عندما شرف حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وزارة التربية والتعليم بتدشين مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل في بداية عام 2005م بمدرسة الهداية الخليفية، كانت التوجيهات الملكية السامية آنذاك تتركز على ضرورة أن تكون الخدمة التعليمية العصرية متوافرة للجميع في إطار تكافؤ الفرص بين أبناء البحرين، وضرورة العمل المستمر على مواكبة التعليم للعصر الآخذ بمستجداته العلمية والتكنولوجية، ومن هذا المنطلق جاء هذا المشروع ليحقق انتقالاً نوعياً من التعليم التقليدي إلى التعليم القائم على توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصال.
وتعمل وزارة التربية والتعليم اليوم على التحول إلى مرحلة التمكين الرقمي، لتعزيز أهداف مشروع التعليم الإلكتروني بهذا الخصوص، وذلك من خلال عدد من الخطوات العملية، من بينها توفير بوابة تعليمية إلكترونية، وإنتاج المحتوى الرقمي للمواد الدراسية ونظام لإدارة المحتوى، وتنمية الموارد البشرية المستدامة في المجال الرقمي، بما يسهم بشكل مباشر في إنتاج المعرفة ويعزز المشاركة الفاعلة في إنتاج المجال الرقمي، استكمالاً لمنظومة المشروعات المرتبطة بالثقافة الرقمية، مثل: جائزة اليونسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم وجهود المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال الذي يعمل في المملكة تحت مظلة اليونسكو.
إن النظام التعليمي ضمن هذه الرؤية التجديدية سيكون أكثر كفاءة في مواجهة تحديات عصر المعلوماتية، والتي تشمل إدارة ثورة المعلومات، وإعداد رأس المال البشري الأكثر كفاءة، والانتقال نحو مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة، بزيادة الاستفادة من التكنولوجيات التعليمية المتطورة، وتعزيز العلاقة بين المدرسة والمجتمع وزيادة التفاعل بينهما.
ومن هذا المنطلق سعت الوزارة إلى جعل التمكين الرقمي محور المؤتمر التربوي للعام الدراسي الجديد 2015/2016م ليكون محل حوار ونقاش تربوي مثمر، ولحشد جميع الطاقات التعليمية والتربوية التقنية لإنجاح هذا التحول، شاكراً ومقدراً جهود جميع الإخوة والأخوات القائمين على هذا المؤتمر.
*وزير التربية والتعليم