذا لا تدعم المؤسسات الأفلام المحلية؟
المؤسسات يهمها المدخول وأنا أتفهم وضعها، ومن يود الدخول بمشروع فني أو ثقافي بحريني يجب أن يتقبل المخاطرة، نحن نتكلم عن فيلم وتجربة تاريخية وفيلم مختلف بعناصره وأفكاره، وأمنيتي أن أرى المؤسسات والشركات تؤمن أكثر بأهمية صناعة الأفلام، وأن تحاول إبراز الثقافة المحلية عالمياً.
* ما الصعوبات التي واجهتك في إنتاج «الشجرة النائمة»؟
المؤسسات ليس لديها بعد نظر عن أهمية الأفلام وتلك مشكلة وصعوبة، أنا درست في لندن والبحرين ولم أبعد عن عملي كثيراً، وتكمن الصعوبات في المفاهيم، والبنوك والشركات يمكن أن تدخل عالم صناعة الأفلام كرعاة، فهم غير قادرين على استيعاب أهمية الإنتاج ودور الفيلم البحريني في إبراز الصورة الحقيقية عن البحرين.
* ما البصمة المتوقع أن يتركها «الشجرة النائمة» للمنتجين القادمين؟
الشجـــرة النائمـــة ستفتـــح الطـريق للمخرجين أكثر، والمؤسسات تكون تعلمت كيفية إظهار الثقافة البحرينية للمخرجين والفنانين، وسيكون هناك طموح في إنتاج أفلام وقصص محلية، وأنا عندما أجد قصة تعجبني أساعد في الإنتاج، خصوصاً إذا كان يبرز الثقافة والهوية البحرينية.
* ما الخطوة القادمة في «الشجرة النائمة»؟
نحن نحبذ أن نركز على الاشتراكات الدولية ونوصلها لأكبر جمهور خليجي، ويمكن أن نتعاقد مع سينما خليجية أخرى، ولا نريد أن يكون الفيلم محصوراً على المهرجانات، فذلك غير كاف، لأن الجمهور خليجي يحب أن يشاهد المسلسلات الخليجية وصناعة السينما البحرينية.
* ما صعوبات صناعة فيلم بحريني في البحرين؟
لا يوجد لدينا تأسيس، يمكن أن يكون لدينا مختصة بـ»الميك آب»، وشركة للديكور، ولكن لا نملك آخر التقنيات، وبنفس الوقت لا يوجد مستوى عال أو تنافس، لأنه لا توجد صناعة بالأساس، ونحن حاولنا أن نعتمد على الكفاءات البحرينية وهي محدودة، والكثير منها كانت تجربتها الأولى.
* هل تفوقت دبي على البحرين في صناعة الأفلام؟
دبي بدأت مشوارها الفعلي للإنتاج قبلنا بوجود دعم حكومي، ولكن لا أعتقد أنها تفوقت علينا، والبحرين ينقصها هذا الدعم الحكومي وكذا دعم المؤسسات التجارية، وعندما يكون دورهم مفعلاً أكثر سيكون هناك إنتاج أكثر، وأنا آملة في الـ10 سنوات المقبلة أن تكون هناك صناعة سينما في البحرين.
* ما أنواع الكتابة التي تكتبينها؟
كتابتي من مجال شغلي وليس هدفها الفن، وأي شخص في الإعلام يجب أن يتعلم كيف يكتب وإلا سيكون فاشلاً، وأنا كتابتي «بيوغرافي».
* ما أنواع الكتب التي تفضلين قراءتها؟
أول كتاب أحببته للكاتب الروسي ليو تولستوي، الرواية الروسية من أجمل الروايات، ومن ثم الفرنسية، لأن الروسية قصة متكاملة ويوصل حياة كاملة في القرن 19، وتولستوي من الكتاب الرائعين، يكتب عن الفئات التي يراها بطريقة معينة، لا أقرأ روايات عربية وإنما كتب سياسية وتاريخية، وبمقدمتها مؤلفات وليد الخلدي وسعيد أبو الريش.
* ما نوعية الأفلام المفضلة لديك؟
تستهويني نوعية أفلام تخرجين من مشاهدتها ولا تزالين تفكرين فيها، أو أخرج ولدي تساؤلات كثيرة عن الفيلم.
* هل هناك مشروع مقبل لسهى مطر؟
أنا لم أنته من «الشجرة النائمة» إلى الآن، وتأتيني طلبات لبعض المشروعات، وحالياً لن أتجه إلى أي مشروع قبل الانتهاء من «الشجرة النائمة».