إن أكثر ما يؤرق المواطن ليل نهار هو موضوع السكن، ذلك أن كل إنسان بحاجة إلى الشعور بالأمان وكذلك التقدير وتحقيق الذات، بالإضافة إلى حاجاته الفسيولوجية والاجتماعية وفق تصنيف ماسلو للاحتياجات الإنسانية، وحصوله على مسكن يضمه هو وعائلته كفيل بأن يوفر له الأمان والشعور بالتقدير لكي يستطيع بعد ذلك ممارسة حياته، وبطبيعة الحال تلبية احتياجاته الحياتية الأخرى.
مواطنة أرملة ثمانينية، تقطن منطقة حالة بوماهر منذ سنين مع ابنها العازب، قابلتها وقالت لي بأن أمنيتها في هذه الحياة هي أن تحصل على مسكن ملائم صالح للسكن يعيد لها كيانها الذي سرقه منها طول الانتظار، وأضافت: «إن طلب الشقة الذي لدينا منذ 14-2-1995، أي منذ ما يقارب العشرين عاماً من الانتظار والمعاناة في هذا المنزل المليء بالمشاكل، فجدرانه توشك على الوقوع، وتملأ أساسات جدرانه الفئران والصراصير أكرمكم الله، ورغم كل ذلك ليس هناك مكان يؤوينا غيره».
وتكمل: «مع العلم بأن لجنة المعاينة التابعة لوزارة الإسكان قامت بزيارتي عدة مرات لمعاينة المنزل، وقد قالوا أكثر من مرة بأن المنزل غير صالح للسكن ومن الخطر على صحتي أن أبقى فيه، نظراً لكوني أعاني من مشاكل في القلب وارتفاع الضغط والكولسترول، وقد دخلت المستشفى عدة مرات وعدت إلى البيت نفسه، وابني قد خرج من المستشفى قبل فترة وجيزة كان قد عانى فيها من توعك في الرئة دخل على إثره المستشفى وظل لمدة تقارب الأسبوع، وأنا بذكري لقصتي لست أطلب الشفقة من أحد بتاتاً، بل أطلب حقي في الحصول على ثمرة صبري وتحملي على مدى تلك السنين الماضية، فهل أُلام على ذلك؟؟».
هذه الحالة تمثل حال بعض المواطنين الذين يحملون طلبات باسم العائلة لدى وزارة الإسكان مهما كانت تلك الطلبات قديمة، فالحال ذاتها والمشاكل تزداد، فهل يستحق المواطن «وضع الملح على جراحه» بعد كل ما قدمه لهذه الأرض؟
رسالة من مواطن: تقسيم الأولويات بحاجة إلى إعادة نظر، فلتعيدوا النظر.
ناقلة الشكوى من فريق الإعلام التطوعي
سوسن يوسف