أكد وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمــــي عــــزم الــوزارة تطبيـــق الاستراتيجية العددية العام الدراسي الحالي، لتكوين طالب مثقف عدديــاً باستخدام أكثر الوسائل التعليمية تطوراً وأحدث الممارسات التربوية، مشيراً إلى أنه فـي حــال إصــرار أي جامعة على تكرار مخالفاتها وعدم أخذ قرارات مجلس التعليــم العالــي بشكل جدي فإن المجلس سيضطر إلى إيقاع الجزاءات عليها وفقاً للقوانين واللوائح المعمول بها، فهو حريص على توفير أفضل خدمة تعليمية للطلبة ومصالح أولياء الأمور وعدم المتاجرة بهم.
وقال د.ماجد النعيمي، في حديث لـ (بنـــا) إن الاعتداء على المدارس أمر خطير يكبد المجتمع خسائر ليست مادية فحسب بل يهدد السلامة النفسية والبدنية لمنتسبي هذه المؤسسات التعليمية، لكننا في الوزارة حريصون على استمرارية عمل جميع المدارس خدمة للوطن ومجتمعنا وأبنائنا الطلبة.
وأوضح أنه استعداداً لبدء العام الدراسي الجديد تم تنفيذ الصيانـــة لـ204 مدارس، منها 40 مدرسة خضعت للصيانة الشاملة. ولقد قمنا بتوزيع الكتب المدرسية على جميع المراحل التعليمية قبل بدء العــام الدراسي بأسبوعين، إضافة إلى توزيع كتب التربية الإسلامية واللغة العربية والمواد الاجتماعية والتربية للمواطنة بالمجان على المدارس الخاصة.
وأشار إلى أن العام الدراسي الجديد يشهد افتتاح مدرستين جديدتين هذا العام إحداهما مدرسة ثانوية متطورة في مدينة حمد تحمل اسم المرحوم د.غازي القصيبي وتعمل وفق أحدث المــدارس فـــي العالم، وتشتمل على قاعات مكيفة ومتحركة، كما سيتم إنشاء مبنـــى أكاديمي كامل في مدرسة سماهيــج الابتدائية الإعدادية للبنين، وافتتـاح فصلين جديدين لطلاب التوحــد يتوافر لهما كل متطلبات العناية الخاصة، وجارٍ إنشاء صالات متعددة الأغراض في كل من مدرسة البــلاد القديم الابتدائية للبنات ومدرسة سماهيج الابتدائية الإعدادية للبنين.
وأكد النعيمي أن الدعم الكبير الذي توليه القيادة في المملكة للارتقاء بقطاع التعليم هو السند بعد الله في الخطط التـي تسيـــــر عليهـــــا الــــوزارة لمواصلـــة المشروعـــات التربوية التطويرية، وساهم إلـى حـــد كبيــر في تذليل التحديات والصعاب التي تواجهها الوزارة.
وأعرب د.ماجد النعيمي عن تهنئته للطلاب والطالبات على بدء عامهم الدراسي الجديد وأيضاً لأعضاء الهيئــــات التعليميــــة والاداريـــة والفنيـــــــة بالمدارس، مؤكـــــــداً أن الــــــوزارة استكملـــت كافـــة استعداداتها لتوفيــر الاحتياجـــات والمتطلبـــات للعـــام الدراسي الجديد 2013/2014.
بداية هل استكملت الوزارة استعداداتها لتوفير احتياجات العام الدراسي المقبل 2013/ 2014؟ وكم عدد المسجلين من الطلبة والطالبات والمعلمين في المراحل الدراسية المختلفة لهذا العام في ضوء التجهيزات المتوفرة؟
استطعنـــا بفضـــل الله سبحانـــه وتعالى وبفضل الدعم اللامحدود من القيادة الحكيمة والحكومة وبفضل الجهود التي بذلها منتسبو وزارة التربية والتعليم من تهيئة المدارس لاستقبال العام الدراسي الجديــد حيث يصل عدد المــدارس إلـــــــى 206 مـــــــدارس مــــــــن جميـــع المراحل الدراسية الثلاث الابتدائية والإعداديــة والثانويــــة والمعاهـــد الدينية تضم أكثر من 129 ألـــف طالب وطالبة بينهم حوالي عشرة آلاف طالب مستجد يلتحقون بالصف الأول الابتدائي.
واستعـــداداً لبدء العام الدراسي الجديد تم تنفيذ الصيانة لـ204 مدارس، منها 40 مدرسة خضعــت للصيانــة الشاملــة. ولقـــد قمنـــا بتوزيع الكتب المدرسية على جميع المراحــل التعليميــة قبل بدء العام الدراسي بأسبوعيـــن، إضافـــة إلى توزيـــع كتب التربية الإسلامية واللغــــة العربيـــــــة والمــــــــواد الاجتماعيـــــة والتربيـــة للمواطنة بالمجان على المدارس الخاصة.
كــمـــا يشــهـــد العــام الدراســي الجديـد افتتاح مدرستين جديدتين هذا العام إحداهما مدرسة ثانوية متطورة في مدينة حمد تحمل اسم المرحوم د.غازي القصيبي وتعمل وفق أحدث المـــدارس فــي العالــم، وتشتمــل على قاعات مكيفة ومتحركة، كما سيتم إنشاء مبنى أكاديمي كامل في مدرسة سماهيج الابتدائية الإعدادية للبنين، وافتتاح فصليـن جديديـــن لطلاب التوحد يتوافر لهما كل متطلبات العناية الخاصة، وجارٍ إنشاء صالات متعددة الأغراض في كل من مدرسة البلاد القديم الابتدائية للبنات ومدرسة سماهيج الابتدائية الإعدادية للبنين.
وأكــد دور الــوزارة فـــي تنفيــــذ توجيهات التوسع في دمج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس الحكومية حيث يشهد العام الدراسي الجديد دمج طلبة لديهم العديد من الاحتياجات الخاصة مثل ذوي صعوبة التعلم، الإعاقـــة الذهنيـــة، متلازمـــــــة داون، عيـــوب النطـــــق، الصمــت الاختيـــاري، التوحــــد، الإعاقــــــات السمعية والبصرية والجسدية، كما ستقوم الوزارة خلال العام الدراسي الجديـــــد 2013/2014م بتوفيــــر صفوف إضافية لفئة اضطراب التوحد تستوعب 15 طالباً في كل من مدرسة سند الابتدائية للبنين ومدرسة بيت الحكمة الابتدائية للبنات ومدرسة حسان بن ثابت الابتدائية للبنين، ليبلغ عدد الطلبة المدمجين في المدارس الحكومية لهذا العام 30 طالباً، إضافة إلى صفيــن لفئـــة الإعاقــــة الذهنيــــة يستوعــــب 20 طالبـــاً فـــي مدرســـة البديع الابتدائية للبنين ومدرسة طليطلة الابتدائية للبنات. وكما يشرف على صفوف الدمج تربويين ومعلمين متخصصين في التربية الخاصة حيث يقدمون للطلبة كافة الخدمــات التربويــــة والتعليميــــة، بجانب إشراك هذه الفئة من الطلبة في بعض الحصص الدراسية مع بقية زملائهم وفي جميع الأنشطة الطلابية وفقاً لرغباتهم وميولهم.
وأما على مستوى تقديم خدمة المواصلات المجانية لأبنائنا الطلبة فإن الوزارة تقدم هذه الخدمة لحوالي 34 ألف طالب وطالبة من مناطق سكنهم إلى المدارس ذهاباً وإياباً عبر تخصيص 650 حافلة مدرسية بأحجام متباينة و500 موقفاً للحافلات المدرسية تتوزع على جميع محافظات المملكة كما تشمل جهود الوزارة توفير (85) حافلة لنقل المعلمين ومنتسبي الوزارة إلى مقار عملهم، حيث يصل عدد المستفيدين من هذه الخدمة حوالي (1200) معلم ومعلمة.
هذا إلى جانب متطلبات نقل الطلبة ضمن برامج الزيارات التعليمية والتربوية والأنشطة المدرسية، وتوفيـــر (12) شاحنـــة صغيــرة، لتزويــد جميع المدارس بالكتب والأثاث استعـــداداً لبـــدء العــام الدراســي الجديد، و(11) حافلة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة مزودة بكراسٍ متحركة ومصعد كهربائي، بالإضافة إلى (70) حافلـــة لنـقــل منتسبــي التعليم المستمر.
لاشك أن الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة للتعليم يضعكم أمام تحديات كبيرة للارتقاء بالمستوى التربوي والتعليمي لطلبتنا ومدراسنا .. هل تحدثوننا عن خطط الوزارة في هذا المجال؟
الدعم الكبير الذي تقدمه القيادة هو المستند بعد الله في أي خطة نسير عليها لمواصلة المشروعات التربوية التطويرية، وهدفنا من ذلك تقديــم خدمـــة تعليميـــة ذات جودة عالية تسهم في خلق مواطن صالح متعدد المهارات ومتحصل على المخزون المعرفي الكافي ليكون منتجاً ومساهماً في نهضة المملكة. في العام الماضي وصلنـــا إلى مرحلة تعميم برنامج تحسين أداء المدارس، ولقد وجدنا الأثر الكبير لتطبيق هذا البرنامج من خلال التغذية الراجعة من الميدان التربوي ومن نتائج الطلبة ومن انطباعات الطلبة وأولياء أمورهم.
بعد نجاح التجربة في المرحلــــــة الثانوية بشهادة الجميع ومن ضمنهم أعضاء مجلس النواب، سنقوم هذا العام بتطبيق برنامج تحسين الزمن المدرسي مرحلياً في ثماني مدارس إعدادية تتوزع على جميع محافظات المملكة، وهي مدارس عبدالرحمن الداخل الإعداديـــة للبنيــــــن، أم سلمــــة الإعدادية للبنات، الحـــد الإعدادية للبنات، الرفاع الشرقي الإعدادية للبنات، الرفاع الغربي الإعدادية للبنات، عثمان بن عفان الإعدادية للبنين، مدينة حمد الإعدادية للبنات، والإمام الغزالي الإعدادية للبنين، حيث سيتم العمل على متابعة تطبيق هذا المشروع من خلال عدة فرق عمل متخصصــة على مستوى الوزارة تشمل فريق الخطة الدراسية وجداول الدروس، فريق المكافأة المهنية، فريق جودة حياة البيئة المدرسية، وفريق الخطـة الإعلامية، إضافة إلى فريق القيادة من أجل التعلم لتنظيم العملية الدراسية، على أن يعقــب التطبيـــق التجريبي دراسة تقييمية متكاملة.
مــاذا عــن الشحــن الطائفــي وخطابات الكراهية التي تسود بعض مدراسنا، ماهي الخطط والبرامج التي تم إعدادها لمعالجة مثل تلك المشكلات والتداعيات التي تنتج عنها؟
وزارة التربيـــة والتعليـــم قامـــت بطرح منهج التربية للمواطنة في العام 2005م، كان ذلك بهدف تعزيـــز مفاهيــــــم المواطنــــــة وممارساتهـــا داخل المدارس، وبهدف إعداد المواطن الصالح المتطلع دائماً إلى خدمة وطنه ومجتمعه. ولم يقتصر ذلك على المقرر الدراســـي الخاص بالتربية للمواطنة، فإن إيمـــان الــوزارة وإيمانـــاً بأهميـــة الدور التربوي والتعليمي للأنشطة الطلابية سواء الصفية أو اللا صفيــة باعتبارها جزءاً من العملية التعليمية وتسهــم فـــي التكويـــن التربـــوي الشامـل للطلبة تخصص في العام الدراسي الجديد أكثر من 9 آلاف نشاط تتنوع بين الدينية والوطنية والثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية، حرصاً من الوزارة على تلبية مختلف رغبات وميول أبنائنا الطلبة وتكريساً للعديد من الممارسات التربوية الهادفة إلى ترسيخ مبادئ الوحدة الاجتماعية المتكاملة بين كافة منتسبي المدرسة في إطار الوحدة الوطنية وكذلك تعزيزاً لمبادئ المواطنة وحقوق الإنسان والتسامح.
كما خصصت الوزارة فريقاً تربوياً يعمل على معالجة الأضرار النفسية الناجمة عن الأزمة التي شهدتها البحرين من خلال جر المـدارس إلى الأحداث السياسية مما يتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية.
ما هو جديد هذا العام، سيما مع الحديث الذي يتردد عن جودة التعليم البحريني واحتلاله مراتب متقدمة في الاختبارات الدولية؟
كما سنقوم هذا العام بتطبيق الاستراتيجيــــــــــة العدديــــــــــة، وهـــــــي استراتيجيـــــة طموحــــة تهدف لتكوين طالــب مثقــف عدديـــاً باستخـــدام أكثر الوسائل التعليميـــــــة تطـــــــوراً وأحــــدث الممارســـــات التربويــــة، فهــــذه الاستراتيجية تتمثل في القدرة، والميل إلى استعمال الرياضيات لحل المشكلات في سياقات حياتية متنوعة، وهي تنطوي على الثقـــة والكفاءة في استعمال المعرفة الرياضية وما يتصل بها من مهارات وفهم، حيث يمثل اكتسابها أمراً ضرورياً يدفع الطلبة نحو النجاح في المدرسة، وإعدادهم لمواصلــة دراستهم وتأهيلهم لعالم العمل، وتعتبر الثقافة العددية عنصراً من عناصر الثقافة، ومهارة حياتية يوظفها الطلبة في العديد من المواقف العملية.
ويأتي تطبيق استراتيجية الثقافة العددية بعد دراسة نتائج ومستويات الطلبة البحرينيين في الاختبارات الدوليــــة للعلــــوم والرياضيـــــات (TIMSS) ووفقــاً لمعاييـر الإنجـــاز التعليمية الدولية ومقارنة بأداء أقرانهم من الدول المشاركة، حيـث أثبتت الحاجة ضرورة تطوير مهارات الطلبة على حل المسائل الرياضية من جانب، واستخدام الرياضيات بصورة فاعلة كمهارة حياتية على الجانب الآخر، لذلك من المهم جداً أن يكون الوقت المخصص لتعليم الرياضيات كافياً إذا أريد للطلبة أن يصبحوا مثقفين عددياً وعليه ربطنا بين تحقيق هذا الطموح وبين جعل دروس مادة الرياضيات يومية ولمدة ساعة كاملة لجميع طلبة صفوف الحلقتين التعليميتين الأولى والثانيـــــة مــــن المرحلــــة الابتدائية بواقع 70 درساً على الأقل في الفصل الدراسي الواحد.
وإيمانـــــــــــاً بأهميـــــــــــــة دور التربوييـــن والمعلميــــــن فقــــــد نفـــذت الـــوزارة خلال العام الدراسي المنصرم 2012/2013 برامج تدريبية حـــول استراتيجية الثقافة العددية شملت المديرين والمديرين المساعدين ومعلمي الحلقة التعليمية الأولى ومعلمـــــي الرياضيــــات بالحلقــــة التعليمية الثانية، حيث اعتمدت البرامج على دليل تعليم الرياضيات الذي يعتبر المرجع الأساسي لجميع المعنيين بتعليم الرياضيات في البحرين ويضم عدة كتيبات وضعت وفق أساليــب روعـــي فيهــــــا تنويـع استراتيجيــــات التعليــــم والتعلـــم وكذلك الأدوات التعليمية المساندة مثـــل عصـــا العد والسبـــورات البيضاء الصغيرة وبطاقات الأعداد، بحيث تقدم مادة الرياضيات بصورة مبسطة ومشوقة يسهل على الطلبة التفاعل معها وفهمها، كما شملت البرامج التدريبية استعراض أفضل الممارسات الدولية في تدريس الرياضيات.
ما هو موقف معاليكم مما يتردد عن اتجاه الوزارة لتوظيف الخبرات الأجنبية في بعض المواقع التابعة لها، وهل هناك حاجة إلى ذلك أم أن الخبرات الوطنية كفيلة بتلبية الاحتياجات المطلوبة؟
وزارة التربية والتعليم لا تلجأ إلى التوظيف من الخارج للتدريس في المــدارس إلا في حال عدم وجــود الخريجين المؤهلين في تخصص معين والمجتازين لشروط التوظيف. أما بالنسبة للاستعانة بالخبرات الأجنبية للاستشارة، فذلك قائم من أجل الاستفادة من تجــارب الـــدول الأخرى، وتطوير التعليم عملية مستمرة لدوره البارز في التنمية.
تعرضت الكثير من المدارس ومرافـــق المنشـــآت التعليميــــة للتخريب والاتلاف المتعمد منذ العام 2011، لماذا في اعتقادكــم تجري هذه الاعتداءات وعن ماذا تنم وماذا عن كلفة خسائرها المادية والمعنوية سواء من حيث عدد المدارس المخربة أو عمليات ترميمها ومدى تأثير ذلك على سير العملية التعليمية ومستقبل أبنائنا الطلبة؟
إنــه لأمــر مؤســف أن نتحــــدث عــن عمليات اعتداء على مؤسسات تربوية وتعليمية تعمل لأهداف إنسانية نبيلة تقوم على تقديــــم خدمة التعليم للجميع دون أي تمييز لعرق أو جنس أو غير ذلك بهدف المساهمـــة فـي تنميـــة المجتمـــع ورفده بالطاقات العلمية والمؤهلة التي ينتظر منها المساهمة بعلمها وعملها في خدمة الوطن والمجتمع بصورة عامة.
لقد بلغ العنف درجة غير مسبوقة ضد مؤسساتنا التعليمية، منذ الأزمة التي عاشتها البحرين في فبراير 2011، فتم تعريض المؤسسات التعليمية للخطر بأشكال مختلفة وغير مسبوقة في مجتمعنا البحريني المعروف بأنه مجتمع متحضر ومسالــم ويجــل العلـــم ويقـــدره، ومن الأمثلة على ذلك: حرمان الطلبة من حقهــم فـــي التعليـــم بامتنـــاع آلاف المعلمين، ولأسباب سياسية خالصة، عن تقديم الخدمة التعليمية التي كرسها دستور مملكة البحرين وبوأها مكانة عالية، الزج بأطفال المدارس فــي الصـــراع السياســـي والطائفي والدخول في مواجهة مع زملائهم ومعلميهم داخل المدارس، بما أدى إلى تهديد كافة القيم التي عملنا على زرعها وغرسها على مدار السنين، وتهديد التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد، وتهديد إنسانية الإنسان أصلاً داخل ساحات العلـم المقدســـة، الاعتـــداء علـــى المدارس بشتى الأشكال والصور التخريبية أثناء وجود الطلبة فيها أو بعد الدوام المدرسي، من حرق وتخريب وتكسير وسرقة طفايات الحريق من المدارس والمختبرات وترك المدارس بدون أمن أو سلامة، هذا بالإضافة إلى إلقاء الزجاجات والأجسام الحارقة على المدارس، كما امتد الأمر إلى قفل المدارس من الخارج بالسلاسل والأقفال، وغلق الطرق المؤدية إلى المدارس، وسكب الزيوت عند مداخلها، في محاولة يائسة لمنع وصول المعلمين والطلبة إلى مؤسساتهم التعليمية، تنفيذا لأجندات سياسية وطائفيـــة، بالإضافـــة لاستخـــدام المدارس كمخازن للزجاجات الحارقة بعيداً عن أي مسؤولية إنسانية تراعي فيها حرمة هذه المؤسسات التعليمية التي يجب أن نبعدها عن أية صراعات سياسية.
كمــا لا يخفى عليكم حجم الاعتداءات التي تتعرض لها المدارس بصورة مستمرة حيث بلغ عددها 210 اعتداءات إلى يومنا هذا، وهو أمر خطير يكبد المجتمع خسائر ليست مادية فحسب بل يهدد السلامة النفسيــة والبدينة لمنتسبي هــذه المؤسسات التعليمية، لكننا في الوزارة حريصون على استمرارية عمل جميع المدارس خدمة للوطن ومجتمعنا وأبنائنا الطلبة.
تتردد شائعات كثيرة عن المدارس والجامعات الخاصة في المملكة التي زاد انتشارها بشكل واسع في الآونة الأخيرة، وذلك من حيث الكلفة الباهظة لرسومها ومسار العملية التعليمية بها ومدى توفر التجهيزات المادية والفنية اللازمة بها، فهل تفكر الوزارة في اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية أبنائنا وبناتنا من تحول هذه المنشآت التعليمية إلى مؤسسات تجارية؟
مجلس التعليم العالي الذي أتشرف برئاسته مهمته الأساسية وضع الضوابــط والأنظمـــة القوانيـــن لمؤسســـات التعليـــم العالــي في المملكة من أجل ضمان تقديم هذه المؤسسات خدمات تعليمية ذات جودة عالية لفائدة الطالب وللمحافظة على السمعة التعليمية لمملكة البحريـــن. ولقــــد عمــــل المجلس منذ إنشائه على وضع اللوائح المنظمة لعمل الجامعات، وقام بعد ذلك بإعانة الجامعات على تطبيق هذه اللوائح والأنظمة. ونجد اليوم أن أغلبية مؤسسات التعليم العالي قد وفقت أوضاعها مع اللوائح والأنظمة، ما عدا عدد قليل من الجامعات التي ما زالت تكرر مخالفاتها.
وسيبقى مجلس التعليم العالي يمد يده لجميع الجامعات بلا استثناء لمساعدتها على توفيق أوضاعها، ولكن في حال إصرار أي جامعة على تكرار مخالفاتها وعدم أخذ قرارات مجلس التعليم العالي بشكل جدي فإن المجلس سيضطر إلى إيقاع الجزاءات عليها وفقاً للقوانين واللوائح المعمول بها، فهو حريص على توفير أفضل خدمة تعليمية للطلبة ومصالح أولياء الأمور وعدم المتاجرة بهم.