أوباما منتقداً دعوات إبقاء الأسد بالسلطة: طاغية يلقي براميل متفجرة ينبغي علينا دعمه لأن البديل سيكون أسوأ!
بوتين يؤكد دعم الأسد ويدعو إلى «تحالف واسع» ضد «داعش»
أمير قطر: استمرار القضية الفلسطينية دون حل وصمة عار للإنسانية
عاهل الأردن: شهوة السلطة تحرك المتطرفين عبر استغلالهم الدين
هولاند: لا يمكننا أن نساوي بين الضحايا والجلاد في سوريا
عواصم - (وكالات): أبدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما «استعداد بلاده للتعاون مع أي دولة، بما فيها إيران وروسيا، من أجل حل الأزمة السورية»، مشدداً على أن «المرحلة الانتقالية في سوريا يجب ألا تتضمن بشار الأسد»، فيما دان «من يؤيدون قادة مثل الأسد» الذي وصفه بأنه «طاغية قاتل للأطفال».
وبدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة أعمال دورتها الـ70، بحضور عدد من الرؤساء وممثلي الدول من جميع أنحاء العالم، حيث أقر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمة الافتتاح بوجود شلل دبلوماسي جعل الأزمة السورية تخرج عن السيطرة. وأوضح أوباما من على منبر الأمم المتحدة أنه «يجب على الجميع أن يدرك أنه بعد كل الدماء التي سفكت وكل المجازر التي وقعت على أيدي النظام السوري لا يمكن العودة إلى وضع ما قبل الحرب».
وأكد أن «الأسد لا يمكنه أن يوفر السلام لشعبه»، مشيراً إلى أنه «كان السبب في قتل عشرات الألوف منهم سواء بالسلاح الكيميائي سابقاً أو بالبراميل المتفجرة حالياً».
وأقر الرئيس الأمريكي بأن «القوة العسكرية لن تكون كافية لحل الأزمة السورية»، مشيراً إلى «ضرورة التحاور بين الأطراف السورية لحل النزاع».
ورفض أوباما القبول بفكرة أن اللجوء للتعامل مع الأسد أفضل من القبول ببديل إرهابي في إشارة إلى تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي على اعتبار القبول بالخيار الأقل سوءاً. وفي كلمته أكد أوباما العزم على استخدام القوة العسكرية في إنهاء «داعش»، مشيراً إلى عدم صحة الربط بين الدين الإسلامي والتطرف.
وانتقد أوباما، دعوات من بعض القوى الدولية لإبقاء الأسد في السلطة لافتاً إلى أنه «طاغية يلقي براميل متفجرة ويقتل الأطفال وبعد ذلك علينا دعمه بسبب أن البديل قد يكون أسوأ؟»، مجدداً «دعوته لمرحلة انتقالية في سوريا لا تتضمن الأسد». وتابع أوباما «عندما يقتل ديكتاتور الآلاف من شعبه فهذا ليس أمراً لا يعني المجتمع الدولي، القوة العسكرية ليست كافية لتحقيق الاستقرار في سوريا وعندما يقتل ديكتاتور الآلاف من شعبه فهذا ليس أمراً لا يعني المجتمع الدولي». وأنكر أوباما في كلمته لجوء بعض القوى الكبرى إلى مخالفة نظم الأمم المتحدة بدعوى محاربة الإرهاب. وتطرق أوباما في كلمته لعدة أمور قامت بها بلاده، مشيراً إلى أن «الاتفاق النووي مع إيران والقوى الكبرى جنب حروباً ونزاعات». وأكد أن «الولايات المتحدة لا تريد حرباً باردة جديدة بسبب الأزمة الأوكرانية».
وقال إن «العقوبات التي فرضت على إيران بسبب برنامجها النووي هدفت لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، كما فرضت عقوبات على موسكو بعد تدخل روسيا في أوكرانيا هدفت لحماية سيادة كييف وليس التسبب بنزاع مع موسكو». وبين أن «أساس العقوبات التي فرضتها بلاده وشركاؤها على روسيا ليس رغبة في العودة إلى الحرب الباردة وإنما دفعها للعودة للصواب».
وبدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة أعمال دورتها الـ70، بحضور عدد من الرؤساء وممثلي الدول من جميع أنحاء العالم، حيث أقر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمة الافتتاح بوجود شلل دبلوماسي جعل الأزمة السورية تخرج عن السيطرة.
وقال بان كي مون إن «الشلل الدبلوماسي لمجلس الأمن الدولي على مدار السنوات الأربع الماضية، إضافة إلى آخرين، سمحوا للأزمة بأن تخرج عن نطاق السيطرة».
وبين أن إنهاء الأزمة في سوريا تتحمله بالأساس الأطراف المتحاربة، إلا أنه أشار إلى أنه لا يكفي النظر داخل سوريا لحل الأزمة نظراً لتدخل أطراف إقليمية ودولية فيها، وذلك بحضور حشد من الرؤساء وممثلي الدول من جميع أنحاء العالم. كما أكد بان كي مون في كلمته أن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وتركيا والسعودية وإيران، بإمكانهم حل الأزمة القائمة في سوريا منذ أكثر من 4 سنوات، وأضاف أنه «ولطالما أنه لا يوجد جانب يريد أن يصل إلى حل وسط مع الجانب الآخر، فإنه سيكون من غير المجدي أن نتوقع تغييراً على الأرض». كما أوضح أنه «لن يكون كافياً أن ننظر فقط داخل سوريا «بحثاً عن الحل» إن المعركة تقودها أطراف وتنافسات إقليمية، والأسلحة والأموال تتدفق علي البلد وتوقد مزيداً من النيران».
وعن ملف الأزمة اليمنية، قال الأمين العام في حديثه أمام الجمعية العامة «إنني من جديد أدعو الأطراف إلى العودة إلى طاولة المفاوضات وبحسن نية، من أجل إيجاد حل عبر الحوار الذي يقوم بتسييره مبعوثي الخاص، ودعوني أكون واضحاً معكم: إنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع».
وفي حديثه عن الأزمات التي يشهدها الشرق الأوسط، ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة الأممية لا تتلقى أموالاً كافية لإنقاذ الناس، وأضاف «لدينا نقص لتنفيذ برامج المساعدة في عدة بلدان تعاني من الحروب». واعتبر أن مهمتهم لا تتمثل فقط في إعطائهم حياة كريمة.
من جانبه، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأمم المتحدة إلى تشكيل «تحالف واسع ضد الإرهاب» للتصدي للمتطرفين في سوريا والعراق، مؤكداً دعمه للرئيس بشار الأسد. وفي أول كلمة يلقيها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 10 أعوام، اعتبر بوتين أن رفض التعاون مع الحكومة السورية وجيشها في هذه المعركة سيكون «خطأ كبيراً». وأضاف أن التحالف ضد المتطرفين سيكون «شبيهاً بالتحالف ضد هتلر» إبان الحرب العالمية الثانية والذي شاركت فيه الولايات المتحدة وروسيا، لافتاً إلى أن الدول العربية «ستؤدي فيه دوراً رئيساً».
من ناحيته، قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إن «علينا مواجهة جميع متطرفي ومتشددي العصر»، مشيراً إلى أن «حوار الحضارات سبيل للخروج من العنف».
وشدد العاهل الأردني، خلال كلمته في الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، على «ضرورة العودة إلى الروح المشتركة للأديان لتعزيز القيم الإنسانية، وأن ينتشر صوت الاعتدال في العالم»، مؤكداً أن «الخارجين عن الإسلام ينشرون الكراهية في العالم».
وأشار العاهل الأردني إلى أن «هناك من يحاول أن يسيطر على العالم، وتبرير أعماله البربرية، تحت راية الدين»، مشدداً على أن «ما يحدث من محاولات لفرض القوة من جانب قوى التطرف والإرهاب هو حرب عالمية ثالثة، ويجب أن تكون استجابتنا لها بحجم التحدي».
من جانبه، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إنه «لا يوجد شريك إسرائيلي لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية»، مضيفاً أن «استمرار القضية الفلسطينية دون حل عادل وشامل هو وصمة عار للإنسانية».
وأضاف الشيخ تميم بن حمد في كلمته بمقر الأمم المتحدة أن «قوى دينية إسرائيلية متطرفة تمارس إرهابها ضد الفلسطينيين»، مشدداً في السياق ذاته على «ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً يلزم إسرائيل بمتطلبات السلام». وأكد أمير قطر أن «انتهاك المقدسات في القدس يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان»، مشيراً إلى أن «قطر ماضية في تنفيذ تعهدها بدفع مبلغ مليار دولار لإعادة الإعمار في ?غزة». وبين الشيخ تميم بن حمد أنه «لا يوجد دين يدعو إلى الإرهاب في جوهره»، معرجاً بالقول إنه «لا وجود لصراع طائفي في المنطقة وأن الخلافات الراهنة بين إيران ودول الخليج سياسية وليست مذهبية».
وفي الشأن السوري، قال أمير قطر إن «الحكومة السورية تواصل قمع شعبها»، مشيراً إلى أن «تقاعس المجتمع الدولي عن وقف المأساة في سوريا يعد جريمة إنسانية، وأن ظاهرة الإرهاب تضع تحديات أمنية وسياسية خطيرة أمام المجتمع الدولي». من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه «لا يمكننا أن نساوي بين الضحايا والجلاد» في سوريا، مستبعداً الرئيس بشار الأسد من أي حل سياسي للنزاع. وحمل هولاند من على منبر الأمم المتحدة الأسد مسؤولية الفوضى في سوريا، مشيراً إلى «مأساة ناجمة عن تحالف الإرهاب مع الديكتاتورية».
وأكد أن مئات الآلاف من اللاجئين الذين يفرون من سوريا إلى أوروبا «لم يهربوا فقط من الحرب، إنهم يهربون منذ أكثر من 3 أعوام من نظام بشار الأسد»، مشدداً على أن «النظام نفسه لايزال يلقي اليوم قنابل على سكان مدنيين أبرياء». وتابع أن «وجود تنظيم إرهابي يرتكب المجازر ويقتل ويغتصب ويدمر التراث الأساسي للإنسانية لا يبرر نوعاً من الصفح والعفو عن النظام الذي تسبب بنشوء هذا الوضع (...) كلا».