التنظيم المتطرف يستغل تدخل روسيا ليستقطب المزيد من الأتباع السنة
استغلال موسكو وطهران للفراغ الغربي بسوريا لا يبشر بالخير والسلم
تردد الغرب أمام تدخل روسيا وإيران خيانة للسوريين
إرسال بوتين قوات روسية لنصرة ديكتاتور بحرب أهلية ينقلب وبالاً عليه
المخابرات الروسية تسهل إجراءات سفر المتطرفين لسوريا كي يلقوا حتفهم بالحرب
بوتين لا يعرف إلا لغة الحرب في التعامل مع الانتفاضات الشعبية
قوات الأسد خاضت 982 عملية عسكرية في 2014.. ?6 فقط استهدفت «داعش»
الحل في رحيل الأسد لتتشكل جبهة ضد «داعش».. وتأخر الغرب ينذر بحرب طويلة


لندن - (وكالات): وصفت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية موقف الدول الغربية المتردد أمام التدخل الروسي والإيراني، بأنه «خيانة للشعب السوري»، مشيرة إلى أن «مستقبل سوريا أصبح بيد روسيا وإيران، وهذا سيسعد تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي الذي سيستقطب بذلك المزيد من الأتباع بين المسلمين السنة، وسيخذل المعارضة المسلحة التي أراد الغرب أن يدعمها فلم يعرف كيف يفعل».
وأوضحت الصحيفة أن «استغلال روسيا وإيران للفراغ الذي تركته الدول الغربية المنهكة لا يبشر بالخير والسلم في سوريا».
وذكرت أن «التدخل الروسي العسكري لدعم النظام في دمشق ليس غريباً لأن الكرملين وقف إلى جانب حليفه، بشار الأسد، من قمعه المظاهرات السلمية عام 2011، واستعمل حق النقض في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة لحمايته من القرارات الدولية».
ورأت الصحيفة أن «الوضع الحالي لا يترك مجالاً لتحرك الولايات المتحدة، إلا عبر دعم الرئيس أوباما للمعارضة المسلحة في الأمم المتحدة».
وأشارت إلى أن «مستقبل سوريا أصبح بيد روسيا وإيران. وهذا سيسعد تنظيم الدولة «داعش» التي ستستقطب بذلك المزيد من الأتباع بين المسلمين السنة، وسيخذل المعارضة المسلحة التي أراد الغرب أن يدعمها فلم يعرف كيف يفعل».
من جهتها، قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن «إرسال قوات عسكرية إلى بلد في حرب أهلية من أجل دعم الحاكم الديكتاتور فيها، غالباً من ينقلب وبالاً على صاحبه».
وتوقعت الصحيفة أن «بوتين سيناله هذا الوبال، ومعه أطراف أخرى ستخسر في هذه الحرب، التي ستطول، ما لم تتحرك الدبلوماسية بسرعة لإيجاد حل سياسي».
ورأت «الغارديان» أن المستفيد الوحيد من هذا كله ربما سيكون تنظيم الدولة، الذي لابد أنه يشكر الكنيسة الأرثوذوكسية التي وصفت حملة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأنها «حرب مقدسة».
فروسيا أصبحت، حسب «الغارديان»، هدفاً لجميع فصائل المعارضة السورية، بما فيها المتطرفة، وإذا لم يفجر المسلحون مواقع القوات الروسية في اللاذقية أو في قاعدة طرطوس العسكرية، فإن الأراضي الروسية ستكون هدفاً لهم.
وأشارت «الغارديان» إلى تقارير مفادها أن المخابرات الروسية تسهل إجراءات سفر المتطرفين إلى سوريا، على أمل أن يلقوا حتفهم في الحرب هناك.
من ناحية أخرى، نشرت صحيفة «ديلي تلغراف» مقالاً تتحدث فيه عن الخطة التي وضعها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لتحقيق أهدافه في سوريا، وتتوقع حرباً بلا نهاية.
وقالت «ديلي تلغراف» إن الشيء الوحيد الذي يضمن الدعم لـ «داعش» هو مساعدة بشار الأسد على البقاء في السلطة.
وأضافت الصحيفة أن ما حدث في الشيشان عام 2000، بعد أسابيع من وصول بوتين إلى السلطة، لابد أن يكون عبرة لما سيحدث للسوريين على يده.
فقد بدأ بوتين فترته الرئاسية بإعلان حرب الشيشان الثانية، فهو لا يعرف إلا لغة الحرب في التعامل مع الانتفاضات الشعبية مثلما فعل الأسد في شعبه.
ورأت الصحيفة أن الصورة التي تسوقها روسيا وإيران عن الأسد بوصفه العدو اللدود لـ «داعش»، ولذلك ينبغي مساعدته ودعمه خاطئة تماماً.
وأشارت إلى دراسات أنجزتها مراكز بحث متخصصة في الشؤون العسكرية تبين أن قوات النظام خاضت 982 عملية عسكرية في عام 2014، من بينها 6 % فقط استهدفت «داعش».
وكان ذلك هو العام الذي سيطر فيه التنظيم على مناطق واسعة في سوريا، واستولى على حقول نفطية وعلى مدينة الرقة التي هي عاصمته الفعلية.
فقوات الأسد كانت تركز في هجماتها وحملاتها العسكرية بنسبة 94 % على فصائل المعارضة الأخرى.
وخلصت الصحيفة إلى أن «الحل الوحيد هو رحيل الأسد لتتشكل بعده جبهة موحدة ضد «داعش»، ولكن مواقف الدول الغربية المترددة هي التي تركت فراغاً استغله بوتين، وإذا لم يتحرك الغرب بقوة، فإن الحرب مستمرة إلى ما لا نهاية».