سيصل السباق على استضافة دورة الألعاب الأولمبية 2020 إلى محطته الأخيرة اليوم السبت عندما تعلن اللجنة الأولمبية الدولية اسم المدينة الفائزة بالاستضافة، والمنافسة محتدمة بين طوكيو ومدريد وإسطنبول بعد عامين من السعي الحثيث للمتنافسين.
وستشهد بوينس آيرس عاصمة الأرجنتين إعلان اسم المدينة الفائزة في اجتماع اللجنة الأولمبية. ولا يمكن اعتبار أي من المدن الثلاث هي الأكثر قرباً من استضافة الألعاب الصيفية عام 2020.
ويعكف منظمو عروض المدن الثلاث على إعداد آخر أوراقهم لطرحها في الأرجنتين وسيدعمهم ظهور قادة سياسيين ومشاهير، ويقول مسؤولون باللجنة الأولمبية الدولية إن هذه أكثر مرة يكون فيها الصراع على استضافة الألعاب متقارب المستوى بشكل كبير.
وقال توماس باخ نائب رئيس اللجنة الأولمبية «الأمر يختلف عن ذي قبل عندما كان القرار متخذاً بالفعل في أحيان كثيرة».
وأضاف «هذه المرة أعتقد أن تقديم العروض في بوينس آيرس سوف يلعب دوراً مهماً وربما يكون حاسماً».
وسعت المدن الثلاث إلى إبراز مقوماتها والمزايا التي تتمتع بها في سعيها لاستضافة الألعاب الأولمبية.
وتعتزم إسطنبول التي تقع في أوروبا وآسيا استضافة الألعاب في شطريها، وتأمل تركيا أن تصبح أول دولة ذات أغلبية مسلمة تنظم الألعاب.
وتأمل طوكيو في استضافة الألعاب للمرة الثانية في تاريخها بعد عام 1964، وتعتقد أن عرضها بمثابة خيار آمن وقوي في ظل الأجواء الاقتصادية العصيبة، كما إن لديها منشآت استضافت الألعاب السابقة سوف تدخل الخدمة مجدداً. وتعول مدريد -التي تسعى لاستضافة الألعاب للمرة الثالثة على التوالي- على العدد الكبير من المنشآت الموجودة بالفعل، وتضع الرياضة في قلب عرضها للاستضافة.
لكن من المرجح أن يعتمد اختيار أعضاء اللجنة الأولمبية على عوامل لا علاقة لها بالألعاب أيضاً.
وهذه هي المحاولة الخامسة لإسطنبول لاستضافة الألعاب في المرات الست الأخيرة، وعانت من احتجاجات ضد الحكومة في يونيو امتدت إلى معظم أنحاء البلاد مما أفقد إسطنبول بعضاً من قوة الدفع.
وخفت حدة المظاهرات الآن لكن من المرجح أن يسافر رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي إلى الأرجنتين لمساندة عرض إسطنبول، لكن الأمر سوف يطرح علامات استفهام بشأن حالة الرضا الشعبي داخل البلاد. كما إن المخاوف من امتداد الصراع المتصاعد في سوريا المجاورة إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط لها ما يبررها في ظل تدخل عسكري أمريكي محتمل. ويهون مسؤولو عرض إسطنبول واللجنة الأولمبية الدولية من هذه المخاوف قائلين إن تركيا تستطيع التعامل مع المخاوف الأمنية كما تراجعت الاحتجاجات. وسقط عدد من الرياضيين الأتراك في اختبارات منشطات مما بدا أنها ضربة أخرى لعرض إسطنبول لاستضافة الألعاب رغم أن المدينة التركية لا تريد الاعتراف بذلك.
وقال حسن آرات رئيس عرض إسطنبول لرويترز «ما حدث في تركيا من احتجاجات وحالات منشطات أريد اعتباره أمراً إيجابياً».
وأضاف «الاحتجاجات انتهت في تركيا ولم تعد هناك مشكلة. إنها ليست مشكلة كبيرة لتركيا. فيما يتعلق بالمنشطات فإن تركيا تقوم بعملية تنظيف للرياضة ولا تهاون مطلقاً (مع الغشاشين). إنها رسالة واضحة تماماً». وتعاني إسبانيا من الركود بشكل متقطع منذ عام 2008، وارتفعت البطالة إلى 27% ومن المتوقع أن تستمر إسبانيا في حالة التراجع الاقتصادي لمدة عام آخر على الأقل.
واعترف ماريانو راخوي رئيس وزراء إسبانيا بفضيحة فساد أضرت بصورة البلاد خارجها، وترتكز على مزاعم بأن حزبه حصل على الملايين من اليورو في صورة تبرعات ذهبت إلى عدد من أبرز قادته ومنهم راخوي نفسه.
لكن مسؤولي عرض مدريد سيدفعون بالطبع بأن هذا الأمر لا علاقة له بالألعاب التي ستقام بعد سبع سنوات.
أما طوكيو التي فشلت في استضافة أولمبياد 2016 الذي ذهب إلى ريو دي جانيرو فالبعض يري أن لديها ميزة طفيفة على المنافسين، لكن الزلزال المدمر الذي ضربها عام 2011 والكارثة النووية التالية في مفاعل فوكوشيما ربما تكون سبباً في المتاعب.
ومع استمرار تدفق الماء الملوث بالإشعاع إلى المحيط ورفع اليابان مستوى خطر التسرب، فإن مثل هذه الأنباء لا ترغب فيها طوكيو مطلقاً.
وقال ناوكي إينوسي رئيس بلدية طوكيو «فيما يتعلق باستضافة الألعاب فإن الوضع في فوكوشيما لن يؤثر على طوكيو». لكن هذا التسرب هو الخامس والأسوأ منذ وقوع الكارثة ويصعب التنبؤ بتطور الموقف خلال الأعوام المقبلة.