عواصم - (وكالات): أعلنت مصادر فلسطينية في القدس المحتلة أن جماعات يهودية متطرفة اقتحمت الحرم القدسي الشريف صباح أمس، في حين حاول المرابطون ونواب عرب بالكنيست الإسرائيلي «البرلمان» التصدي لهم، وسط تأكيدات فلسطينية بأن سلسلة الاقتحامات الأخيرة تكرس التقسيم الزماني بين المسلمين واليهود في المسجد الأقصى.
وكانت مصادر فلسطينية أكدت أن سلطات الاحتلال بدأت التقسيم الزماني الفعلي للأقصى من خلال الاقتحامات المتكررة في الفترة الماضية.
في السياق أوضح مدير أوقاف القدس عزام الخطيب في وقت سابق أن «المسجد الأقصى هو مسجد خالص للمسلمين لا يجوز أن تتخذ أي إجراءات بحقه»، وأوضح أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية بدأت باتخاذ قرارات ليس من حقها أن تتخذها بحق المسجد الشريف.
وتجددت الاشتباكات بصورة متفرقة في محيط المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة صباح أمس بينما يحتفل اليهود بعيد المظلات «سوكوت».
وفي الضفة الغربية، اندلعت اشتباكات وألقى عشرات الشبان الحجارة على جنود إسرائيليين قرب حاجز عسكري عند مدخل مدينة رام الله شمال القدس، بعدما قام الجيش الإسرائيلي بتفريق المتظاهرين باستخدام الرصاص المطاطي وخراطيم المياه.
واندلعت الاشتباكات خلال تظاهرة دعت إليها عدة فصائل فلسطينية في رام الله.
وقال المتحدث باسم حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أحمد عساف إن التظاهرة تهدف لإظهار أن «الشعب الفلسطيني مستعد للدفاع عن مقدساته».
ويشهد مجمع المسجد الأقصى ومحيطه توتراً كبيراً منذ أسابيع.
ويسمح لليهود وغير المسلمين بزيارة المسجد الأقصى 5 أيام في الأسبوع من الساعة السابعة والنصف صباحاً وحتى الحادية عشر صباحاً.
في الوقت ذاته، انهمك عمال المسجد الأقصى بتنظيف أرضه من الحجارة وبقايا الأخشاب التي توزعت في أرجاء المكان، كما قاموا بتنظيف السجاد الذي حمل آثار حروق بعد يوم من مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في المسجد أوقعت فيه أضراراً مادية كبيرة.
وجمع العمال بقايا الحجارة عند باب المصلى القبلي في المسجد في عربة حديدية، وظهرت آثار حروق على جدران المسجد وعلى الزخارف التي تزين أعمدته، كما حطمت قنابل الغاز والقنابل الصوتية زجاج بعض نوافذه.
وانكب العمال على إزالة كومة من الأخشاب وبقايا مظلات محطمة للمصلين وحجارة وبقايا خزائن أحذية محترقة من أمام الباب القبلي استخدمها الشبان في مواجهتهم لسد الباب أمام الشرطة الإسرائيلية، ما حول هذا المدخل إلى ساحة حرب.
ويخشى الفلسطينيون محاولة إسرائيل تغيير الوضع القائم في المسجد منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول المسجد الأقصى في أي وقت في حين لا يسمح لليهود بذلك إلا في أوقات محددة وبدون الصلاة فيه.
وفي القدس الشرقية المحتلة، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 12 فلسطينياً لينضموا إلى أكثر من 100 آخرين اعتقلوا منذ اندلاع أعمال العنف في محيط المسجد الأقصى منتصف سبتمبر الماضي.
وتم اعتقال 7 فلسطينيين فجر أمس، بينما اعتقلت سيدتان فلسطينيتان كانتا تخضعان لأمر إبعاد عن المسجد الأقصى بسبب «الإخلال بالأمن العام» والاعتداء على اليهود، في الصباح.
وفي حوادث منفصلة، اعتقلت سيدة فلسطينية في القدس المحتلة بينما اعتقل يهودي أيضاً بسبب مهاجمته لمتظاهر فلسطيني باستخدام غاز الفلفل، بحسب الشرطة الإسرائيلية.
وأضاف البيان أنه تم اعتقال فتى فلسطيني يبلغ من العمر 15 عاماً بتهمة إلقاء الحجارة.
واعتقل فتى آخر «14 عاماً» في حي العيسوية شمال القدس.
وقامت حكومة بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي بتوسيع الصلاحيات الممنوحة لقوى الشرطة والأمن لإطلاق الرصاص الحي على راشقي الحجارة بالإضافة إلى فرض عقوبات بالسجن لأربع سنوات على الأقل وفرض غرامات على القاصرين وآبائهم.
من جهة أخرى، حذر البنك الدولي من اندلاع «نزاعات جديدة» في حال استمر الوضع الراهن الاقتصادي والسياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين قائماً.
وجاء في تقرير للبنك الدولي أن «الوضع الراهن غير قابل للحياة وأن المخاطر مرتفعة حيال اندلاع نزاعات جديدة واضطرابات اجتماعية».
وأشار إلى أن الفلسطينيين «قد ازدادوا فقراً للعام الثالث على التوالي». ويعيش ربعهم حالياً في وضع الفقر. وأضاف التقرير أن المساعدة الدولية الموعودة لإعادة الإعمار بعد العدوان الذي شنته إسرائيل الصيف الماضي على قطاع غزة لم تصل بعد. فقط دفعت قيمة 35% من الأموال حتى اليوم أي 1.23 مليار دولار.