تعبق رائحة اللحم المشوي المصحوبة بسحاب من الدخان الأبيض في أرجاء الحارة الضيقة أمام مطعم كابر صبحي الشعبي في القاهرة لتنسي زبائنه وأغلبهم من أصحاب السيارات الفارهة رائحة القمامة التي تملأ الشوارع المؤدية له. هذا المطعم الواقع في حي شبرا شمال القاهرة واحد من مطاعم الأحياء الشعبية التي أصبح سكان المناطق الراقية يرتادونها بشكل دائم غير عابئين بما يتردد في الصحف عن عدم الاهتمام الكافي بالنظافة في هذه الأماكن. ويتناول الزبائن، وكثيرون منهم يأتون من أحياء راقية بعيدة، وجباتهم من الكباب «قطع اللحم المشوي» والكفتة «أصابع اللحم المفروم المشوي» وريش اللحم الضأن وغيرها من أصناف المشاوي التي يتخصص فيها المطعم على طاولات حديدية في الهواء الطلق في شارع ضيق ذي مبان قديمة معظمها من طبقة واحدة أو اثنتين على الأكثر. ورغم أن الوصول للمطعم يستلزم المرور بحارات فقيرة وضيقة ومعتمة تنبعت فيها رائحة القمامة إلا أن عشاق هذه المطاعم يقصدونها للاستمتاع بحيوية الحي الشعبي الذي لا ينام قبل الفجر ومذاق الطعام المتميز الذي يرجع، بحسب صاحب المطعم صبحي السيد، إلى «خلطة بهارات سرية».