عواصم - (وكالات): التقى الرئيسان الأمريكي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين أمس في الأمم المتحدة بحثاً عن حلول في مواجهة الفوضى في سوريا لكنهما لم يحققا أي اتفاق خصوصاً حول دور الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية بعد أن قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على «بعض المبادئ الأساسية» بشأن سوريا مضيفاً أنه يعتزم الاجتماع مجدداً مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم، بينما اعتبر أوباما أن هزيمة تنظيم الدولة «داعش» في سوريا لن يكون ممكناً إلا بعد أن يترك الأسد السلطة.
وتصر قوى المعارضة السورية السياسية والعسكرية على رفض أي دور محتمل للأسد في تسوية النزاع المستمر في البلاد منذ عام 2011، رغم التحول الذي طرأ على المواقف الغربية تجاه دمشق. ولم يعد مطلب رحيل الأسد والذي تمسكت به عواصم عدة داعمة للمعارضة سابقاً، يشكل شرطاً مسبقاً لأي مفاوضات حول مستقبل سوريا، بعد أن باتت فكرة ضرورة بقاء الأسد في السلطة للتصدي للتنظيمات الجهادية أكثر تداولاً في الأسابيع الأخيرة على وقع التعزيزات العسكرية الروسية إلى دمشق. لكن قياديين في الفصائل المسلحة والائتلاف السوري المعارض يعتبرون أن بقاء الأسد في الحكم لا يزال من المحظورات. ويقول المتحدث باسم حركة أحرار الشام الإسلامية أحمد قرة علي «بقاء الأسد واستمرار نظامه بمثابة إفشال لأي عملية سياسية». ويعتبر مصير الأسد محل خلاف بين واشنطن وكل من موسكو وطهران حليفتي الأسد. وتؤكد الولايات المتحدة على ضرورة رحيل الأسد من السلطة، إلا أن أوباما لم يتطرق مباشرة إلى مسألة مشاركة الأسد في المرحلة الانتقالية في سوريا.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على «بعض المبادئ الأساسية» بشأن سوريا مضيفاً أنه يعتزم الاجتماع مجدداً مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم.
وتابع كيري «هناك اتفاق على أنه يجب أن تكون سوريا دولة موحدة وأن تكون علمانية وأن هناك حاجة إلى التصدي لـ «داعش» وأنه يجب أن تكون هناك عملية انتقال سياسي موجهة» مضيفاً أنه «لا تزال هناك خلافات على النتيجة التي ستسفر عنها عملية الانتقال».
وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن اعتراف روسيا بالحاجة إلى انتقال سياسي في سوريا مجرد «بداية». وأضاف أن «الأسد هو بشكل واضح السبب الجذري لهذه الأزمة».
وأضاف كيري أن أوباما وبوتين «يبحثان عن طريق للمضي قدماً» في سوريا التي تعاني من حرب أهلية مستمرة منذ أكثر من 4 أعوام علاوة على صعود «داعش». ووصف كيري اجتماع أوباما وبوتين لمناقشة الأزمة بأنه «بناء بصدق ومتحضر جداً» وشهد «مناقشة صريحة للغاية». وقال كيري «الكل يفهم أن سوريا في خطر والعالم يبحث سريعاً عن أي حل.» وأضاف «نبحث عن سبيل لنصل إلى نقطة تمكننا من إدارة عملية انتقالية والاتفاق على النتيجة». وبسؤاله عما إذا كانت هناك فرصة لاستخدام نفوذ روسيا وإيران في سوريا لوقف استخدام الأسد للبراميل المتفجرة ضد السوريين قال كيري «حتما». وأضاف أنه أثار المسألة في اجتماعات مع روسيا وإيران.
وقال كيري «هما في وضع قد يقرران فيه منع الأسد من إسقاط البراميل المتفجرة، ربما مقابل شيء قد نفعله».
من ناحية أخرى، اعتبر الرئيس الأمريكي أن هزيمة تنظيم الدولة «داعش» في سوريا لن تكون ممكنة إلا بعد أن يترك الأسد السلطة.
وقال أوباما أمام قمة مكافحة الإرهاب التي تضم 100 من قادة الدول وتعقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة «في سوريا، هزيمة تنظيم الدولة تتطلب زعيماً جديداً».
ورفضت روسيا المشاركة في القمة التي دعت إليها الولايات المتحدة وأرسلت دبلوماسياً عادياً للاجتماع الذي يستعرض نتائج الحملة المستمرة منذ عام ضد «داعش» الذي يسيطر على مناطق شاسعة من العراق وسوريا.
من جانبه، قال وزير خارجية قطر خالد العطية إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة «داعش» لكنه حذر من أن خطة الرئيس فلاديمير بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الأسد.
من جهته، اتهم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس روسيا بأنها تتحدث كثيراً بشأن الأزمة السورية إلا أنها لم تدعم أقوالها بأفعال ضد «داعش». من جهة أخرى، حذرت المستشارة الألمانية إنغيلا ميركل من إقامة «منطقة آمنة» للاجئين شمال سوريا مما قد يجعلهم عرضة لخطر القتل لتنأى ببلادها عن اقتراح تركي.