الموهبة موجودة لدى الفرد حتى مع وجود الإعاقة، وقد يكون أحد الأشخاص معاقاً ولديه عقل «راجح» وفكر «نير» ويحسن استغلاله، فكم من أخت أو أخ لنا من ذوي الاحتياجات الخاصة أصبح مبدعاً عبقرياً عملاقاً في مجاله ولم تمنعه إعاقته من رفع التحدي وكسر قيود المستحيل وتخطي الصعاب، والكل له الحق في أن يحلم ويرسم خارطة مستقبله، فالإعاقة هي إعاقة التفكير والوعي، وبالإرادة والقوة والتحدي تصنع دوماً المعجزات.
والمواهب متعددة وتظهر في مجالات مختلفة سواء كانت فنية أو رياضية أو اجتماعية أو إعلامية وغيرها، فهي التي تفرض نفسها للاتجاه نحو هدف معين.
فالموهبة وحدها لن تجد طريقاً عند الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة إذا لم تكن لها اليد ممدودة وتضعها في الطريق الصحيح حتى تنجز الإبداع المنتظر منه والمواهب الكامنة عند ذوي الاحتياجات الخاصة ويجب صقلها. فالطموح والعزيمة لوحدهما لا يكفيان بل يجب أن يكون هناك دافع «مادي» و»معنوي» يحقق ذاته، وخاصة في هذا الزمن الذي نعيشه، فعندما يبدع ذوو الاحتياجات الخاصة يمدون لنا هم يد العون.
فهم لهم حقوق في إبداعاتهم ومواهبهم وتذكر إذا مادمت على قيد الحياة فأنت معرض أن تكون منهم والحمد الله على كل الحال، هذا قدر الله تعالى في خلقه فبالشجاعة تلد المعجزات.
لذا أتمنى من الحكومة الموقرة والمؤسسات العامة والخاصة بأن تتبنى المواهب لذوي الاحتياجات الخاصة وتدعمهم وتفعل دورهم في المجتمع، وكما نتمنى من وزارة الإعلام تفعيل دورها المجتمعي في توظيف الموهوبين الدارسين للإعلام والمساهمة بتقديم جملة من الوظائف الإعلامية وخاصة في مجال الإذاعة وتقديم التدريب المهاري اللازم لتطوير مهاراتهم أسوةً بالأفراد العاديين وتمكينهم في المجتمع الإعلامي.
وختاماً نقول؛ يجب علينا أن نساهم في ترجمة هذه الرؤية على مستوى رقي بلدنا الحبيب وتحديد مكانته في مصاف الدول المتقدمة خاصةً في مجال توظيف أبنائنا الموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة.

أحمد جاسم القاسمي