الطفل إيلان الكردي، ذاك المسجى على نعش من أحلام شعب، كان الآن يلاعب بأصابعه الصغيرة وردة، أو يرسم نفسه بسماعة طبيب ككل الأطفال، لو أن إيران تركت الشعب السوري يختار مصيره وأحلامه ولم تعين نفسها وصية على دينه وعروبته.
في اليمن أيضاً، حاولت أصابع إيران أن تلتف على عروبتنا، غير أنها فشلت، لكن أصابعها أحرقت كل شيء وصلت إليه. في العراق، كان كل شيء تحت إدارتها 10 سنوات، فما أنتجت إلا الخراب والحقد والرايات السود. في لبنان، لا رئيس ولا دولة إلا دولة الميليشيا والثأر.
تجاوزت إيران كل حدود السياسة والمصلحة والمعقول أخلاقياً وقيمياً. صار كل شيء مباحاً على طريق تحقيق أوهامها، غير أنها مجرد أوهام. تخسر في سوريا والعراق، تدفع من قوت شعبها ثمناً للحفاظ على نفوذ كان موجوداً بسهولة، وأخيرا لم تجد بداً من الاستنجاد بالروس ليحفظوا مصالحهم قبل مصالحها. في اليمن تفشل أيضاً، أنصارها معزولون ومحاصرون، بعد أن كان صوتهم يصل إلى مكة تهديداً ووعيداً. لم يبق لإيران إلا ظاهرتها الصوتية، عنجهيتها وصلفها، وروايات قادمة من الظلام تضحك بها على عقول بعض المتدينين. تحاول أن تخرج من أزمة بأزمة أخرى، تخلق بؤر توتر أينما وجدت من يتبعها، تهرّب الأسلحة والموت. تتمنى البحرين بؤرة فوضى جديدة ضاغطة على السعودية. تنظّم الخلايا وتهرّب الأسلحة، وتحرض جهاراً نهاراً على حرق البلد، ولا يصدر عنها تجاه البحرين غير الشر المستطير.
هل تبقى من علاقة الجيرة شيء؟! من السذاجة الاستمرار في محاولة الحفاظ على خيوط الجيرة الجغرافية والسياسية مع عدو كهذا. نعم حان وقت تسمية المفاهيم تسمية حقيقية. إيران باتت عدواً محكوماً بحقد هزائمه، وبرغبة جارفة في تدمير كل شيء، وبصورة مبالغ بها عن نفسه، هل تذكرون الفيديو الذي بثته إيران عن سيناريو تدمير الولايات المتحدة الأمريكية؟ قادتها العسكريون يكررون «البلاي ستيشن» نفسه بتهديد السعودية!
البحرين، هذه المملكة الصغيرة، اختارت المواجهة السياسية والدبلوماسية بشجاعة. لم يعد ينفع البحث عن علاقات طبيعية مع جار يسعى كل لحظة إلى إحراق بلدك، إيران أفشلت كل الجهود.
نحن لا نواجه إيران وحدنا، لأننا نواجهها من باب المصلحة الخليجية أولاً والعربية ثانياً، تسندنا كل القوانين الدولية. وينبغي أن ننشط خليجياً ليكون لنا موقف موحد في إنهاء ما يسمى «علاقات الصداقة» مع طهران، فتلك كذبة كبرى تعرف شعوبنا أنها انتهت منذ زمن. حلفاؤنا كثر وإيران معزولة من معظم جيرانها.
حين تريد أيدي الثعلب المجروح في العراق وسوريا واليمن أن تعوض خسائرها عبر الكويت والسعودية والبحرين، فلا ينبغي لهذه اليد إلا أن تقطع.