قالت وزيرة التنمية الاجتماعية فائقة الصالح إن البحرين تسعى لتطبيق وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة الـ 17 التي حددتها الأمم المتحدة خلال الخمسة عشر عاماً المقبلة ( بداية من 2015 وحتى 2030 ) مؤكدة، في كلمة لها أمام قمة العمل الاجتماعي اللائق 2015 المنعقدة بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، أن كل ما تحقق على مستوى أهداف التنمية للألفية، كان مقدمة لوضع مملكة البحرين على الخارطة الإقليمية والعالمية تنموياً، بشكل فعال وصحيح في تعاملها مع مختلف القضايا ذات الطابع التنموي، استناداً إلى مفاهيم التنمية الإنسانية والبشرية.
وأضافت الصالح: «أنه لمن دواعي السرور أن ترعى وتشارك وزارة التنمية الاجتماعية في هذا اللقاء الذي يجسد التعاون والشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والجمعيات الأهلية وبخاصة الشبابية منها التي نسعى دائماً إلى تعزيزها وتقويتها وخاصة في مجال التنمية المستدامة. وها هي مملكة البحرين، كعادتها دوماً، تؤكد حضورها الفاعل والحقيقي في المحافل الدولية، وتُثَبّت أقدامها على خارطة التنمية العالمية. فاليوم وقادة العالم أجمع يُقرّون أهداف التنمية المستدامة لما بعد 2015 في اجتماع الجمعية العمومية بنيويورك، بعد أن تم اجتياز مراحل وخطوات متعددة في الحوار العالمي. اليوم تسير بالتوازي معها قمة العمل الاجتماعي اللائق لعام 2015 لمناقشة هذه الأهداف من قبل القطاع الشبابي على مستوى العالم».
وجاء في كلمة الوزيرة أيضاً: «يأتي حضوركم اليوم واجتماعكم هذا، كممثلين فاعلين عن المجتمع الشبابي الفاعل بمملكة البحرين، متزامناً مع اجتماعات مماثلة على مستوى العالم؛ ليكون لكم ولنتائج نقاشاتكم دور في رسم السياسة المستقبلية لكيفية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة حتى 2030، على المستوى الوطني، بل الإقليمي والدولي. لا بد أنكم تشاطروننا ما أنجزناه في مملكتنا على مستوى تنفيذ الأهداف الإنمائية الثمانية السابقة للألفية، من خلال مختلف الخطط والبرامج والمبادرات الوطنية؛ فقد كنا دائماً كمؤسسات حكومية، ومنظمات مجتمع مدني، ومؤسسات قطاع خاص نسير يداً بيد نحو مقاربة تلك الأهداف. وعليه؛ فقد تجاوزنا كثيراً من المؤشرات التي وضعت لتلك الأهداف، آنذاك، و كنا مع ذلك نعرف أن ما أنجز قد لا يصل إلى مستوى ما نطمح إليه أو نأمله، فطموحنا كمؤسسات حكومية، وعلى قاعدة التنمية، كان ولايزال وسيبقى كبيراً، وسنسعى جاهدين ليكون على قدر طموح وتطلعات البحرينيين، أطفالاً، شباباً وشيوخاً».
وأوضحت الصالح أن البحرين شهدت، وفي مسعاها لتحقيق أهداف التنمية للألفية جادة في العمل التنموي بمعناه الشامل، خلال الأعوام الخمسة عشر السابقة، شهدت بروز المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، بكل أبعاده التنموية، وتطلعاته المستقبلية التي تقاطعت مع كل الأبعاد التنموية التي وضعتها الأمم المتحدة، والتي كانت تسعى لتحقيقها مختلف دول العالم. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تم تخصيص وزارة مستقلة تُعنى بالتنمية الاجتماعية، كما تأسس المجلس الأعلى للمرأة بقيادة صاحبة السمو الملكي قرينة جلالة الملك المفدى الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، والذي اهتم بقضايا المرأة والمساواة وتكافؤ الفرص، بالإضافة إلى العديد من المبادرات والبرامج المتعلقة بالشباب، والتعليم، والعمل، والتدريب، والصحة، والبيئة، وغيرها. وأكدت الوزيرة أن هذه الفعالية، التي تقام بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تأتي في هذا الوقت المبكر لإعلان وإطلاق (أهداف تنموية جديدة تمتد مقاربتها وتنفيذها من 2015، وحتى 2030 ) والتي أطلق عليها اسم «أهداف التنمية المستدامة» - وهي سبعة عشر هدفاً- من خلال وجودكم معنا في هذا اليوم التاريخي، بكل ما تعني كلمة «تأريخ» من معنى.. سوف تتذكرون هذا الحضور وهذه المشاركة طيلة الخمس عشرة عاماً القادمة، وما بعدها، وذلك بوصف هذه الأهداف التي تعلن في الجمعية العمومية بحضور قادة العالم على مختلف تصنيفات هذه الدول، سواء متقدمة، أم مانحة، أم نامية أو على طريق التقدم تنموياً - بوصفها - الأهداف التي ستظل حاضرة وبقوة كلما تحدثنا عن التنمية البشرية والإنسانية.
أعزاؤنا الشباب،
ونوهت الوزيرة إلى أن أي عملية تنموية تنشد تقدم الأمم على المستويات العالمية والإقليمية الوطنية، تستند إلى هذه الأهداف، لا يمكنها أن تمضي قدماً بمعزل عن الشباب. فنحن نعرف أن نصف سكان العالم أو حوالي 3 مليارات هم تحت سن الـ 25، ويعيش 87% منهم في البلدان النامية. أما المنطقة العربية، فهي موطن للسكان الأصغر في العالم «مع أكثر من 100 مليون تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 سنة. وقد أظهر الشباب، طيلة العقود الماضية، وقبل ذلك، قدراتهم وإمكاناتهم في المساعدة على حل المشاكل التي تحيط بالكوكب في الحاضر والمستقبل على حد سواء. ويمكن من خلالهم أيضاً طرح أفكار جديدة، غالباً ما تكون سباقة في تحديد الحلول لتحديات التنمية على المستوى المحلي، والإقليمي، والدولي.