عواصم - (وكالاتت): سقط عشرات المقاتلين من ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بين قتيل وجريح في معارك تمكنت خلالها المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وبدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية، من السيطرة على مواقع مهمة جنوب مأرب، فيما شن طيران التحالف غارات جوية على مواقع تابعة للانقلابيين ككلية ونادي الشرطة وسط العاصمة صنعاء وعلى مخازن الأسلحة في فج عطان ومعسكر الحفا ومعسكر 48 جنوب صنعاء. من ناحية أخرى، قالت مصادر عسكرية أن قوات الحكومة اليمنية تحاصر متمردين يتحصنون في منطقة جبل النصر الجبلية قرب مضيق باب المندب الذي استعادته الأسبوع الماضي. وأضافت أن 23 من المتمردين قتلوا واعتقل 40 في معارك عنيفة اندلعت عندما رصدت القوات الموالية للحكومة مقاومة في جبل النصر الذي يطل على بلدة باب المندب. وقال شهود إن التحالف العربي بقيادة الرياض، والذي ساهم إلى حد كبير في استعادة السيطرة على مضيق باب المندب والبلدات المجاورة، أرسل تعزيزات تضم 10 آليات لدعم القوات الحكومية في عمليات التمشيط. وكانت القوات الموالية أعلنت الجمعة الماضي السيطرة على المضيق الاستراتيجي على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، حيث يعبر كثير من حركة النقل البحري في العالم. وكان بأيدي المتمردين منذ مارس الماضي.
وقد تفقد رئيس الوزراء خالد بحاح المنطقة محذراً الحوثيين من أن «مغامرتهم» قاربت النهاية.
وتأتي استعادة باب المندب بعد السيطرة على المحافظات الجنوبية الخمس في الصيف، بما فيها عدن التي أعلنت «العاصمة المؤقتة» لليمن. وفي محافظة مأرب، قالت مصادر عسكرية وقبلية إن القوات الحكومية والتحالف العربي أحرزا «تقدماً باتجاه بلدة صرواح التي سيفتح سقوطها الطريق إلى صنعاء».
وفي البيضاء جنوب البلاد، دمّرت غارات للتحالف منصة إطلاق صواريخ بالستية للحوثيين.
وفي تعز وسط البلاد، قتل 40 مسلحاً حوثياً، وأصيب آخرون أمس الأول في سلسلة غارات عنيفة شنها طيران التحالف على مواقعهم بالمدينة. وقد تحركت حشود المقاومة الشعبية اليمنية شمالاً باتجاه المخا، بعد إحكامها السيطرة على منطقة باب المندب بتعز، بدعم جوي من طيران التحالف العربي الذي قصف مواقع لميليشيات الحوثي والمخلوع في محيط المخا. لكن تحرك المقاومة اصطدم في بعض المناطق بحقول الألغام التي زرعها مسلحو الميليشيات واتخذوا منها تحصينات للمواقع الخاضعة لسيطرتهم. من جانبه، كشف محافظ مأرب الشيخ سلطان العرادة في تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، أن اتصالات تجريها كتائب وسرايا في ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، مع القوات المشتركة مشيراً إلى أن «من يقومون بهذه الاتصالات بعضهم يريد الاستسلام والبعض الآخر يريد أن يسمح له بخروج آمن من المنطقة».
من جهة أخرى، ربما تكون جزيرة بريم التي تعرف بالعربية باسم ميون رقعة صغيرة من الصخور البركانية عند مدخل البحر الأحمر لكن انتزاع قوات التحالف العربي السيطرة عليها من المقاتلين الحوثيين مثل انتصاراً لقي ترحيباً من الحكومة اليمنية وحلفائها.
وانقضت قوات التحالف من الجو والبحر الأسبوع الماضي لاستعادة ميون الموجودة في واحد من أهم ممرات الشحن البحري على مستوى العالم.
وحرم التحرك الناجح إيران الحليفة الرئيسة للحوثيين من موطئ قدم رمزي في ممرات شحن تجارية.
وقال رامي فهمي ميوني وهو زعيم قبلي من السكان الأصليين للجزيرة وقائد مقاتلي الفصائل المسلحة بها للصحفيين الذين نقلتهم القوات الإماراتية بالطائرة إلى ميون للقيام بجولة «قوات التحالف وقوات المقاومة من أبناء الجزيرة أمنتها الآن بالكامل». في السياق ذاته، يشهد مطار عدن جنوب اليمن وضع اللمسات الأخيرة في عملية إصلاحه استعداداً لاستئناف الرحلات التجارية لأول مرة منذ شهور. وقال مدير المطار طارق عبده علي إنه سيكون قريباً مستعداً لاستقبال رحلات الطيران التجارية.