قال عضو مجلس النواب محمد المعرفي إن تأسيس جيش خليجي موحد بات الآن ضرورة عاجلة وأولوية قصوى بالنظر إلى الظروف التي تمر بها المنطقة والتهديدات الإيرانية، مشيراً إلى أنه آن الأوان أن تمارس دول الخليج وحتى الدول العربية حقها في تشكيل التحالفات خارج الإطار النمطي، وأن تتعداه لما يوافق مصالحها.
وأضاف المعرفي، في تصريح له أمس، أن «تشكيل مثل هذا الجيش هو امتثال عملي لقول الله عز وجل (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)».
وذكر أن دول مجلس التعاون تملك جميع مقومات الاتحاد الكامل والشامل، وأن التحديات التي أصبحت تواجهها تهدد مصيرها المشترك، وأن الواقع لا يعترف إلا بالقوى الكبيرة، حيث إن الجيش الذي يطمح لتكوينه جميع مواطني الخليج لا ينبغي أن يقل قوامه عن مليون مقاتل، تتوزع أدوارهم في وحدات تراعي جغرافيا الخليج الممتدة والمتنوعة، فالبحرين تصلح كقاعدة بحرية نظراً لطبيعتها كجزيرة في وسط الخليج العربي، والإمارات العربية المتحدة كقاعدة جوية لأهمية موقعها الجغرافي وقربها من التهديدات المحتملة على المنطقة، أما الجيش البري الميداني فيتمركز شمال السعودية على الحدود مع الكويت، لتأمين الخطوط الساخنة
وبين أن امتلاك القوة لا يعني إشاعة الفوضى بالمنطقة كما تفعل بعض الدول الأخرى، بل هو الضامن للأمان والاستقرار، وهو الذي سيمنع أي دولة معادية من الإقدام على خطوات من شأنها إشاعة القلاقل. خاصة وأن دول الخليج العربي الآن تحاصرها التهديدات من الساحل الشرقي (إيران) ومن العراق وسوريا واليمن، التي أصبحت حاميات إيرانية بالمفهوم الاستعماري القديم الذي تجاوزته الأمم المتحضرة. وذكر أن هذا الجيش يجب أن يتم بناؤه على مبادئ الأخوة والتلاحم ووحدة المصير، وأن عقيدة الجيش ينبغي أن تكون عقيدة دفاعية لا هجومية ، فنحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ونحفظ حسن الجوار مع جميع الدول التي تلتزم نفس هذا المبدأ ، فنحن دعاة سلم وإخاء، ولكن إذا دقت الحروب أجراسها فنحن مستعدون للموت في سبيل الله وأوطاننا.
وقال المعرفي إن مستقبل الأجيال الآن بات مرهوناً بتشكيل قوة حقيقية تحمي مستقبل المنطقة، وتحافظ على هويته وطبيعته الاجتماعية والسياسية التي استقر عليها دهراً طويلاً ينعم بوافر الأمان والخير، وما كانت دول الخليج العربي لتصل إلى ما وصلت إليه الآن من إنجازات ضخمة على جميع الأصعدة، لولا الأمن والاستقرار الذي عاشته لفترة طويلة، وإن أي خطط مستقبلية لتنمية المنطقة وتطويرها هي مرهونة بالواقع الأمني الذي ستكون عليه في المستقبل القريب، والذي لا يبشر بخير إذا استمرت موازين القوى على ما هي عليه الآن.