القدس المحتلة - (وكالات): كشف تقرير إسرائيلي أن 78% من المناطق العسكرية المغلقة، التي أعلنها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ عام 1967 بهدف إجراء مناورات، لا تستخدم لهذا الغرض، وإنما تستغل لتوسيع المستوطنات المحيطة بها.
وقدر التقرير حجم هذه المناطق، التي يحرم على الفلسطينيين دخولها وفلاحتها، بنحو مليون و765 ألف دونم، أي ما يعادل ثلث مساحة الضفة الغربية، وأكثر من نصف مساحة المناطق المصنفة «ج» الخاضعة أمنياً ومدنياً بالكامل لسلطة الاحتلال. وأشار التقرير إلى أن الأراضي التي أقيمت عليها المستوطنات، والتي تقدر بأكثر من نصف مليون دونم، تعد -أيضاً- مناطق عسكرية مغلقة في وجه الفلسطينيين. وأوضح أن 348 ألف دونم من الأراضي التي تعد مناطق عسكرية مغلقة، أعلن عنها أنها أراضي دولة، وقد يستغل منها نحو 35 ألف دونم في المستقبل لتوسيع مسطحات المستوطنات القائمة.
وأضاف التقرير أن نحو 14 ألف دونم من الأراضي التي أعلنت مناطق عسكرية مغلقة يزرعها المستوطنون، بينما يحرم الفلسطينيون من العودة إلى أراضيهم واستغلالها. وقد بدأت مشروعات الاستيطان الإسرائيلي مباشرة بعد احتلال الضفة الغربية عام 1967، ففي صيف ذلك العام أقيمت أول مستوطنة جنوب الضفة وهي «كفار عتصيون»، ثم توالي بناء المستوطنات، وبين عامي 69 و70 أقيمت مستوطنتا «روش تسوريم» و»ألون شفوت». وبعد حرب أكتوبر 1973، ومع صعود اليمين إلى سدة الحكم في إسرائيل، بدأت المستوطنات في التوسع، وشهد العقد الأول بعد نكسة 1967 إقامة معظم المستوطنات بغور الأردن، ومن أبرزها «معالي أدوميم» عام 1975، كما أقيمت في السنوات التالية مستوطنات عدة، منها مستوطنتا مجدال عوز وكريات أربع في الخليل، اللتان أقيمتا عام 1977. وقد بنت إسرائيل منذ احتلال الضفة الغربية 196 مستوطنة، تشمل مستوطنات القدس، إلى جانب نحو 100 بؤرة استيطانية عشوائية، ويسكن تلك المستوطنات ما يزيد على نصف مليون مستوطن.
ويمتد البناء في المستوطنات على مساحة تقدر بـ196 كيلومتراً، بينما تقدر مناطق نفوذ المستوطنات بـ45 كيلومتراً.
وقد تضاعف مشروع الاستيطان 3 مرات منذ مؤتمر مدريد، الذي أطلق عملية التفاوض مع الفلسطينيين، وارتفعت وتيرة الاستيطان بالضفة العام الماضي وحده بنسبة 41%. وتحاط مدينة القدس وحدها بـ15 مستوطنة، ويسيطر المستوطنون على 71 بؤرة استيطانية في البلدة القديمة بالقدس، التي لا تتجاوز مساحتها كيلومتراً مربعاً، ويسكن هذه البؤر 4500 مستوطن.
يذكر أن السلطة الفلسطينية تبسط سيادتها الأمنية والمدنية الكاملة على 18% من مجمل مساحة الضفة، وتعرف بمناطق «أ»، حسب تعريف اتفاق أوسلو، بينما تتمتع بالسيادة المدنية فقط على 21%، وتعرف بمناطق «ب»، ويسيطر الاحتلال بالكامل على 61% من أراضي الضفة، والتي تشمل المستوطنات، وتعرف بمناطق «ج».