قد يظن المرء أن الـ 1% من سكان العالم يعيشون في منتهى السعادة متنعمين غانمين بالألوف المؤلفة من الأموال، لكن الحقيقة أبعد ما يكون عن خيال الـ 99% من بقية سكان العالم.
طبيب نفسي يدعى ماكس بمبرتون قدم في مقال صحافي نشر على صحيفة «دايلي مايل» موجزاً لأسباب تعاسة الأثرياء. يقول بمبرتون إن الماديات لا تعني إطلاقاً السعادة، والتي بدورها تعتمد على عدة عوامل اجتماعية. لكن الأمر لا يخلو من ارتباط الرخاء بالسعادة، ففي الأزمات ترتفع نسبة الإدمان على الكحول والانتحار والأمراض وغيرها.
وتشير دراسات إلى أنه بمجرد توافر مقومات الحياة البسيطة كالمأوى والمأكل فإن باقي جوانب الحياة تفقد قليلاً من أهميتها عندما يتعلق الأمر بالسعادة. بل أثبتت الدراسات أن السعادة مرتبطة بالأشخاص والأحباء وليس الأشياء.
يقول بمبرتون إنه كان يدير عيادة في لندن استقبل فيها نخبة من المجتمع البريطاني، وكشف أنه جل أمانيهم كانت قضاء المزيد من الوقت مع عائلاتهم. واعتبر أن الوقت الذي قضاه الأغنياء لشراء أفخر الملابس وقيادة أجدد السيارات جاءت على حساب أفراد العائلة. وهو ما اعتبره محور تعاستهم نتيجة الخيارات التي اتخذوها.
وأضاف أن أتعس مرضاه كانوا أكثرهم ثراء، بل إن نسبة تعاستهم شكلت صدمة بالنسبة إليه. وقال إنهم كانوا يعيشون حياة مقيدة لأن الجميع كان يتوقع منهم النجاح والسعادة فوقعوا في فخ التوقعات. وأوضح أنه عندما يحزن الأثرياء يشعرون بالفشل، ما يؤثر على حياتهم الخاصة بشكل كبير.