كتبت - مريم القلاف:
أكدت مواطنات أنهن لا زلن متمسكات بالعادات والتقاليد المندثرة التي تمارس في عيد الأضحى، حيث إنهن يخيطن ملابس أولادهن بأنفسهن، ويجتمعن ليلة العيد ويحضرن امرأة متخصصة «حناية» تزخرف أياديهن بنقش الحناء ويتناولن أطعمة خاصة بالعيد، وكشفن أنهن يطهين «غوزي اللحم « الذي يقدم في الساعات الباكرة من صباح العيد، وإعداد حلويات العيد « القدوع « من الحلوى البحرينية الشعبية، المتاي (مكسرات)، والزلابية التي تصنع من عجينة وتقلى في الزيت ويكون شكلها دائرياً على شكل حلقات متصلة، والخبيص او ما يسمى بالمنثور.
ومن العادات الموروثة ولا زالت حية ما تقوم به أغلب النساء في عيد الأضحى، حيث نجد الفتيات أياديهن مزخرفة بنقش الحناء الجميلة قبل أيام من العيد وتقوم الأم بتنظيف البيت وترتيبه حتى يكون لائقاً بهذه المناسبة ويرش بماء الورد مخلوطاً بالعطور الخاصة إضافة إلى البخور، وإعداد الحلويات المنزلية وشراء الحلوى البحرينية الشعبية التي لا زالت محتفظة بمكانتها.
وقالت ابتسام الزومان» عائلتنا لا زالت متمسكة في اجتماع النسوة في بيت واحد مساعدة بعضهن البعض والطبخ بكميات كبيرة في إعداد الغذاء الفاخر والذي عادة يكون « غوزي لحم « ويضاف إليه المكسرات والبيض «، مؤكدة الحرص على تلبيس الفتيات الكبار ثوب النشل المصنوع من الحرير والمزود بالألوان الجميلة والمطرز بنقوش ذهبية التي تم خياطته من قبل الأمهات والبخنق للصغار (غطاء أسود للرأس من الشيفون)، أما الصبي فيلبس الثوب والقحفية وهي طاقية مطرزة إلى جانب ارتداء «السديري» المطرز.
وأشارت الزومان « بهجة العيد في أن تقوم النسوة بوضع الحناء لتخضيب اليدين بالنقوش والزخارف وبالطبخ المتمثل بغداء العيد الذي يطبخ في الساعات المتأخرة من ليلة العيد ويقدم في الساعات الباكرة من صباح العيد وبالحلويات التي تعد مسبقاً من قبل الأخوات في المنزل وهو عبارة عن الخنفروش ( الكيك ) والخبيص أو المنثور المكون من الطحين والهيل والزعفران والبلاليط «.
وقالت نوال الزايد « هنالك عادات لا نزال نمارسها وهي ارتداء الدراعة وهو ثوب طويل ذو أكمام طويلة تحت الثوب النشل والذي يعتبر من أساسيات الأعياد في البحرين، حيث نلبسه في الصباح الباكر ونتزين بالكحل والديرم (مادة توضع لتزيين الشفاه)، والتطيب بالعطور والبخور.
وأكدت الزايد على التزاور بين الأهالي والأصدقاء والجيران والتي تعتبر عادة من عادات الشعب البحريني في صباح العيد، وأضافت « يبدأ العيد بالتزاور بين الأهل وتبادل التبريكات بالعيد والنساء تكن متبرجات وأياديهن مزخرفه بنقش الحناء الجميلة التي يتم نقشها من قبل امرأة مختصه بنقش الحناء».
وكشفت فاطمة هجرس «أقوم بزرع الحية بية في البيت حيث أقوم بوضع بذور الشعير في أوعية خاصة وأملأه بالطين وأسقيه يومياً حتى ليلة العيد، ثم آخذ أطفالي إلى الساحل حتى يرمونها في البحر وهم ينشدون (حيه بيه راحت حيه ويات حيه على درب الحينينية)» .
وقالت صديقة غلوم :»تهتم جميع النساء بالتجهيز للعيد من قبل أسبوعين من شراء ملابس جديدة وكماليات الزينة من عطور وأطياب ومجوهرات «. وذكرت أمينة التميمي «اعتدنا على تجهيز الفطور الشعبي(ريوق العيد) بعد صلاة الفجر الذي يتكون من أصناف عدة مثل الكيك والفول المطبوخ (الباجلا) والحمص المطبوخ (النخي) وخبز الرقاق وبعض الحلويات الشعبية كالدرابيل «رقائق رقيقة جداً يفضل أكلها مع الشاي بالحليب».