أكدت رئيسة ملتقى الحوار التركي العربي الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة أن منطقة الخليج العربي تمر بظروف سياسية عصيبة تؤدي إلى الإخلال بالأمن الوطني، لافتة إلى أن أهم أهداف الملتقى تكمن في إقامة جبهة إقليمية بين البلدان العربية وتركيا قائمة على أساس تاريخي وجغرافي، والعمل على التقريب بين وجهات نظر الجانبين العربي والتركي للوصول للمستوى الأمثل في علاقاتهما.
وأشارت، في كلمتها خلال افتتاح الملتقى أمس، الذي تنظمه منظمة الحوار التركي العربي الدولية في الفترة 7-8 الجاري، إلى أن على الأتراك النظر إلى التوتر الذي يمكن أن تصاب به تركيا عبر حدودها الجنوبية نظرة واعية يمكن أن تقود الجميع إلى التعاون الجاد.
وأوضحت في تصريح لـ»بنا» أن جدول أعمال الملتقى يناقش إمكانية استفادة الدول العربية من علاقاتها بتركيا.
وقالت إن تركيا سعت إلى تنظيم بيتها الداخلي، والنظر إلى الإقليم العربي نظرة جادة مساهمة في قضياه المصيرية.
ولفتت إلى أن العلاقات بين تركيا والدول العربية تاريخية وراسخة منذ القدم، وأن من المتوقع تطويرها لخدمة الحاضر والمستقبل والأجيال القادمة، خاصة في ظل المنعطف الخطير الذي تمر به الدول العربية في هذه المرحلة.
وشددت على أن الدول العربية عليها أن تعمل على تقوية علاقاتها بدول الجوار لتحقيق مصالح أقوى وأعمق للطرفين.
ونوهت رئيسة الملتقى إلى أن البحرين تستضيف ملتقى الحوار التركي العربي للمرة الثانية بناء على سعي الجانب التركي الذي يجد أهمية كبرى في تحقيق تقارب وجهات النظر بينه وبين الدول العربية لمستقبل أفضل ولحماية الأجيال القادمة.
وتوقعت أن يحصد الملتقى نتائج مثمرة نظراً لاهتمام الجانبين التركي والعربي، بالخروج بتوصيات هامة تعمل على توسيع رقعة الاتفاق وتضييق رقعة الاختلاف.
وشهد افتتاح جدول أعمال الملتقى الذي يضم نخبة من المثقفين والمهتمين بالشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية من الأتراك والعرب كلمة الأمين العام للملتقى أرشد هورموزلو أكد فيها أن المنطقة تمر بأوقات عصيبة بسبب العنصرية والمذهبية والتشرذم الحزبي.
وأوضح أن بعض البلدان تدمر بعضها البعض، وأن هذه النوعية من الملتقيات تؤكد أن التفاهم الحضاري بين الشعوب والشرائح الاجتماعية لا تترك للحكومات والمؤسسات الرسمية وحدها.
ولفت إلى أنه من الضرورة أن تنشط الشرائح المدنية والمجتمعية كاملة، لتتولى مسؤولياتها في الدعوة للحوار والتفاهم في كل المجالات بين الشعوب.
من جانبه، أكد أمين عام منتدى الفكر العربي د.محمد أبو حمور، في كلمته، أن البحرين كانت ومازالت تحمل المبادرات المشرقة، والإسهامات المشهودة في تعزيز أسس الحوار والتفاهم بين العرب والعالم، وحققت من الإنجازات التاريخية والإنسانية ما جعلها موضع فخر وإعزاز.
وأوضح أن المبادئ التي تستند إليها المنظمة تشكل طموحات سامية، ومشروعة لمجتمعاتنا في واقع سياسي واقتصادي واجتماعي مأزوم لاتزال منطقتنا تعانيه، وتنعكس آثاره على امتدادها.
ونوه إلى أن اختيار الحوار وسيلة إيجابية لمواجهة التداعيات المترتبة على ذلك، إضافة للتمسك بالأساس الثقافي والحضاري والجوامع التاريخية والتراثية التي تزيد من التلاحم الإنساني بين الشعوب.
من جهته، قدم نائب رئيس الملتقى د.خالد ايرن تقريراً تضمن أعمال المنظمة والملتقى، ومختلف المقترحات التي قدمتها المنظمة إلى الجهات الحكومية والرسمية.
ويناقش الملتقى في ختام أعماله اليوم، تداول إنشاء موقع إلكتروني، وتحديد موعد اجتماع الهيئة التنفيذية المقبل، علاوة على طرح عدد من المقترحات والتوصيات.