(أرقام): أظهرت المؤشرات الأساسية لأسواق النفط العالمية بالإضافة إلى التقارير الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، أن الطلب العالمي على النفط يتسارع بشكل ملحوظ متجاوزاً كافة التوقعات ليصل سقف الأسعار اليومي إلى حدود 94 مليون برميل حتى نهاية العام الحالي، بحسب ما أوضح تقرير صادر عن شركة «نفط الهلال».
ويعود هذا النمو في الدرجة الأولى كنتيجة مباشرة لانخفاض الأسعار المتداولة للنفط من مستوى 115 دولاراً للبرميل إلى مستوى 45 دولاراً للبرميل خلال الربع الثالث من العام الحالي.
ويأتي ذلك في الوقت الذي ترجح كافة المصادر أن إنتاج «أوبك»، سيبقى فوق 31 مليون برميل يومياً خلال الأشهر القادمة، الأمر الذي يعني زيادة في المعروض وارتفاع في الاستهلاك الإنتاجي وغير الإنتاجي دون التأثير إيجاباً على الأسعار المتداولة للنفط لدى الأسواق العالمية.
وفي السياق، أظهرت البيانات المتداولة ارتفاعاً على مؤشرات الاستهلاك المحلي من النفط لدى السعودية خلال العام الحالي لتصل عند متوسط 2.7 مليون برميل يومياً، جاء ذلك بالتوازي مع وجود مؤشرات تشير إلى زيادة إنتاج المملكة من الخام بنسبة 6% خلال الربع الثاني من العام الحالي وعلى أساس سنوي، لتلبية الطلب المحلي والحفاظ على حصة الصادرات إلى الأسواق الخارجية والتي بقيت عند حدود 7 ملايين برميل يومياً كمتوسط خلال العام الحالي.
ويقول التقرير «يتعذر إيجاد صيغة مثالية للعلاقة بين تراجع أو ارتفاع أسعار النفط وارتفاع الطلب، ناهيك عن صعوبة تحديد الأساسيات التي تتحرك بموجبها أسعار النفط، إن كانت بفعل ارتفاع الإنتاج أم تراجع معدلات الاستهلاك الإنتاجي وغير الإنتاجي حول العالم، أم أن هناك تعدداً على مصادر الإنتاج وأن الدول المنتجة للنفط تتزايد بمعدل يتجاوز الزيادة الطبيعية على نمو الطلب على النفط، وأن الدول حديثة الإنتاج تتجه نحو الاكتفاء الذاتي أولاً ومن ثم الاستعداد لتنضم إلى نادي المنتجين والمصدرين».
ومن غير المؤكد لدى أسواٌق النفط قدرة سوق واحدة أو أكثر - سواء من نادي المنتجين أم من نادي المستهلكين - على التأثير على مسارات الأسعار السائدة وتحركاتها اليومية.
ويبقى الثابت الوحيد ضمن هذه المعادلة، أن للمضاربات نصيباً جيداً مما يحدث وأن بقاء الأسعار على حالها، ربما يعود بمنافع كثيرة على نادي المستهلكين أكثر من متطلبات استقرار الأسواق ونمو الاقتصاد العالمي والتي كانت متطلباً أساسياً عندما حافظت أسعار النفط على متوسط سعري تجاوز100دولار خلال الأعوام الماضية.