وفاة 138 حاجاً مصرياً وفقدان 96 في حادث منى


عواصم - (وكالات): في الوقت الذي تتصاعد فيه التهديدات في إيران ضد المملكة العربية السعودية على لسان مختلف المسؤولين السياسيين والعسكريين، والتي أطلق المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي شرارتها الأولى بغية تحميل السعودية مسؤولية حادث التدافع بمنى في مكة المكرمة الذي راح ضحيته المئات، كشف الدبلوماسي الإيراني المنشق فرزاد فرهنكيان حسب مصادره عن أن 6 من ضباط الحرس الثوري هم الذين افتعلوا الحادث. واتهم طهران بالسعي لتنفيذ مخطط يهدف إلى «سقوط أكبر عدد من الوفيات وقيام مظاهرات كبيرة تتخللها أعمال عنف» في موسم الحج، على حد تعبيره.
وتساءل فرزاد فرهنكيان في مدونته باللغة العربية «قبل حلول موعد الحج كتبت وحذرت من عمليات إرهاب مخطط لها من نظام خامنئي في موسم الحج، فالمعلومات التي ذكرتها سابقا أثق جيدا بمن ذكرها لي، وبعد الحادثة ظهرت تصاريح تجاوزت جميع الأعراف السياسية من نظام خامنئي، فما هي الأسباب لذلك؟».
وكان فرهنكيان قبل انشقاقه عمل كمستشار بوزارة الخارجية الإيرانية ثم انتقل للعمل في سفارة ممثليات بلاده في كل من دبي وبغداد والمغرب واليمن وآخر مهمة قام بها كانت في منصب الرجل الثاني في السفارة الإيرانية في بلجيكا.
ويقول فرهنكيان بثقة إن التحقيقات ستدين النظام الإيراني لضلوعه في افتعال حادث تدافع منى ويعلل ذلك بالقول «العملية التي حدثت في منى هي عملية إرهابية، وهناك أكثر من 5 آلاف من الحرس الثوري كانوا من بين الحجاج الإيرانيين، وكان المخطط هو عدد وفيات أكبر بكثير وقيام مظاهرات كبيرة تتخللها أعمال عنف ولكن سرعة سيطرة جهات أمن السعودية أفشلت المخطط».
ونشر الدبلوماسي المنشق أسماء 6 ضباط مؤكداً أنهم من كبار قادة الحرس الثوري كانوا يقودون عملية التدافع المفتعل في منى وإكمالها بمظاهرات وأعمال شغب بمنى، وهم عادل السيد جواد موسوي قائد لواء عاشوراء من وحدات المليشيا التابعة لقوة «الباسيج»، وعبدالباري مصطفى بختي قائد مركز تدريب جامعة الإمام في قصر سعد أباد شمال طهران، ومصطفى نعيم عبدالباري رضوي، ومحمد ‏سيد عبدالله‏ محمد باقر، وسالم صباح عاشور، وكاظم عبدالزهراء خردمندان.
وبعد أن ذكر الأسماء، أكد أن هؤلاء جميعهم من كبار قادة «الوحدة 400» وهي وحدة العمليات الخاصة والموكل إليها كافة العمليات الخارجية التي يحددها الحرس الثوري ومكتب المرشد الأعلى.
يذكر أن وجود هذا العدد من العناصر العسكرية والسياسية في مكان الحادث أثار الكثير من التساؤلات، وكان أبرزهم السفير الإيراني السابق غضنفر ركن آبادي الذي يوجد في عداد المفقودين.
وشنت وسائل إعلام إيرانية حملة واسعة ليس ضد المملكة العربية السعودية فحسب، بل شملت العرب جميعاً وحرضت ضدهم بمشاعر عنصرية، ورفع كبار المسؤولين نبرة التهديدات العسكرية أعادت إلى الأذهان تهديداتهم بضرب وإغلاق مضيق هرمز.
وقال وجدان عفراوي العضو القيادي في حزب التضامن الديمقراطي الأحوازي المعارض، معلقا على تهديدات المسؤولين الإيرانيين وخاصة تهديدات المرشد «تهديدات خامنئي للمملكة العربية السعودية تثبت غضبه من فشل النظام الإيراني في اليمن حيث تلقى حلفاؤه الانقلابيون ضربات محققة من قبل الائتلاف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، فقرر النظام أن يعوض هذا الفشل من خلال خلق اضطرابات في مكة المكرمة إلا أن السحر انقلب على الساحر».
وأضاف «كما نشاهد فشل طهران في دعم نظام بشار الأسد، وما التدخل الروسي إلا علامة تدل على هذا الفشل لذا كان من الطبيعي أن تحاول إيران أن تنتقم من المملكة بسبب مواقفها المشرفة في دعم الثورة السورية وكافة القضايا العربية العادلة».
وأعيدت جثامين 114 إيرانياً لقوا مصرعهم خلال التدافع في مكة المكرمة، أمس إلى طهران غداة إعادة أولى جثامين ضحايا الحادث، كما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية إرنا.
من جهة أخرى، قال وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة إن عدد الحجاج المصريين الذين توفوا في حادث التدافع بمنى الشهر الماضي ارتفع إلى 138 شخصاً.
وأضاف جمعة الذي كان يترأس بعثة الحج المصرية الرسمية في مؤتمر صحافي بالقاهرة أن عدد المفقودين المصريين في الحادث بلغ 96 حالة فضلاً عن 17 مصاباً.