قرار السعودية الانتصار للشرعية باليمن يسجل بأحرف من نور في تاريخ الأمتين العربية والإسلامية
السعودية تحتضن 2.5 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع الثورة
جهود جبارة لخدمة الحرمين ومشاريع عملاقة بمليارات الريالات
«مملكة الإنسانية» تقود زمام المبادرة في دعم شعوب الأرض قاطبة
تضطلع المملكة العربية السعودية بدور ريادي إقليمياً ودولياً، حيث تستشعر المملكة دورها الحضاري والإنساني تجاه المجتمع العربي والإسلامي خصوصاً، والمجتمع الدولي عموماً، كونها دولة رائدة، محضن لرسالة عالمية، وقبلة للمسلمين قاطبة، تنتصر للشرعية وتبذل قصارى جهدها في مكافحة الإرهاب، وتحتضن اللاجئين، كما إنها ذات وزن اقتصادي حضاري وثقافي أهلها للحضور في دوائر العون الإنساني الإقليمي والدولي، ونقلها إلى مقدمة الدول التي تأنس برأيها منظمات الغوث العالمية الرسمية منها والطوعية، وتعوّل على دعمها وتفاعلها في الملمات والكوارث الخطيرة التي تتطلب تحركاً إنسانياً عاجلاً. ويسجل التاريخ المعاصر في سجلاته الرسمية والشعبية وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الشعوب العربية والإسلامية، بل إلى جانب شعوب العالم أجمع في كثير من المحن والابتلاءات، تضمد الجراح، وتوفر الغذاء والكساء والمأوى للمتضررين في مواقعهم داخل بلدانهم. وقد ظلت المملكة العربية السعودية - حكومة وشعباً - تستأثر بموقف الريادة، وتأخذ زمام المبادرة في الدعم السياسي والاقتصادي والمعنوي والإغاثي لشعوب الأرض قاطبة.
وفي مارس 2015، قرر خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تشكيل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «عاصفة الحزم»، ثم «إعادة الأمل»، بقيادة المملكة، لمواجهة المتمردين الحوثيين، المدعومين من إيران، وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بناء على طلب من الرئيس الشرعي لليمن المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي، انتصاراً للشرعية، ونصرة للشعب اليمني الشقيق.
ويعد قرار المملكة بالانتصار للشرعية في اليمن، قراراً تاريخياً، سيسجل بأحرف من نور في تاريخ الأمتين العربية والإسلامية حيث جاء بعد تدهور الأوضاع في اليمن وانزلاقه نحو الحرب الأهلية التي أكلت الأخضر واليابس.
وفي مجال مكافحة الإرهاب، تبذل السعودية جهوداً كبيراً في التصدي لتلك الظاهرة الخطيرة، حيث تقود العالم لاستئصال شأفته، وتُعد تجربة المملكة في التصدي لظاهرة الإرهاب تجربة رائدة تحظى بتقدير محلي ودولي حيث تتمتع المملكة بخبرة أمنية عالية مكنتها من دحر تنظيم القاعدة بين عامي 2003 و2006. وعزا خبراء ومحللون الدور الرائد للمملكة بسبب خبرتها التراكمية التي باتت أنموذجاً يحتذى به.
ويمثل تأسيس مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية الذي حظيت فكرته بدعم وتأييد كبير من الراحل صاحب السمو الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله أحد النماذج الفريدة التي تعكس نوعية الرعاية والاهتمام التي تقدمها وزارة الداخلية السعودية للموقوفين والتي حظيت باهتمام لافت من قبل أجهزة الأمن في دول العالم ومسؤوليها الذين زار الكثير منهم المركز وطلبوا الاستفادة من هذا النموذج المميز. وعلى المستوى الخارجي، أكد خبراء أمنيون واستراتيجيون أن مبادرة المملكة بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب ودعمه مادياً جاءت في وقتها المناسب، لتسلط الضوء على العنف الإرهابي المتكرر الذي تعاني منه دول المنطقة والعديد من دول العالم، وتنبه لحجم التحديات الأمنية الخطيرة التي تواجه المنطقة، لا سيما بعد تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في عدد من دول المنطقة، مما أدى إلى تصاعد منحنى الإرهاب من ناحية، وصعوبة مواجهته من ناحية أخرى.
جدير بالذكر أن السعودية تشارك في التحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي.
وعلى المستوى الإنساني، يسجل التاريخ المعاصر في سجلاته الرسمية والشعبية وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الشعوب العربية والإسلامية، بل إلى جانب شعوب العالم أجمع في كثير من المحن والابتلاءات، تضمد الجراح، وتوفر الغذاء والكساء والمأوى للمتضررين في مواقعهم داخل بلدانهم، وهو السياق الذي استحقت معه هذه البلاد المباركة لقب «مملكة الإنسانية» تجسيداً لأثر الجهود التي قدمتها المملكة من بين الدول المانحة التي تضطلع بدورها الإنساني في هذه المنظومة الدولية.
وقد بدأت المملكة العربية السعودية في تمويل العمل الإغاثي وتقديم المعونات الخارجية منذ أن أفاء الله عليها بخيره العميم، فخصصت الدولة جزءاً لدعم إخواننا المسلمين في كل مكان في العالم، ما يمكن القول معه إن المملكة أصبحت حقاً في مركز الريادة دولياً في سياق العمل الخيري والإغاثي على مستوى العالم.
وبشأن الوضع السوري، تؤكد الرياض، أنه لا دور لرئيس النظام السوري بشار الأسد في مستقبل البلاد، مشددة على أن الطريق الوحيد لحل الأزمة سيكون من خلال الحل السياسي عبر تطبيق بيان مؤتمر «جنيف 1».
وتجسيداً للمعاني الإنسانية السامية، وفي الوقت الذي يواجه فيه اللاجئون السوريون أوضاعاً صعبة ومأساوية خاصة مع توجه أعداد كبيرة نحو أوروبا الغربية، تستضيف المملكة، ما يزيد على 2.5 مليون لاجئ سوري منذ بداية اندلاع الثورة السورية، وقدمت لمئات الآلاف منهم إقامات نظامية، وسمحت لهم بالعمل والالتحاق بالمدارس والجامعات، إضافة إلى الرعاية الطبية المجانية.
وفي مجال خدمة الحرمين الشريفين، يشهد الحرم المكي وساحاته عدة مشروعات عملاقة، وبات الحرم ورشة عمل لا تهدأ وتدار بتوجيهات ومتابعة مباشرة من قبل خادم الحرمين الشريفين.
وتقدر قيمة المشروعات بمليارات الريالات، فضيوف الرحمن في البيت الحرام هم المقصد والهدف ومحط التفكير المستمر، وكل الجهود بذلت وتبذل وكل المشاريع أنجزت وتنجز، من أجل التسهيل على الحجاج المعتمرين وزوار بيت الله الحرام.
وأكد مدير إدارة المشاريع لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي سلطان القرشي أن مشروع التوسعة وأعمال البناء يضم أحدث وأرقى النظم الكهربائية والميكانيكية متناسقة مع الطراز المعماري الحالي للمسجد الحرام ومشابه له تقريباً.
وأضاف أن مشروع التوسعة بمثابة منظومة متكاملة من عناصر الحركة الرأسية، حيث تشمل سلالم متحركة وثابتة ومصاعد، فيها أدق معايير الاستدامة من خلال توفير استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية بحيث تم اعتماد أفضل أنظمة التكييف والإضاءة التي تراعي ذلك، وستستوعب التوسعة بعد اكتمالها أكثر من مليون مصل في أوقات الذروة. ومن بين أبرز أجزاء المشروع ستبدأ التوسعة الشامية على مسافة 200 متر من مركز الكعبة المشرفة ناحية شمال غرب، وبعمق يصل إلى نحو 485 متراً، بما يضيف مساحات جديدة تستوعب التوسعة بعد اكتمالها أكثر من مليون مصل. وستشمل التوسعة محطة خدمات متكاملة، يجري تنفيذها على مساحة 75 ألف متر مربع، تشمل أنظمة التكييف المتقدمة الصديقة للبيئة، وخزانات المياه، وأنظمة التخلص من النفايات، وأنظمة الكنس المركزي، كما ستشمل التوسعة تنفيذ ما يزيد على 12.500 دورة مياه، سيتم توزيعها بطريقة تخدم جميع المستخدمين، مع سهولة الوصول إليها من كل المواقع.