أنهى حجاج بيت الله الحرام أمس، أداء مناسك ثالث أيام التشريق ورمي الجمرات، ليعودوا من منى إلى مكة المكرمة لاستكمال بقية المناسك لمن لم يؤد طواف الإفاضة أو السعي.
فيما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير «أعتقد أنه من الأفضل للإيرانيين أن يبتعدوا عن تسييس مأساة أصابت أناساً كانوا يؤدون أهم الشعائر الدينية المقدسة».
وأضاف الجبير من نيويورك إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن «السعودية لطالما خصصت على مدى سنوات موارد ضخمة لضمان نجاح موسم الحج (...)، وسننشر الوقائع عندما تعرف ولن نخفي شيئاً، وإذا ارتكبت أخطاء فسيحاسب مرتكبوها».
وتابع الجبير «نعمل على استخلاص العبر مما حدث وألا يتكرر ذلك، وأريد أن أكرر أنه ليس وضعاً ينبغي استغلاله سياسياً»، آملاً أن «يبدي القادة الإيرانيون قدراً أكبر من التقدير والاعتبار إزاء من قضوا في المأساة، وأن ينتظروا ليروا نتائج التحقيق».
وتزايدت أمس رحلات العودة ومغادرة مكة إلى المدينة للحجاج المتعجلين، ممن انتهوا السبت من أداء مناسك ثاني أيام التشريق.
وغادر 75% من الحجاج ظهر السبت مشعر منى إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة، من أجل تأدية طواف الوداع، لينهوا تأديتهم مناسك الحج.
واستطاع مليون و400 ألف حاج أداء نسكهم في منطقة الجمرات حتى الآن، دون تسجيل أي حادثة.
ووسط خطة أمنية شاركت فيها الجهات المعنية بتسيير شؤون الحج ومؤسسات الطوافة وحملات الحج، تدفق الحجاج المتعجلون في اتجاه الحرم المكي لأداء طواف الوداع، بعد توحيد مسارات 5 طرق وجعلها متوجهة فقط إلى الحرم المكي.
وتؤدي غرفة العمليات التابعة لأمن الحرم المكي دوراً كبيراً يتمثل في نقل المشاهدات عن امتلاء صحن الطواف وتوزيع الكثافة البشرية مع الإبلاغ عن مساحات فارغة أو أخرى لا تقبل الإضافات البشرية، وفتح طريق واحد عند الخروج من المسجد الحرام، وهو المتجه إلى محافظة جدة، خاصة أن الحجاج الذين أدوا طواف الوداع لن يعودوا إلى مشعر منى.
وبدأت الجهات الأمنية تنفيذ خطة استقبال الحجاج القادمين من مشعر منى منذ وقت مبكر، وأغلقت الطرق وجعلتها في مسار واحد في اتجاه الحرم المكي منذ الحادية عشرة صباحاً بتوقيت مكة حتى منتصف الليل.
من جانبه أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف آل سعود، أن حادث تدافع منى المؤلم كان محل اهتمام ومتابعة خادم الحرمين الشريفين منذ وقوعه، وإصدار أوامره بالتحقيق في ملابساته.
وثمن ولي العهد السعودي خلال لقائه مديري وقادة القطاعات الأمنية المشاركة في أعمال حج أول أمس، ما قدمه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، من جهود ومتابعة لتعزيز كافة الجهود لخدمة حجاج بيت الله وتيسير حجهم.
وأثنى على دور رجال الأمن وكافة الجهات المشاركة في التعامل مع حادث التدافع بمشعر منى وتطويقه، والحد من الخسائر في صفوف الحجاج، وإنقاذ المصابين منهم، والحفاظ على سير أعمال الحج، وتسهيل تحركات الحجاج لاستكمال مناسكهم.
ورأى مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن التدافع كان أمراً لا يمكن للبشر السيطرة عليه.