في الوقت الذي تعتزم فيه شركة "آبل" الأميركية طرح هاتف "آيفون" رخيص الثمن، كشفت تحقيقات جديدة أن هذه الهواتف يتم إنتاجها حالياً في مصانع بالصين تنتهك حقوق العمال وتجبرهم على العمل لساعات طويلة في ظل ظروف عمل قاسية وضمن شروط مجحفة، حيث تستغل فقرهم وحاجتهم للعمل وغياب القوانين الصارمة في هذا المجال.
وكشفت تحقيقات نشرت بعضاً من نتائجها جريدة "الغارديان" البريطانية أن المصانع التي تنتج أجهزة "آيفون" تجبر العمال على العمل 12 ساعة متواصلة ولستة أيام أسبوعياً، ولا تسمح لهم بالاستراحة خلال ساعات العمل الشاقة إلا مرتين، وبواقع 30 دقيقة فقط لكل مرة.
وأجرت التحقيقات منظمة غير ربحية وغير حكومية تعنى بمراقبة ظروف العمل في الصين، كما تعنى بالدفاع عن حقوق العمال في البلاد.
وتبين التحقيقات التي ربما تتحول إلى فضيحة تعصف بشركة "آبل" الأميركية، أن العمال في مصانع "آيفون" يعملون 69 ساعة أسبوعياً، وهو أعلى بكثير من المسموح به في الولايات المتحدة وفي معظم دول العالم، كما أنهم يعملون في بيئة تمثل خطراً على حياتهم، حيث لا يتم تأمين المعدات اللازمة لحمايتهم من المخاطر اليومية للعمل، كما يتعرضون بشكل متكرر لمواد كيماوية، وأشعة ليزر، وكلاهما يمثل خطراً على الصحة المستقبلية للعمال.
وقالت جريدة "الغارديان" إن شركة "آبل" ذاتها تحظر على موظفيها العمل لأكثر من 60 ساعة أسبوعياً.
وبحسب التحقيقات فإن هذه الظروف المأساوية للعمال تم الكشف عنها في مصنع بمنطقة "وكسي" القريبة من العاصمة الصينية شنغهاي، وهو المصنع الذي يجري فيه حالياً إنتاج "آيفون" رخيص الثمن سيحمل اسم "آيفون فايف سي"، وسيتم الكشف عنه في العاشر من سبتمبر الحالي.
لكن المنظمة العمالية الصينية تقول إنه على الرغم من أن المصنع في الصين وليس في الولايات المتحدة إلا أنه مملوك لشركة "جابيل سيركوت" الأميركية ومقرها فلوريدا، وهي شركة تمتلك سلسلة من المصانع في 33 بلداً حول العالم، وعوائدها المالية تتجاوز 17 مليار دولار سنوياً.
ويأتي الكشف عن هذه الانتهاكات في حقوق العمال بمصانع "آيفون" قبل أيام قليلة فقط من طرح شركة "آبل" الأميركية هاتفها الجديد، والذي سيكون من نسختين، واحدة بسعرها الطبيعي وستحمل الاسم "آيفون فايف إس"، والثانية بسعر منخفض ومواصفات أقل وتحمل الاسم "آيفون فايف سي".
واندفع الكثير من المعلقين إلى اعتبار أن الهاتف الجديد منخفض الثمن سيكون على حساب حقوق العمال الفقراء في الصين ومن عرق جبينهم، حيث يتعرضون لظروف بالغة السوء ويعملون لساعات طويلة بأجور متدنية، من أجل أن تتمكن "آبل" من طرح هاتفها بثمن رخيص.
وتهدف الشركة الأميركية من طرح "آيفون فايف سي" رخيص الثمن إلى منافسة هواتف "سامسونغ" التي تقل أسعارها عن "آيفون"، كما تطمح "آبل" إلى الاستحواذ على حصة أكبر من أسواق الدول الناشئة والفقيرة التي لا تزال هواتف "آيفون" غير منتشرة فيها بسبب أسعارها المرتفعة نسبياً.