عواصم - (وكالات): بعث خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رسالة إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أكد فيها أن «عودة هادي إلى عدن تعكس ما تحقق من نصر على الأرض ضد الميليشيات الحوثية»، مشدداً على «مساندة السعودية والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بكل قوة»، بينما دعا هادي المتمردين الحوثيين وحلفاءهم إلى «إلقاء السلاح واستئناف الحوار لوقف الحرب التي تمزق بلاده»، وذلك في رسالة وجهها إلى خادم الحرمين الشريفين.
في غضون ذلك، جددت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية قصفها قاعدة الديلمي الجوية قرب مطار صنعاء بثماني غارات جوية، ودمر القصف مستودعات أسلحة وآليات عسكرية كانت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح خزنتها داخل القاعدة، في الوقت الذي أفادت مصادر بمقتل القيادي الحوثي أبو مالك الخولاني وجميع مرافقيه في غارة جوية لطيران التحالف استهدفت سيارتهم في مدخل منطقة حريب جنوب شرق محافظة مأرب، بينما أعلن الجيش السعودي استشهاد ضابط برتبة عميد جنوب المملكة بالقرب من الحدود مع اليمن أثناء قيامه بمهامه في «الدفاع عن الوطن».
وقال هادي في الرسالة التي وجهها إلى خادم الحرمين الشريفين «أوجه دعوة للطرف الانقلابي إنهاء مظاهر الانقلاب وإلقاء وتسليم السلاح والعودة إلى تحكيم صوت العقل والجلوس إلى طاولة الحوار».
وتقود السعودية تحالفاً عربياً يشن منذ أواخر مارس الماضي عملية عسكرية ضد المتمردين حلفاء طهران، الذين حاولوا السيطرة على البلاد بعد الاستيلاء على صنعاء ومناطق كبرى.
وأكد هادي في رسالته الانفتاح «على كافة جهود الحل السياسي التي يدعم المجتمع الدولي الوصول إليها» والتي تمر عبر «تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 بنية صادقة ومخلصة».
وتبنى مجلس الأمن القرار في أبريل الماضي ويقضي بانسحاب المتمردين وحلفائهم من وحدات الجيش الموالية للرئيس صالح من الأراضي التي سيطروا عليها وإعادة الأسلحة المصادرة منذ هجومهم الكاسح على حكومة هادي في صيف 2014.
وعاد هادي في 22 سبتمبر الحالي الى عدن جنوب البلاد التي اعلنت «عاصمة مؤقتة» بعد ان استعادتها القوات الموالية للحكومة منتصف يوليو الماضي.
ورد العاهل السعودي على هادي برسالة نشرتها الوكالة وقال «نبادلكم التهنئة بعودة فخامتكم والحكومة اليمنية ، وتمكنكم من مزاولة مهامكم من مدينة عدن العاصمة المؤقتة لبلادكم».
وقال الملك سلمان في نص الرسالة «إن عودتكم المظفرة وتمكنكم من الاستقرار في العاصمة المؤقتة لبلادكم تعكس ما تحقق بحمد الله من نصر، وتمكن بعون الله القوات اليمنية الشرعية بمساندة المقاومة الشعبية الباسلة من سرعة تحرير أرجاء اليمن وتطهيرها من براثن الميليشيات الحوثية وأعوانهم ليعم الأمن والاستقرار ربوع اليمن السعيد، رغم أنف الحاقدين وكيد الكائدين».
وتابع «وإننا إذ نشيد بهذه الخطوة المباركة ندعو المولى سبحانه أن يوفقكم ويعينكم وأن يحقق الأمن والاستقرار في كافة أرجاء اليمن الشقيق، ليعود كما يأمل أبناؤه ونأمله جميعاً معتزاً بوطنيته عصياً على قوى الشر التي أرادت أن تسلبه إرادته وعروبته».
وحول استمرار دعم السعودية والتحالف لليمن، قال الملك في رسالته «نحن في المملكة العربية السعودية مع إخواننا وأصدقائنا في دول التحالف نقف بحزم وبكل ما أوتينا من قوة معكم ومع بلادكم وشعبكم الشقيق في سبيل نصرته والذود عن كرامته».
وختم العاهل السعودي رسالته لليمن بقوله «حفظ الله اليمن الشقيق وشعبه العزيز وحقق له ما يصبو إليه من أمن واستقرار والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
وبعد استعادة السيطرة هذا الصيف على 5 محافظات جنوب البلاد بينها عدن، بدأت القوات الحكومية مدعومة بالآلاف من جنود التحالف العربي في 13 سبتمبر الحالي هجوماً واسعاً وسط اليمن في محاولة التقدم إلى صنعاء.
من ناحية أخرى، أفادت مصادر بمقتل القيادي الحوثي أبو مالك الخولاني وجميع مرافقيه في غارة جوية لطيران التحالف استهدفت سيارتهم في مدخل منطقة حريب جنوب شرق محافظة مأرب.
كما جددت مقاتلات التحالف العربي قصفها قاعدة الديلمي الجوية قرب مطار صنعاء بثماني غارات جوية، ودمر القصف مستودعات أسلحة وآليات عسكرية كانت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح خزنتها داخل القاعدة.
طائرات التحالف استهدفت أيضاً معسكر الحفا شرق العاصمة صنعاء، ما تسبب بانفجارات ضخمة في مخازن الأسلحة والصواريخ التي تحاول الميليشيات نقلها إلى أماكن أخرى.
وأفاد شهود عيان أن مقاتلات التحالف شنت وللمرة الأولى غارات على مواقع الانقلابيين في مديريتي بني حشيش وبني الحارث شمال شرق العاصمة.
وأفادت مصادر أن طائرات التحالف دمرت منصة صاروخ سكود في شارع الخمسين شمال غرب تعز جنوب البلاد، فيما تشهد جبهات المدينة اشتباكات عنيفة، خاصة في جبهة الضباب غرب المدينة وحول القصر الجمهوري.
في غضون ذلك حققت المقاومة الشعبية والجيش الوطني تقدماً على جبهة مأرب وسيطرا على تلة الحجيلي الاستراتيجية القريبة من تلة الطلعة الحمراء، بعد معارك عنيفة أدت إلى مقتل نحو 20 متمرداً حوثياً.
المقاومة الشعبية والجيش الوطني أحرزا بمساندة من قوات التحالف تقدماً نوعياً في مأرب التي تشهد مواجهات ضارية.
كما ساهمت طائرات الأباتشي في تمشيط جيوب الانقلابيين وتقدم قوات الجيش الوطني في المنطقة.
من جهة اخرى، اعلن الجيش السعودي استشهاد ضابط جنوب المملكة بالقرب من الحدود مع اليمن أثناء قيامه بمهامه في «الدفاع عن الوطن».
واعلنت القوات المسلحة السعودية في بيان «استشهاد مساعد قائد اللواء الثامن بجازان العميد ركن إبراهيم عمر إبراهيم حمزي متأثراً بإصابته بعد نقله للمستشفى». واضافت ان العميد حمزي استشهد «أثناء قيامه بمهام عمله مخلصاً لدينه ومليكه مدافعاً عن وطنه ومواطنيه».
وهو ثاني ضابط سعودي كبير في الجيش يستشهد خلال أقل من شهر على الحدود مع اليمن حيث أعلن الجيش السعودي في 23 أغسطس الماضي استشهاد لواء في إطلاق نار قرب الحدود.
وكان متحدث باسم وزارة الداخلية السعودية أعلن أمس الأول استشهاد اثنين من حرس الحدود السعوديين أحدهما ضابط برتبة عقيد وإصابة 4 آخرين جنوب السعودية، برصاص انطلق من الأراضي اليمنية.
وتتعرض المناطق الحدودية للسعودية لإطلاق نار متقطع من اليمن.
واستشهد 70 شخصاً معظمهم من الجنود في السعودية خلال عمليات قصف ومواجهات على الحدود اليمنية.