عواصم - (وكالات): تمكنت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الإمل» بقيادة المملكة العربية السعودية، وقوات الجيش الوطني اليمني، والمقاومة الشعبية من استعادة منطقة باب المندب الاستراتيجية، وجزيرة ميون، من ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وتتابع التقدم شمالاً باتجاه ميناء المخا، ومحافظة تعز جنوب البلاد، من المنطقة الغربية بالتزامن مع تقدم آخر في محافظة مأرب، حيث استكملت القوات المشتركة سيطرتها الكاملة على سد مأرب. وأكدت مصادر عسكرية السيطرة على مديرية باب المندب بالكامل بما في ذلك مضيق باب المندب الحيوي، وتطهير ما حوله من مرتفعات من قبل قوات المنطقة العسكرية الرابعة. وأشارت المصادر إلى أهمية خروج باب المندب من دائرة ما يعتبر نفوذاً إيرانياً شكلته ميليشيات الحوثي وقوات صالح، إذ كانت إيران تراهن على باب المندب كموقع حيوي يتحكم في الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس من الجهة الجنوبية.
وأضافت المصادر أن القوات اليمنية انتشرت في المديرية بعد أن خاضت المعركة بعتاد ثقيل وغطاء من قوات التحالف، وبدأت بالتحرك سريعاً نحو منطقة المخا ومعسكر العمري لتطهيرهما ومن ثم الدخول إلى محافظة تعز من هذه المنطقة الغربية الاستراتيجية.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي إن القوات الموالية لها وقوات التحالف العربي استعادت السيطرة على مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن من أيدي المقاتلين الحوثيين. وأضاف من مدينة عدن الساحلية الجنوبية أن قوات التحالف العربي والمقاومة والقوات لموالية للحكومة اليمنية شنت عملية عسكرية كبيرة واسعة «وحررت» مضيق باب المندب وجزيرة ميون بهدف تأمين هذا الممر البحري الحيوي.
وقال سكان محليون إن قصفاً جوياً وبحرياً دعم توغلاً لقوات برية صوب المنطقة. وقال القائد العسكري الميداني الموالي للحكومة اليمنية في عدن عبدربه المحولي «لقد نجحنا في السيطرة على ذباب وقرية باب المندب، بعد معارك عنيفة اندلعت في أعقاب وصول تعزيزات لنا من عدن». وتقع ذباب وباب المندب، وهي قرية صغيرة تحمل نفس اسم المضيق، على بعد 150 كيلومتراً غرب عدن التي باتت مجددا عاصمة للحكومة اليمنية بعد عودة الرئيس عبدربه منصور هادي اليها في وقت سابق هذا الشهر. وأكدت مصادر عسكرية أن تعزيزات عسكرية للجيش والمقاومة الشعبية الموالية لهادي والتحالف العربي الذي تقوده السعودية، اتجهت من عدن إلى منطقتي ذباب وباب المندب لتحريرهما. وأشارت المصادر العسكرية إلى أن اشتباكات اندلعت بين الحوثيين وحلفائهم والقوات الموالية للحكومة المعترف به دولياً قبل أن تفرض الأخيرة سيطرتها على المنطقتين.
وبحسب المصادر، أسفرت المعارك عن 37 قتيلاً «بينهم 22 من الحوثيين وقوات صالح».
وقال مسؤول حكومي إن «المواجهات بين الطرفين انتقلت من منطقة باب المندب إلى المخا وتسعى قوات الشرعية لاستعادة السيطرة على المخا».
وذكرت مصادر عسكرية أن محافظة تعز، جنوب غرب صنعاء، أصبحت شبه محررة من الناحية الاستراتيجية بعد أن فقد الحوثيون السيطرة على هذه النقاط الحيوية غربيها، بينما تشير المصادر إلى تقدم سريع للجيش الوطني وتهاوي الدفاعات الحوثية مع إمكانية السيطرة على المخا خلال ساعات. وفي مأرب شرق صنعاء، أفادت المصادر بأن العشرات من مسلحي الحوثي وقوات صالح فروا من مناطق جنوب غرب المحافظة، بعد قصف من طائرات التحالف وقطع المقاومة خطوط إمدادهم في صرواح. وكانت المقاومة قد استعادت الجهة الشرقية من تبة المصارية مكملة بذلك محاصرة مدينة مأرب بعد مواجهات أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من الحوثيين وقوات صالح. وقالت مصادر إنه من المتوقع أن تشتعل جبهة مأرب خلال يومين أو ثلاثة، إذ يسعى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من قوات التحالف لتطهير كامل المنطقة الغربية بالمحافظة ومن ثم الدخول إلى محافظة صنعاء من خلال منطقة خولان. من ناحية أخرى، استشهد عنصر في حرس الحدود السعودي في منطقة جازان جنوب المملكة برصاص أطلق من الأراضي اليمنية وفق ما ذكرت السلطات السعودية. وتعد سيطرة الحوثيين على ميناء المخا المطل على مضيق باب المندب مكسباً استراتيجياً حصلوا عليه في خضم سيطرتهم على أجزاء واسعة من البلاد في 2014 و2015. وغرب البلاد قال سكان محليون إن غارات نفذها التحالف الذي تقوده السعودية دمرت جسراً رئيسا يربط مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر بصنعاء وهو ما يقطع فعلياً المواصلات بين المرفأ البحري الرئيس في البلاد والعاصمة. وقالت وسائل إعلام يمنية مؤيدة للتحالف إن تدمير جسر عقد عصفرة الذي يبعد نحو 20 كيلومتراً غرب صنعاء يأتي في إطار جهود التحالف لقطع طرق الإمداد عن الحوثيين قبل أي تقدم بري صوب العاصمة.