كتبت - نور القاسمي
مع اقتراب العودة إلى المدارس تشكل هموم الاستيقاظ المبكر شبحاً مخيفاً لدى الأسر بعدما أمضى الأطفال أشهر من الكسل والنوم حتى المساء، فكيف ترجع الأمور على ما كانت عليه سابقاً؟!
تقول عائشة خليفة: «نبحث نحن الآباء على أفضل الطرق لتجنب الأنماط السيئة في النوم التي تتكرر مع كل بداية صيف، ونعاني ما نعانيه مع كل بداية عام دراسي جديد، نمنعهم من السهر قبل المدارس بيومين ونوقظهم مبكراً في اليوم المقبل، نوبخهم إذا لم يناموا ونعكر صفو هدوئهم إذا لم يستيقظوا في سبيل إعادة حياتهم السابقة، نعاني ويعانون هم لأسبوع أواثنين ولكن تمر هذه الأيام ويعتادون على حياة الدراسة».
تعتقد أمينة العوضي أن تزامن الإجازة الصيفية مع شهر رمضان المبارك خلال السنوات الأخيرة أتاح للجميع فرصة السهر، صغاراً وكباراً مما صعب الوضع على أولياء الأمور أكثر في تنظيم ساعات النوم والتحكم في مدته، لاسيما أن حرارة الجو صباحاً وطبيعة الصيام لا تسمحان بممارسة أي نشاط في وقت مبكر، لذلك نسمح لأنفسنا ولأطفالنا بالنوم للهرب قدر الإمكان من حرارة الصباح.
وبينت وفاء أحمد أم لأربعة أبناء ما تحاول فعله: «أحاول قدر الإمكان تعويد أبنائي على النشاط والابتعاد عن التكاسل استعداداً للدراسة، والتقليل تدريجياً من ساعات جلوسهم أمام التلفاز والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وحثهم على معرفة ما سي واجهونه في مرحلتهم الجديدة، خاصة في المواد التي لاحظت ضعف مستواهم فيها العام الفائت والحرص على عدم تكرار ما حدث في السنة الفائتة من قصور وسلبيات».
يقول عبدالرحمن خليل في هذا الأمر: «المنازل تعيش هذه الأيام حالة من سوء تنظيم ساعات نوم وأوقات تناول الوجبات الغذائية لدى الأبناء، بعد أن تعودوا السهر في ليالي الصيف لمدة تتجاوز الثلاثة أشهر، ويسعى أولياء الأمور لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها داخل المنازل من خلال الاستيقاظ مبكراً وعدم النوم حتى الظهيرة حتى يتسنى لهم النوم في ساعة مبكرة من الليل وتقديم الوجبات الرئيسة الثلاث في أوقاتها».
تضيف مريم عبدالله ولية أمر لطفلين: «تنظيم النوم صعب ويحتاج لمواجهة صارمة لدينا نحن الكبار، كيف إذن على الأطفال والمراهقين! بعد إجازتي في شهر رمضان والأسابيع الأولى من شهر شوال اضطررت إلى أن أبرمج ساعات نومي وراحتي مع أطفالي، حيث إنني لا أستطيع النوم ليلاً بسبب طلباتهم وصياحهم، فأنام معهم وأستيقظ قبلهم بقليل لأستطيع تنظيم أمورهم وأمور المنزل» وتضيف: «مرحلة إعادة حياتنا كما كانت في أيام الدوام المدرسي والوظيفي ليست بتلك «المعضلة» ولكن عدم معالجتها تؤدي لنتائج غير مرغوبة تؤثر على أداء الأبناء والموظفين».
أما عما ترويه الطالبة مريم العوضي: «تنظيم نومي يسلب مني ويحدني لأن أمتنع يومين عن النوم، فبعد استيقاظي مساء أمسك نفسي عن النوم كلياً إلى اليوم الآخر ليلاً، أستعين بالمنبهات من الشاي والقهوة لأستطيع تحديد هذا الهدف، ولكي لا يضيع جهدي سداً أستيقظ مبكراً اليوم الآخر حتى لو لم أشبع من النوم -وهذا المطلوب- لكي أنام مبكراً مساء أيضاً!»
ومن جهتها، المعلمة فاطمة من مدرسة أسماء ذات النطاقين الابتدائية للبنات: «لا يزال هناك كثير من الآباء والأمهات يسعون جاهدين ليخلصوا أبناءهم من السهر والذهاب للنوم باكراً ومع ذلك تبوء محاولاتهم بالفشل لأنهم لم يلتفتوا لهذا الأمر إلا حينما أوشكت الدراسة على البدء ولم يتبق سوى يوم أو يومين، وهذا لا يجدي مع من اعتاد السهر حتى أوقات متأخرة من الليل».
ويؤكد على ما سبق المدرس محي الدين الصيادي من مدرسة البسيتين الابتدائية للبنين: «الطلبة خلال الأيام الأولى للدراسة بعضهم يأتي بمزاج صاف وإقبال واستعداد للدراسة وآخرون ظهرت عليهم علامات السهر والكآبة وكثيراً ما نشهد غياباً متكرراً لفئات كثيرة من الطلبة يمتد حتى الأسبوع الأول كله لذلك تشجع مدارس الحلقة الأولى خصوصاً الطلاب بفعاليات ترفيهية في الأيام الأولى، منها لقتل الكسل وخلق الحماس للمدرسة» ويضيف: «الأمر يحتاج إلى مزيد من الرشد وجرعات توعوية وتثقيفية تجاه المشكلة التي قد تمتد آثارها السلبية حتى نهاية العام الدراسي».