كتبت - شيخة العسم:
دشن مساء أمس الأحد كتاب «حبيبتي ابنتي سميتها مريم» لمؤلفه د.فؤاد شهاب في حفل غفير بنادي الخريجين، وقال شهاب لـ «الوطن» :» إن هذا الكتاب يروي سيرة أسرة بحرينية، حاولنا فيها أن ننقل الخاص إلى العام، نقل التجربة الشخصية للعالم ،خصوصاً بعد أن عشنا فرحة التجربة والنجاح، فأردنا أن تفرح كل أسرة لديها طفل معاق، كما أردنا من خلال هذا الكتاب، أن نغير مفهوم المجتمع حول الإعاقة، وأردنا أن نحولها لفخر».
وأضاف شهاب: «بالفعل نحن بهذا الجمع الغفير الذي جاء مشجعاً وداعماً لي ويحتفل معنا كأسرة واحدة نفخر كثيراً بما أنجزناه وما أنجزته عروستنا وعروسة الحفل الليلة ابنتي مريم، وبالفعل من هذه التجربة الفريدة البحرين استطاعت قهر الإعاقة السمعية، والبحرين أصبحت الرائدة في هذا المجال على مستوى العالم أجمع وأتمنى أن تأخذ تجربتنا في بقية الدول ليستفاد منها في أرض الواقع «.
يذكر أن مريم من مواليد 1988 ومتزوجة ولديها طفل خرجت من بطن والدتها لتدخل عالم الصمت إلا أنها قهرته بشجاعة لتتكلم أخيراً بعد معاناة التجربة، ونطقت مريم لتأتي اليوم بحفلتها لتنطق كلماتها التي ملئت بالحب فقالت في كلمتها «بعد التحية، ما الشمس.. إن لم تكن أشعة تتوزع نوراً على الكائنات،، ما الورد إن لم يكن عطراً.. ينشر في الوجود.. هكذا هو قلبي.. يتوزع في أسرتي.. وأصدقائي وزملائي والمركز الذي علمني أصول الكلام، والوطن الذي حباني المحبة والدفء، أنا أصبحت فيكم، أنا منكم، وأنا أنتم».
وقالت مديرة مدرسة مريم في المرحلة الابتدائية بهيجة الديلمي «مريم كانت تجربة جديدة بالنسبة لنا كونها الأولى من نوعها، وقد قبلت التحدي وقبلت بمريم كطالبة في مدرستي وذلك من مبدأ أن التعليم حق لجميع الأطفال، إلا أننا واجهنا صعوبة في البداية في كيفية التعامل معها، وقد كانت مريم تجلس في الصف بدون حرج لتطلب من المدرسة أن تنظر إليها لتتمكن من قراءة شفتيها كونها لا تسمع، وقد علمنا زميلاتها طريقة النطق بالشفاه وكيف تتعامل معها باحترام». وأضافت «مريم خرجت من مدرستنا واثقة من نفسها وتحب التعليم، شخصية متزنة لا تشعر بالنقص» أهم شيء في الموضوع أنه بفضل من الله ثم مريم تم تأسيس مركز «تنمية السمع والنطق بالجمعية البحرينية لتنمية الطفولة»، بعد أن رأوا كيفية تعاملها بالمدرسة ومع زميلاتها ومدرساتها».
وتقول عمة مريم، عضو مجلس الأمناء بالعاصمة، د.مها آل شهاب: «مريم شخصية جريئة قريبة من القلب متفائلة ودودة جرأتها جعلتها تنخرط في المجتمع بشكل كبير، عندما كانت أمها حاملاً وهي صغيرة كانت تقول «يارب أمي تنجب طفلاً سليماً ـوهذا دليل على أنها كانت واعية جداً بإعاقتها، وجودها في مدارس حكومية في البحرين مبعث فخر للبحرين، في السابق كانوا يبعثونهم لمعهد الأمل إلا أن انخراطها ونجاحها بمدرسة حكومية فخر كبير»، « لديها عدد كبير جداً من الأصدقاء ومحبتنا نحن كأسرة لبعضنا البعض جعلت فيها الثقة ودائماً ما نحفزها ونقف معها ونقول لها لا تنكسري وكوني واثقة وستنجحين، وها هي اليوم لتقف وكلنا فخر بها وبما وصلت إليه».
ثم تم فتح الباب للمداخلات، وكانت جميعها كلمات تشجيعية لمريم ودعم لوالدها فؤاد الشهابي، مؤكدين أن كل إعاقة هي تحدٍّ ممكن التغلب عليه.