بحاح عقب نجاته: باقون في عدن ولن نغادرها
وفد حوثي بطهران للحصول على أسلحة



عواصم - (وكالات): استشهد 15 جندياً من قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية، والقوات اليمنية الموالية لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، في هجمات كبيرة بالصواريخ على مقر إقامة نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة خالد بحاح في فندق القصر بعدن جنوب البلاد، فيما نجا بحاح وعدد من أعضاء الحكومة من الهجمات على الفندق الذي أصيب بصاروخين. ونقلت صحيفة «عدن الغد» عن بحاح قوله عقب الهجوم إنه «مصر على البقاء في المدينة». وبالتزامن مع الهجمات أطلقت صواريخ على موقعين آخرين للتحالف العربي في اليمن.
وبينما حملت الحكومة اليمنية، وقوات التحالف، والإمارات، ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح المسؤولية عن الهجمات، أعلن تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن تفجيرات انتحارية استهدفت الحكومة اليمنية وقوات التحالف العربي في عدن وأودت بحياة 15 من جنود التحالف والقوات اليمنية.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية أن «عمليات الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الإجرامية التي استهدفت مقر الحكومة اليمنية وعدداً من المقار العسكرية أدت إلى استشهاد 15 من قوات التحالف العربي والمقاومة اليمنية». ونقلت الوكالة عن القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية إعلانها «استشهاد 4 من جنودها البواسل بعد التحقق من هوياتهم وإصابة عدد آخر بإصابات مختلفة». وقال وزير الدولة الإماراتي أنور قرقاش في تغريدة على «تويتر» إن «الحوثيين يخوضون معركة خاسرة وإن دورهم تم اختزاله بالتراجع على الأرض ومحاولة الإضرار عبر الألغام والكمائن والصواريخ». اما التحالف فقد تحدث عن استشهاد 3 جنود إماراتيين وجندي سعودي في «الهجمات بصواريخ الكاتيوشا» التي أدت إلى «رد» وإلى «تدمير آليات الإطلاق».
واستشهد 63 جندياً إماراتياً في اليمن منذ بداية تدخل التحالف في مارس الماضي.
وفي الهجوم الذي استهدف الفندق، استشهد حارسان يمنيان للفندق وجرح 12 شخصاً كما ذكرت مصادر طبية.
وأكد وزير الشباب والرياضة نايف البكري أن «رئيس الوزراء خالد بحاح بخير ولم يصب بأذى». وأضاف أن «الحكومة ستبقى في عدن»، موضحاً أن أعضاء الحكومة الذين «أصيب بعضهم بجروح طفيفة نقلوا إلى مكان آمن». وكان مسؤولون من الخليج أكدوا الأسبوع الماضي أن عدن «آمنة» بينما ما زالت المعارك بين القوات الموالية للشرعية والمتمردين الحوثيين مستعرة في مناطق أخرى في البلاد.
ووجه محمد العوادي مدير مكتب بحاح الاتهام إلى المتمردين الحوثيين. واندلع حريق في قسم من الفندق الذي يتألف من عدة طوابق ويطل على البحر بعد إصابته بصاروخين، كما ذكر مصدر أمني وشهود. وظهر الفندق في صور على شبكات التواصل الاجتماعي وهو يشتعل عند إصابته ويتصاعد منه دخان أسود. ويقع فندق القصر في الضاحية الغربية لعدن التي أعلنت «عاصمة مؤقتة» لليمن بعد استعادتها من المتمردين منتصف يوليو الماضي بدعم من قوات برية إماراتية وسعودية.
وفي مكان قريب من الفندق استهدف صاروخان ثكنة عسكرية لقوات التحالف العربي بقيادة سعودية ومقراً لعناصرها بدون إصابتهما، بحسب سكان في الحي.
وانتقل بحاح وأعضاء حكومته ليتمركزوا في عدن في سبتمبر الماضي بعد 6 أشهر في السعودية.
وتعرضت كبرى مدن الجنوب لدمار كبير في المعارك مع الحوثيين الذين احتلوها لأشهر، ويسعى رئيس الحكومة لإعادة الوضع إلى طبيعته فيها. وأشرف بحاح على إعادة فتح المدارس واستئناف العمل في المصفاة وأشغال تأهيل أخرى إذ أن السكان نفد صبرهم من بطء عملية إعادة الإعمار. ودعا رؤساء أجهزة الأمن وضباط الجيش إلى إعادة الأمن إلى المدينة التي ما زالت تشهد أعمال عنف مثل إحراق كنيسة واغتيال ضابط. وقال مصدر عسكري يمني إن اثنين من المفجرين الانتحاريين كانا يقودان مركبتين عسكريتين يمنيتين. وكانت دول التحالف وبعض المسؤولين اليمنيين ألقوا في وقت سابق اللوم على الحوثيين في الهجمات.
ونشر «داعش» لقطات على «تويتر» تظهر رجالاً يبتسمون قال إنهم المفجرون الانتحاريون والفندق وقت تعرضه لكرة برتقالية اللون من اللهب. ويستخدم فندق القصر مقراً غير رسمي للحكومة والقوات الإماراتية المرابطة في المدينة. ووصف سالم اليزيدي - وهو مقاتل يمني في المقاومة الشعبية الموالية لهادي - مشاهد الفوضى حينما سارع لمساعدة المنكوبين من انفجار الفندق. وقال «كانت هناك حفرة كبيرة في الأرض وما بدا أنها أطراف المفجر حولها». ونشر التنظيم صوراً للانتحاريين الأربعة الذين نفذوا الهجمات وصورة لفندق اندلعت فيه النار. في المقابل، أفاد مسؤولون يمنيون بأن بحاح وعدداً من أعضاء الحكومة نجوا من قصف فندقهم في عدن الذي أصيب بصاروخين. وكانت التفجيرات أول هجمات معروفة لـ «داعش» على الحكومة اليمنية التي جعلت فندق القصر في مدينة عدن مقراً لها منذ عودتها لليمن الشهر الماضي.
وظهرت «داعش» أول مرة في اليمن في مارس الماضي بسلسلة هجمات انتحارية على مساجد قتل فيها 137 شخصاً. وبعد 6 أشهر في الرياض، عاد الرئيس هادي إلى عدن في 23 سبتمبر الماضي. وكان الاثنين الماضي في السعودية حيث التقى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي جدد له دعم بلاده، كما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.
وعدن هي واحدة من 4 محافظات استعادتها القوات الموالية لحكومة هادي وقوات التحالف التي تتدخل براً وجواً منذ يوليو الماضي من المتمردين. وما زال المتمردون الحوثيون يسيطرون على شمال البلاد والعاصمة صنعاء. واستعادت القوات الحكومية اليمنية من المتمردين الأسبوع الماضي السيطرة على مضيق باب المندب حيث يعبر قسم كبير من التجارة العالمية البحرية. وأكدت القوات أنها تقدمت في منطقة مأرب شرق صنعاء وانتزعت معسكراً من الحرس الرئاسي المتحالف مع الحوثيين في معارك أسفرت عن سقوط نحو 30 قتيلاً من المتمردين.
وفي تطور آخر، قالت مصادر مطلعة في صنعاء إن وفداً مما يسمى بـ «اللجنة الثورية العليا» التابعة للانقلابيين الحوثيين يزور حالياً العاصمة الإيرانية طهران للحصول على دعم متنوع أبرزه شحنات أسلحة.