كتبت - سلسبيل وليد وفرح الفرح:
أكد عضو هيئة التدريس في جامعة أبوظبي والخبير في الشؤون الإيرانية د.سلطان النعيمي، أن طهران تفادت سقوط نظامها عقب أزمتها الاقتصادية بتوقيع الاتفاق النووي مع الدول الكبرى.
ودعا النعيمي دول مجلس التعاون الخليجي لتعظيم مكاسبها الإقليمية المهمة التي حققتها مؤخراً من خلال استجابتها للدفاع عن الشرعية في اليمن منذ الشروع في عملية عاصفة الحزم وحتى الآن، لمواجهة الأطماع الإيرانية في المنطقة، موضحاً أن عملية عاصفة الحزم والتحالف العربي القائم حاليا للدفاع عن الشرعية في اليمن، إضافة إلى مشروع القوة العربية المشتركة هي كلها عناصر قوية في صالح دول مجلس التعاون، وتشكل حائط صد قوي لمواجهة أطماع السياسة الإيرانية وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة.
وأوضح د.سلطان النعيمي، في محاضرة بمركز عيسى الثقافي تحت عنوان "إيران بين هامش الأحقية وطموح النفوذ" أول أمس بحضور نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي الشيخ د.خالد بن خليفة آل خليفة، معنى "هامش الأحقية" و"طموح النفوذ" من خلال طرح الحقائق وتبيان الواقع الإيراني من تصريحات مسؤوليه إضافة إلى ما تشهده المنطقة من تدخلات إيرانية وتهديد لدول مجلس التعاون الخليجي.
وأشار إلى أن "هامش الأحقية" يعني مشاركة الدول في عدد من الأمور سواء الترتيبات الأمنية أو الجوانب الاقتصادية والأمور السياسية وغيرها من الجوانب التي تأتي كمشاركة، مضيفاً أنه إذا كانت هناك دولة ناجحة اقتصادياً على سبيل المثال سيكون لها تأثير في المنطقة.
وأضاف أن "طموح النفوذ" قد يقرأه البعض كهامش أحقية فيأتي ليتدخل ويزعزع، موضحاً أن هامش الأحقية هذا لابد أن يكون له إطار لأن إيران لا تعيش وحدها في المنطقة، فالمملكة العربية السعودية لديها من المقومات لتصبح دولة إقليمية ودول مجلس التعاون الخليجي لديهم أيضاً التأثير، ولهم أيضاً إطار في هامش الأحقية في المنطقة، وهذا الأمر دفع بدول مجلس التعاون الخليجي للحديث على علاقات طبيعية مع إيران دون التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
القراءة الصحيحة لإيران
وتساءل د.سلطان النعيمي "هل مبادئ السياسة الخارجية الإيرانية التي تقوم على الإمامة والقيادة وغيرها تدفع بإيران أن تنتقل من حدودها إلى أبعد من ذلك؟".
وأضاف النعيمي أنه لا يوجد قراءة صحيحة لإيران. فلو تم النظر إليها كمجرة فسيكون في أعلاها السلطة في إيران ألا وهو المرشد. وتبدأ بقية المؤسسات تدور حول مركز المجرة، فكلما اقتربت المؤسسات من مركز المجرة كلما كان لديها تقنية أكثر وأكثر. وهناك عدد من المؤسسات القريبة من مركز المجرة كمكتب المرشد والمجلس الأعلى لمجلس الأمن القومي الإيراني والحرس الثوري والبرلمان.
وأكد أن الرئاسة في إيران تدور بعيداً عن مركز المجرة بالرغم من أن الدستور يقول إن ثاني شخص في إيران هو رئيس الجمهورية لكن التطبيق يختلف تماماً. فالتطبيق يقول إنه كلما كانت العلاقة وطيدة بين مركز المجرة (المرشد) وما بين الرئيس كلما اقترب والدليل على ذلك أحمدي نجاد الرئيس الإيراني السابق. ففي دورته الأولى كان شديد العلاقة مع مركز المجرة في مقابل ابتعاده في الدورة الثانية نظراً لما يدور في إطار النظام الإيراني. كما شدد النعيمي على ضرورة قراءة النظام الإيراني بهذه الطريقة.
وقال إن ما يحدث الآن من خلال قراءة الواقع يؤكد أن السياسة الإيرانية ليست تهدف إلى هامش أحقية وإنما هناك طموح نفوذ، مضيفاً أن لكل دولة مطلق الأحقية في بناء علاقات مع دولة اخرى، ولكن القراءة الإيرانية للعلاقات الثنائية أنها دائماً تسعى لعدم التعامل مع دول الخليج كمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي وإنما أن تكون كل دولة على حدة.
العلاقات الثنائية مع إيران
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين أي دولة خليجية وبين إيران، أوضح د.سلطان النعيمي أنه يجب الالتفات إلى هامش الأحقية في إقامة العلاقات الثنائية بحيث تأتي على حساب القضايا الاستراتيجية الرئيسة لدول مجلس التعاون.
وشدد النعيمي على أنه يجب أن تكون نظرة كل دول مجلس التعاون الخليجي للقضايا الاستراتيجية واحدة واعتبار إيران مصدر تهديد، متابعاً قوله "نحن نحتاج إلى أن يكون لدينا قراءة واحدة لعناصر التهديد، فإذا كان الجميع متفق على أن الإرهاب تهديد عالمي، فإن إيران ستنتقل من هامش الأحقية إلى طموح النفوذ وتسعى إلى التدخلات، إذ لابد أن تكون قراءتنا واضحة وهو أن هذا الأمر يشكل تهديداً وعندها يجب أن نبني استراتيجية موحدة لمواجهة هذا التهديد".
وذكر أن عاصفة الحزم والتحالف العربي والقوة العربية المشتركة هي عناصر قوية في صالحنا، وإذا لم نبن عليها فإننا سنخسر فرصة تاريخية، موضحاً أنه حينما تكون لدينا القوى الداخلية ما بين دول مجلس التعاون الخليجي فإن مساعي إيران للانتقال من هامش الأحقية إلى طموح النفوذ ستقابل بحائط صد قوي يحول دون هذا الأمر، لذلك يجب أن يكون لدينا قراءة موحدة وأن يكون تفعيل دور مجلس التعاون الخليجي أكثر قوة.
ورأى د.سلطان أنه إذا رأت من حق إيران أن يكون لها مشروع إقليمي فإنها عليها أن تعي أن هذا المشروع يجب أن يخدم دول المنطقة، فإذا كان مشروعاً تنموياً في المنطقة فنرحب به وقد نصل إلى مرحلة الشراكة فيه، ولكن إذا كان هذا المشروع تخريبياً فليظل ضمن نطاق حدودها، ولا يجوز أن يتخطى هذا النطاق.
وأكد على أن الدول العربية مجتمعة والقوة العربية المشتركة ستمنع إيران وغيرها من التدخل في شؤوننا الداخلية، مشيراً إلى أهمية المظلة الوطنية بعيداً عن أي مذهب من المذاهب، قائلاً إننا كنا ومازلنا وسنظل نعيش تحت مظلة وطنية، وكلما تم تحصين الجبهة الداخلية كلما أصبحت مانعاً قوياً ضد إيران أو غيرها، وهو أيضاً من ضمن عناصر توحيد الجبهة الداخلية.
وحول تأثير الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مؤخراً مع القوى الكبري، أشار د.سلطان النعيمي إلى أن الكثير يراهن على أن الاتفاق النووي والانفتاح في إيران سيؤدي إلى تفكيك النظام الإيراني أو على أقل تقدير يغير سياسته، منوهاً بأن إيران كانت في حاجة كبيرة للاتفاق النووي كي لا يسقط النظام، لأن الأوضاع الاقتصادية كانت قد وصلت لحالة الانهيار، وقد لعب إعلاء المصلحة دوراً كبيراً في خضوع إيران لتوقيع هذا الاتفاق.
الجزر المحتلة عربية
وأكد د.سلطان النعيمي أن الجزر المحتلة من قبل إيران هي جزر عربية وليست إماراتية فقط، حيث إن الإمارات تنتهج سياسة سليمة ولديها رؤية واستراتيجية واضحة التي توصل أن هذه الجزر ستعود للإمارات والدول العربية، فنحن الإماراتيون معروف عنا "مايضيع حق وراه مطالب".
ونوه النعيمي إلى أن لمحمد جواد ظريف مقالين، الأول كان في بداية تعيينه كوزير خارجية والآخر بعنوان (الجار قبل الدار) وقال "فدول مجلس التعاون الخليجي حريصة على الجار وتسعى إلى علاقة طبيعية تحمي بها الديار ولا تفرض شروطاً بل أمراً قد قاله ظريف وهو على رأس الدبلوماسية للجار، قالها وأشار بعدم التدخل في شؤون الجار فهل أنت قادر على ذلك أيها الجار أم للجار غير ظريف يمثل دبلوماسية الجار".