عواصم - (وكالات): تمكنت المقاومة الشعبية بدعم من قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية أمس من استكمال السيطرة على سد مأرب وسط البلاد، وتم رفع أعلام اليمن ودول التحالف فوقه، بعد اشتباكات عنيفة مع ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في محيط المنطقة، فيما واصلت طائرات التحالف غاراتها على مواقع المتمردين في صنعاء والحديدة.
وكانت القوات اليمنية قد حققت نجاحات كبيرة توجت بالسيطرة على عدد من التلال الاستراتيجية ومنها تلة المصارية والوصول إلى منطقة السد بعد أن كبدت الميليشيات خسائر كبيرة في العتاد والأرواح في مختلف جبهات القتال. في الوقت ذاته واصل طيران التحالف استهداف المتمردين في أكثر من موقع، حيث أغارت المقاتلات مجدداً على قاعدة الديلمي الجوية القريبة من مطار صنعاء الدولي كما استهدفت بعدة غارات معسكر الخرافي غرب العاصمة. وشنت مقاتلات التحالف عدة غارات على موقع الدفاع الجوي بالقرب من ميناء الصليف بمحافظة الحديدة. وفي تعز، جنوب البلاد، تتواصل الاشتباكات في مناطق الجحملية وعصيفة والكمب بين المقاومة الشعبية وعناصر الميليشيات التي تستهدف المدنيين بقصفها العشوائي للأحياء السكنية. من ناحية أخرى، أعلن ناطق باسم وزارة الداخلية السعودية أن عنصراً من وزارة الداخلية السعودية استشهد بقذائف أطلقت من شمال اليمن على الحدود بين البلدين. وقال الناطق في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية إن «قذائف عسكرية من داخل الأراضي اليمنية نتج عنه استشهاد علي بن فهد أبو محاسن أحد منسوبي فرع إدارة المجاهدين في منطقة جازان». وتشهد المناطق الحدودية بين البلدين إطلاق نار من حين لآخر من اليمن. واستشهد 70 شخصاً معظمهم من العسكريين في عمليات قصف ومواجهات على الحدود اليمنية منذ مارس الماضي. سياسياً، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن إيران شريكة في انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية في اليمن، وذلك عبر تزويدهم بالسلاح والمستشارين والخبراء، مشيراً إلى أنها أحد الأسباب الرئيسية في الحرب التي تجري في اليمن اليوم. وأضاف الجبير أن إيران بسياساتها تزيد من إشعال نار الحروب، وذلك بمحاولتها تهريب السلاح للحوثيين في مخالفة صريحة للقوانين الدولية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، كاشفاً أن آخر محاولة لها كانت السبت الماضي، عندما تم اعتراض باخرة إيرانية محملة بالأسلحة كانت في طريقها للحوثيين.
من جهته، قال نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء خالد بحاح إن الحكومة اليمنية ترغب في بدء محادثات سياسية لإنهاء الصراع في البلاد. وأضاف أن الصراع اليمني سيكون بين الموضوعات الهامة التي يتطرق لها كثير من القادة السياسيين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك. وأردف لصحافيين في مدينة عدن جنوب اليمن «هناك جهد سياسي كبير في الأمم المتحدة في نيويورك وسوف يكون الملف اليمني في كثير من خطابات القادة السياسيين. وكثير منهم سوف يتحدث عن العودة للحوار السياسي، بالعكس اتجاه الدولة بشكل عام برئاستها وحكومتها هي تدعو للسلام، تدعو للحوار السياسي».
وجاءت تصريحات بحاح في فندق القصر في عدن حيث يقيم هو والرئيس عبدربه منصور هادي مؤقتاً منذ عودتهما من السعودية. وأكد بحاح أن وجود هادي في السعودية لم يتسبب في تقوية الجماعات المتطرفة في اليمن.
وتحتشد قوات التحالف الذي تقوده السعودية حالياً في محافظة مأرب شرق صنعاء تمهيداً لتوجهها المرتقب نحو العاصمة. وأضاف بحاح أنه سيتم استيعاب بعض أفراد القوات التي تشارك في قتال الحوثيين في القوات الحكومية اليمنية. وأردف «في الوقت الحاضر لا توجد رواتب بشكل نظامي للمقاومة. ربما أثناء الحرب كان هناك نوع من الدعم. لا يسمى رواتب ولكن كان يسمى دعم المقاومة. الآن سوف يتم لمن يتم استيعابهم في الشرطة والجيش سوف يدفع لهم رواتب».
من جهة أخرى، قال مصدر في مصفاة عدن إن المصفاة البالغة طاقتها 150 ألف برميل يومياً استأنفت العمل بعد توقف دام أكثر من 5 أشهر مع احتدام الصراع في البلاد.